مفكرون

نشوان معجب | يقولون لي: أنت تزعم أن أهم وأكبر وأخطر عاملٍ ينشر الفساد في الأرض والظلم


يقولون لي:
أنت تزعم أن أهم وأكبر وأخطر عاملٍ ينشر الفساد في الأرض والظلم والاقتتال والدمار هو الأديان ذات الأيديولوجيات التوسعية الساعية للسلطة أو للانتشار والهيمنة، وترى أن المجتمعات والدول العلمانية هي التي تحقق للناس الحياة الإنسانية الكريمة وتحفظ حقوقهم وتكفل الازدهار والتقدم والرخاء في جميع المجالات ..

فقل لنا: لماذا أنظمة تلك الدول العلمانية التي ازدهرت وارتقت داخليا هي التي تمارس وترعى الفساد والظلم في العالم، إذ تطبقه في شؤونها الخارجية على الشعوب والدول الأخرى بصورٍ مختلفةٍ لا تخفى إلا على الجاهلين؟!.

وجوابي عليهم كما يلي:

إن الظلم والفساد الذي تمارسه وترعاه تلك الأنظمة العلمانية ليس ناتجا عن دوافع علمانية، لأن العلمانية تنهاهم عن ذلك وتدعوهم للالتزام بالقيم الإنسانية السمحاء في جميع شؤونهم الداخلية والخارجية، ولكن الدوافع التي تدفعهم لذلك هي دوافع دينية أيديولوجية، إذ لا يخفى على أي عاقلٍ غير غافلٍ أن الذي يرعى ويمارس ذلك الظلم والفساد هو منظمات دينية متطرفة مثل الصهيونية التي نشأت عن تزاوج اليمين البروتستانتي المتطرف واليمين اليهودي المتطرف في بريطانيا وأمريكا ولا زال حتى اليوم. وليس وعد بلفور وما ترتب عليه عنا ببعيد، فهو وعدٌ كان صادرا بدافعٍ وتخطيطٍ وتنفيذٍ ماسونيٍّ وصهيونيٍّ بقيادة عائلة روتشيلد. حتى هتلر الذي فجَّر حربا عالمية مدمرةً كان مدفوعا بعقائده الأيديولوجية المتطرفة ولم يكن يمتُّ للعلمانية بصلة.

فالخطر الذي يمثله الدين التوسعي ليس محصورا على الأديان التي تدَّعي الانتساب للسماء، بل هو يشمل كافة الأديان والجماعات الأيديولوجية ولو كانت بشريةَ المنشأ ولا تنسب نفسها للسماء كالشيوعية والنازية والماسونية والصهيونية مثلا.

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى