كتّابمفكرون

الواد الفتوة …. (قصة قصيرة)…


الواد الفتوة …. (قصة قصيرة)
كنا نسكن زمان في حي الظاهر …كان حي جميل في وسط القاهرة .. معظم سكانه من الشوام والأروام (الروم الكاثوليك) .. لكن ما يمنعش برضه كان في سكان (بيئة) ..

كان والدي رجل ذو هيبة وكان معلمنا الأدب واحترام الغير .. كان كل شيء بنظام .. حتى اللعب مع الأطفال في المنطقة كان بحساب .. وممنوع اننا نصاحب الأولاد الوحشة أو نلعب معاهم ..

كان في ولد اسمه عبدالله كان تقريبا في سني بس كان شضلي ساكن في نفس الشارع واللأولاد بيخافوا منه .. وامه ست شلق وبتاعة مشاكل .. كان مجرم ولسانه طويل وبيضرب الأولاد والكل بيخاف منه (بما فيهم أنا ) .. كان ييجي علشان يلعب معانا بالعافية نقوم نسيبله الشارع ونبطل لعب ونروّح كل واحد علي بيته ..

في يوم كنت واقف في البلكونة وكانت اختي الصغيرة راجعة البيت وماسكة في ايديها آيس كريم (كان اسمه جيلاتي) بتاكل فيه ..شفته وهو رايح ناحيتها وعايز ياخد الآيس كريم منها .. البنت ما رضيتش .. راح ضاربها علي وشها بالقلم ..

ماحستش بنفسي ونزلت جري وروحت هاجم عليه .. من المفاجأة اتلجم وراح واقع علي الأرض .. رحت راكب عليه وهاتك بونيات وشلاليت فيه .. اللأولاد اتجمعوا ووقفوا يتفرجوا عليّا وانا باضربه وهمّا فرحانين.. ولم أتوقف الا وايد امه بتشدني من عليه وبتحاول تضربني ..رحت متزفلط منها وخدت أختي وجرينا علي البيت ..

أمه خدت الواد وراحت واقفة في مدخل بيتنا وكان ده تقريبا ميعاد عودة أبويا من شغله .. لما جه أبويا لقيت الست وقفت ومسكت ابنها وقعدت تكلم أبويا وتشاورله علي الإصابات اللي في وش ابنها وفي جسمه ..ابويا لقيته بيهز دماغه وراح طالع وهي مشيت ..

ابويا طلع البيت وراح منادي علي
– تعالي هنا ..
– نعم يا بابا ..
– ايه اللي عملته ده ؟
– ما عملتش حاجة يا بابا
– انت ضربت عبدالله ؟
– ايوة ضربته
– انت شضلي ؟ ضربته ليه ؟
– علشان ضرب أختي ..

صوت ابويا هدي شوية وقاللي احكيلي اللي حصل ..
حكيتله كل اللي حصل بالتفصيل
سأل أختي الصغيرة احكيلي انتي ايه اللي حصل ..
حكيتله نفس الحكاية ..

حسيت وشه ارتاح ..بس قاللي إمشي من قدامي وايّاك تعمل كده تاني, تبقي تقوللي وأنا أتصرف..

اتقلب الحال في الشارع ..والأولاد بطلوا يخافوا من عبدالله .. وكل ما كان يغلّس علي واحد يقولوله نجيبلك اللي ضربك ..ولما كنت انزل العب معاهم كنت ابصله بتوعد وكان هو يلم نفسه ويبعد عننا .. لغاية ما بطل ينزل الشارع ..

المهم بقيت انا الفتوة بتاع العيال وكلهم بيسمعوا كلامي … بصراحة حسيت بنفسي قوي والغرور ركبني وبقيت أأمر وانهي وابويا شايف ده وملاحظني من بعيد ..

وفي يوم قاللي تعالي ..
– نعم يابابا ..
– انت فتوة الشارع دلوقتي ؟
– ما رديتش بس عينيّ قالتله آه
– وفرحان بنفسك طبعا ؟
– برضه ما رديتش

طب ايه رأيك لو جه واحد اقوي منك وضربك قدام اصحابك ..حيبقي شكلك ايه .؟
برضه ما رديتش بس بصراحة خفت وبان الخوف في عينيّ ..
ابويا شافني خايف استغل الفرصة .. وقاللي شايف مجرد فكرة ان واحد يضربك وانت الفتوة بتاع الشارع خلتك تخاف ازاي ؟ تعرف تقوللي عبدالله حاسس بايه دلوقتي ؟ ولم ينتظر الاجابة وكمل كلامه …فكّر لمّا أشوف حتعمل ايه .؟ وسابني ومشي.
فكرت شوية … وبعدين
نزلت جري ورحت عند بيت عبدالله وناديت عليه …بصلي وقاللي .. ايه عايز ايه ؟
قولتله انزل انا عايزك ..
– عايزني في ايه ؟
– انزل بس ..

نزل عبدالله وقرب مني بالراحة قولتله انت زعلان يا عبدالله ؟؟ قاللي آه زعلان ..قلتله ماتزعلش حقك عليا انا آسف ..
بصلي وهو مش مصدق ..
قلتله تيجي تلعب معانا ؟..
هز دماغه بتردد … وقاللي آه …

خدته وانا حاطط ايدي علي كتفه وروحت للأولاد .. وقلتلهم عبدالله حيلعب معانا ..
ماحدش اعترض (خلي بالكم ان انا لسة الفتوة لغاية دلوقتي )

وابتدينا نلعب … وبطرف عيني بصيت لقيت ابويا كان واقف يتفرج وخلص فرجة ودخل من البلكونة ..وبطرف عيني برضه بصيت لقيت ام عبدالله بتتفرج علينا وهي مبتسمة …

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى