قضايا المرأة

هديل إسكندر، صحافية فيديو “أنا أهوى التصوير منذ صغري. درست الصحافة لأدخل إلى هذ…


هديل إسكندر، صحافية فيديو
“أنا أهوى التصوير منذ صغري. درست الصحافة لأدخل إلى هذا العالم. اشتريت كاميرا صغيرة، وصرت أخرج غلى الشارع وأصور أي شيء. كما كنت أعرض على الأشخاص الذين ألتقي بهن/م أن أصورهن/م صوراً شخصية.
علاقتي مع الكاميرا تطورت، خصوصاً بعد التحاقي بعددٍ من التدريبات والورشات. وحين بدأت العمل كمراسلة في إحدى القنوات المحلية، كنت أراقب المصور دائماً، وأطرح عليه بعض الأفكار المتعلقة بزوايا التصوير. لكنه كان يبدي انزعاجه الدائم، ويقول: “بعدك متخرّجة من الجامعة، وجايي تعلّميني”.

هذا الرد دفعني الى أن أتحدى نفسي، فتعلمت التصوير بطريقةٍ محترفة. وبدأت العمل بشكلٍ مستقل مع عددٍ من المنصات المحلية. وهذا ما طور مهاراتي في هذا المجال. إلا أنني كنت أشعر دوماً أنه عليّ أن أثبت نفسي بشتى الطرق، خصوصاً أن هذا المجال يهيمن عليه الرجال أكثر من النساء.

عندما أتوجه إلى مكان التصوير، يرمقني الناس بنظرةٍ مندهشة لأنني امرأة تحمل كاميرا. بصراحة، ردود الفعل هذه تقويني لأستمر في عملي. مصطلح صحافية الفيديو أو المصورة ليس متداولاً كثيراً في هذا المجال. حتى لاحظت أنهن/م ينادونني أحياناً بالمصور وليس المصورة، وكأن المجتمع معتاد على فكرة أن المصور يجب أن يكون رجلاً.

هذا التفكير النمطي جعلني أشعر أنه علي دوماً إثبات نفسي بأنني مصورة محترفة. فكنت أقوم بكل ما لدي من جهد لأنجز التقارير بشكلٍ ممتاز، وأؤكد للجميع أنني كامرأة، قادرة على احتراف مهنة يُنظر إليها على أنها حكر على الرجال.
حتى اليوم تُوجه إلي الملاحظات. بمعنى آخر عندما أكون في جلسة تصوير ويصادف وجود مصور رجل، يقوم على الفور بانتقاد عملي من دون أن أسأله عن رأيه. هذا الشعور بأنه شخص كُفُؤ لتقييمي، يزعجني كثيراً لأنه يدفعني إلى الشعور بأنني غير محترفة.

أحاول التخلص من هذا الشعور لكنني بحاجة إلى الوقت. كما أشعر دوماً أنه لا يجب أن أخطئ، حتى لا أتعرض للانتقادات.
شخصيتي خجولة أمام الناس. ولكن وجودي في مجال التصوير جعلني أكثر قوة من الداخل، وأعمل حالياً على أن أكون أكثر جرأة”.
#لبنان #شريكة-ولكن
تصوير وكتابة: سارة حطيط


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى