حامد عبدالصمد
سؤال بسيط: هل القرآن كتاب أرسله الله للبشر كافة كرسالة مباشرة لهم؟ أم أرسله فقط لشيوخ الإـ///ــلام وعلماء التفسير واللغة والبلاغة والنحو والقراءات كوسطاء بين البشر كي بفهموه هم أولاً ثم يشرحوه للناس فيما بعد؟ هل يمكن لكل إنسان أن يقرأ هذا الكتاب ويفهمه بنفسه حتى ولو قرأه في ترجمة فرنسية أو صينية؟ إذا كان القرآن نفسه يقول “هذا بيانٌ للناس” و “ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء” و “تلك آيات الكتاب المبين” و “كتاب أحكمت آياته ثم فصلت”. إذاً لا يحتاج الإنسان إلى دكتوراة في اللغة والتفسير والبلاغة والقراءات ولا يحتاج أن يكون مُلِماً بالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمحكم والمتشابه وغريب القرآن والقراءات والتجويد لفهمه.
ولكن على أرض الواقع يرى الشيوخ يلومون كل شخص عادي حين يبدي رأيه في آيات القرآن ويتهمونه بعدم التخصص وبعدم فهم النص. ولكن القرآن نفسه من المفترض أن يخاطب الجميع وإلا كيف يكون بياناً للناس وتبيانا لكل شيء؟
على الجانب الآخر تجد بعض المصلحين يلجأون لخدعة أن القرآن حمال أوجه ويكتنفه الكثير من الغموض وكانه بحاجة إلى أن يكون حتى نفهم القصد من وراء الكلمات ، لذلك نحتاج محمد شحرور وكذلك لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي بعد أن أساء المـ///ــلمون فهم القرآن لمدة ١٤٠٠ سنة.
في الحقيقة أنا أرى أن القرآن واضح جداً ولكنه متناقض جداً لأنه يؤرخ لفترة ٢٣ سنة تغيرت فيها ظروف وأولويات من كتبه. فكان مرة مع السلم حين لم يكن لديه جيش ، وكان مع القتال حين كانت لديه القدرة على ذلك ، وكان متسامحاً من باب ما باليد حيلة ثم صار متسلطاً حين كانت لديه القدرة. كان القرآن متأملاً وشاعرياً حين كان من يكتبه منعزلاً في غار ، وكان جافاً ومملاً حين صار كاتبه منشغلاً بمشاكل الحروب والغنائم والزواج والخيانة الزوجية والتشريعات التي كان هدفها السيطرة على ممن التفوا حوله والسيطرة على زوجاته.
كل علوم القرآن وكل اجتهادات شحرور وغيره من المصلحين ماهي إلا اجتهادات لإخفاء أو تبرير هذا التناقض. كل المشكلة تبدأ في تصور أن الله أرسل كتابه الأخير للبشر ليبين لهم كل شيء ومع ذلك جعله أكثر كتاب يساء فهمه في التاريخ!
لو تخلينا عن تصور أنه كتاب الله لفهمناه دون عناء ولتجنبنا كل المشاكل التي سببها عبر التاريخ ، ولاستمتعنا بجوانب روحانية وبلاغية فيه كمنتج بشري جميل!
