مفكرون

ولم يكن أمام عبد الدار وعبد شمس-منعا للحرب- إلا أن تطبق على…


ولم يكن أمام عبد الدار وعبد شمس-منعا للحرب- إلا أن تطبق على بني هاشم عقوبات التجار؛ بمحاصرتهم إقتصاديا؛ فكان أن جاءها الرد من أبي طالب بتحدٍ سافر فى قوله :

كذبتم ورب البيت نترك مكة ونظعن إلا أمركم فى بلابل

كذبتم وبين الله نبزي محمدا ولما تطاعون دون ونناضل

ونسلمه، حتى نصرح حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض قوم فى الجديد إليكم نهوض الروايا تحت الصلاصل

وأما لعمر الله أن جد ما أرى لتلتبسن أسيافنا وبالأماثل

فإن يليقا، أو يمكن الله منهما نكل لهما صاعا بصاع المكايل

وإلى رؤوس حزب عبد الدار؛ أبي الوليد، وعتبة وأبي سفيان، يتوجه مستميلاً متحبباً محذرا :

وسائل أبا الوليد: ماذا حبوتنا بسعيك فينا معرض، كالمخاتل

وكنت أمرا ممن يعاش برأيه ورحمته فينا ولست بجاهل

فعتبة:لا تسمع بنا قول كاشح حسود كذوب مبغض ذي دغاول

وفر أبو سفيان عني معرضا كما مر قبل من عظام المقاول

يقر إلي نجد ويرد مياهه ويزعم أني لست عنكم بغاف

ويخبرنا فعل المناصح أنه:شفيق ويخفى عارمات الدواخل

ولما لا يجد ودا؛ يعلن أهداف البيت الهاشمي السياسية، بوضوح جهير ومباشر فيقول :

جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا عقوبة عاجلا غير آجل

بميزان قسط لا يخس شعيرة له شاهد من نفسه غير عائل

فأبلغ قُصيا:أن سينشر أمرنا وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل

وكان لنا حوض السقاية قيهم ونحن الكدى من غالب والكواهل

شباب من المطيبين وهاشم كبيض السيوف بين أدي الصياقل

فما أدركوا ذحلا، ولا سفكوا دما وما حالفوا إلا شرار القبائل

بضرب ترى الفتيان فيه كأنهم ضوراي أسود فوق لحم الخرادل

وعن شدة تعلقه بإبن أخيه وكلفه به، وأن لولا المسبة والعار آمن بدوعته الدينية، يقول :

لعمــرى لقد كلفت وجد بأحمد وإخواته دأب فى حومة المجد فاصل

فلا زال فى الدنيا جمال لأهلها وزينا لمن ولاه رب المشاكل

فمن مضله في الناس أي مؤمل إذا قاسه الحكام عند التفاضل

لكن إتبعنا على كل حالة من الدهر،جد غير قول التهازل

لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا،ولا يعني بقول الأباطل

فأصبح أحمد فينا في أرومة تقصر عن سوء المتطاول

حدبت بنفسي وحميته ودافعت بالذرا والكلاكل

فأيده رب العباد بنصره واظهر دينا حقه غير باطل

_الإقتباس الثامن عشر من الكتاب


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى