حقوقيون

دعوة للبحث عن الحقيقة


دعوة للبحث عن الحقيقة

على مر التأريخ كان الإنسان كلما عجز عن تفسير الأشياء فسرها بأشياء ميتوفيزيقية. شيء متعارف عليه، وربما رددت هذهِ الفكرة كثيرًا. والإنسان عدو ما يجهل. في غياب الأدوات العلمية، فسر كل شيء بما يتناسب مع عقليته.. شيئًا فشيء، وبتوارث تلك التفسيرات البدائية، تتحول لحقائق.. وشيئًا فشيء تتحول للقداسة، ومن ثم لمعتقد، وأخيرًا دين. هكذا يتمخض عن الجهل، دين.
ولا يخفي على أحد، أن من يتخذ من الأصنام الهة، او من يعبد الحيونات.. إنما يستخدمها للتقرب..لكل ديانة فلسفة تقنع أتباعها؛ مهما بدت غبية للآخرين. مثال:
المسلمون يسخرون وممن يعبد الحيونات، ويستهزئون من تضرع
اليـ ـهود لحائط المبكى.. ولكن لا يتقبلوا سخرية الآخرين لهم، من عبادتهم لمكعب، وحجر!
وهنا أزدواجية في النقد. يحق لهم شتم، وتحقير الأخر، بينما يستشيطون غضبًا من لو نال أحدهم موروثهم بالنقد!
كذلك نعلم جيدًا القصة التي روجتها كتب التراث الديني، عن أن الأصنام إنما هي تماثيل لرجال صالحين، تم نصبها للتذكير بما قدموه للبشرية.. ومع الأجيال، والمغالاة في التقديس، تم تأليهها، بعد تحويلها لوسيط للرب!

أي أن ما نؤمن به، ماهو ألا افكار توارثناها جيلًا بعد جيل. لم نتحقق، أو نصل لها ببحث حقيقي، أو تمحيص، ودراية كاملة. ولذلك الكثير منا مهزوز الثقة. ضيق الصدر، يخاف الخوض في الحوارات، فضلًا عن المناظرات؛ يعلم أن إيمانه هش، وأن قواعدة غير راسخة.
ولذلك لابد من البحث عن الحقيقة. وبعد الشك، والبحث، والإطلاع..يأتي اليقين. لا العكس.
عندما تبحث عن الشيء، وتتجرد من كل ما قد يؤثر على بحثك؛ لتكون أكثر دقة، وموضوعية.. تصل للإيمان الحقيقي. أيًا كان. وتتقبل الحقيقة مهمًا تكن. عندها وفقط، لن تخف من المواجهة؛ لأن الحق، والحقيقة لا تهتز بحوار، أو مناظرة.
ولمَ اخف؛ وأنا أثق من قوة ما اؤمن به؟!
الحدة، والعدا.ئية، والتك.فير.. لن تجعل من معتقدي أقوى. يجب أن اتصالح مع كل شيء؛ ما إن أنا أثق بنفسي، وبما أؤمن انه الحق. لا تقبلوا بالحفظ، والتلقين، والمشافهه، والإرث. كونوا سادة أنفسكم، وتحروا الحقيقة بأنفسكم.

حبوا بقلوبكم، وفكروا بعقولكم، ولا تقدسوا شيء.

يتبع..

#دعوة_للبحث_عن_الحقيقة
#البحث_عن_الحقيقة
#التنوير_والتفكير
#تحرر_وفكر

لؤي العزعزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى