قضايا المرأة

حقوق المراة العراقية | مشروع عروسة..


من اكبر الإخطاء في التربية هو وضع توقعات لمستقبل الطفل في سن مبكرة و قد تتمثل بوظيفة المستقبل أو الوضع الاجتماعي, قد يتربى الطفل و أهله يقومون بمناداته بالدكتور و يوفرون له كل الألعاب الخاصة بالطبيب, بالبداية هنالك احتمال ان هذا الطفل لا يرغب أن يكون طبيب في المقام الأول لكن بسبب القالب الذي تم وضعه فيه في سن مبكرة قد يجعله يتصور أنه يود أن يكون طبيب و ان عليه أن يحارب من أجل أن يصل لهذه التوقعات سعياً منه لنيل رضا من حوله و حتى أن أصبح طبيباً قد يشعر بالضياع و الحزن لسبب لا يدركه ,و أن لم يصبح طبيب بسبب المعدل الدراسي سيشعر بالخيبة و الفشل لأنه لم يكن بمستوى التوقعات المطلوبة..
كذلك الفتيات في بعض العوائل تجد العائلة تضع بناتها في قالب العروسة، كل ما تفعله وتتعلمه وترتديه في غاية ان تكون العروسة التي يتمناها الجميع والزوجة المثالية..
ويقومون ببرمجة دماغها لاستيعاب كل ما يود هذا الزوج ويتمناها مع نكران تام للذات، هذا النوع من التربية يجعل الفتاة مجردة من أي خيارات كل ما تهدف له هو الحصول على هذا العريس و تعتبر الزواج هدفاً سامياً تحيا لأجله, لكن في حالة فشل هذا الزواج لأي سببٍ كان هذه الفتاة ستعتقد أنها فاشلة في حياتها بصورة عامة لأن الهدف الذي كانت تسعى لتحقيقه لم يحصل, كذلك قد تكون ضحية سهله للتعنيف لأنها و منذ الصغر كل ما كانت تسعى له هو أسعاد "عريس الغفلة" فأي تعنيف تتعرض له ستعتبره جزء من واجباتها الزوجية أتجاه هذا الزوج و أنها ارتكبت ذنباً ما لتستحق هذا التعنيف..
-هل هذه الحياة التي ترغبوها لأطفالكم؟
وضع الأطفال في سن مبكرة في هذه القوالب لنرغمهم على عيش حياتهم لتحقيق أحلام لم نستطيع تحقيقها أو تلبية لمعايير المجتمع واستخدامهم كوسيلة تفاخر بين الأهل والأصدقاء وكأنهم وسيلة نقل أو قطعة مجوهرات!!
قد تكون أبنتك عزباء لكن ناجحة في حياتها العملية والعلمية وقد تتزوج عندما تجد شريك الحياة المناسب لتكون شريكة في تلك العلاقة وليست جارية..
وقد يمتهن أبنك مهنة يحبها ليُبدع فيها ويكون سعيد بعيداً عن الألقاب المهنية البراقة كالدكتور والمهندس والمحامي..
دافع التفاخر الذي يجعل معظم العوائل تضع أطفالها تحت ضغط كبير قد يسبب لهم الكأبة والضياع والشعور بعدم استحقاق حب والديهم وأنهم خيبة للأمل في حالة عدم تحقيق هذه الأهداف كانت ناتج لأجيال وأجيال مليئة بالتعاسة والكبت.
و أني كأم لثلاث أطفال أحاول دائماً أن أمنح أطفالي الحب الغير مشروط وأتركهم ليختاروا التخصص والموهبةو أساعدهم بالنصح و الإسناد و بالأول و الأخير أهم شي عدنا هي سعادة أطفالنا و ليس أرضاء مجتمع من المستحيل أرضاءه.

بقلم
#مهاأحمد
#منظمةحقوقالمرأة_العراقية


اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى