– المهندس كمال خليل من خمسين سنة عندما كان فتى:
كان طالبا فى كلية الهندسة ، بجامعة القاهرة، وهو أحد رموز اليسار المصرى وابن اسرة مناضلة ساهم بقسط وافر فى الحركة الطلابية اليسارية التى اشعلت الجامعة والمجتمع حتى انتفاضة الخبز الشعبية فى يناير 1977، كان عضوا للجنة الوطنية العليا للطلاب فى كلية الهندسة، كان يملك قدرة فذة على تنظيم المظاهرات وقدرة فذة على ابتكار الهتافات المناسبة للمطالب وللظرف السياسى حتى أن بعض أصدقاءه لقبوه “بماكينة الهتافات”، عرفته وهو بعد طالبا يقود مظاهراتنا داخل الجامعة وفى شارع الجامعة وحول تمثال نهضة مصر، وفى حى بين السرايات والدقى بإبتسامه ساخرة لا تفارق فمه مهما كانت التحديات والظروف العصيبة،
كنا نحمله وهو يهتف فى احدى مظاهرات منتصف السبعينيات، وكانت مظاهرة هائلة تجبر العربات على المشى ببطء بجوارنا ومرت سيارة نقل ميرى عليها بطاطين يجلس فوقها عدد من الجنود الذين يبدوا عليهم التعب، فنظر اليهم وهتف:
والعسكرى مظلوم فى الجيش …. ياكل عدس ويلبس خيش
فصفق الجنود ورددوا معنا الهتاف
ومنذ تخرج سنة 1976، ظل مشاركا بحماس وفاعلية فى الحركة الوطنية وفى سبيل حقوق الشعب والعمال، وقد صدر كتابة الرائع “حكايات من زمن فات” عن دار: بيت الياسمين للنشر والتوزيع سنة 2012، وقد اعطانى اياه بعد ان كتب لى إهداء جميل اعتز به، وكان مرجعا أساسيا لى فى احداث وهتافات زمن السادات، ومازال كمال خليل مناضلا صلبا اشترك بجهد وافر وهتافات ثرية فى ثورة يناير وفى مواجهة المجلس العسكرى وحكم الإخوان،
وهو مبتكر الهتاف:
إحلق دقنك بين عارك …. تلقى وشك وش مبارك
ولقد تميز وتفرد كمال خليل بقدرته على صياغة هتاف طويل وكأنه “سيناريو” فغالبا مايكون الهتاف مكون من شطرة واحدة، او شطرتين كانه جواب وقرار، مثل:
قولوا للحاكم جوة القصر …. احنا شباب حنحرر مصر
ولكن كمال خليل يستطيع أن يبتكر هتاف مكون من حلقات متتابعة يشرح فيه قصة الثورة والمجلس العسكرى والاخوان فى هتاف طويل قد يصل زمنه الى دقائق عدة
واليوم أو غدا قد تجد كمال خليل محمولا على الاكتاف يقود الهتاف فى ميدان التحرير وطلعت حرب والاتحادية وغيرها… “من كتابى هتافات الثورة المصرية ونصوصها الكاملة”
واليوم كبر الفتى الصغير واصبح شيخا فى السبعين، ولكن روحه مازالت روح الشاب الحالم والمتوثب … كل سنة وانت بألف خير ياصديقي
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
