الأقيال

دول الخليج العربي. بين ايــران. واسرائيل اين المفر…


دول الخليج العربي. بين ايــران. واسرائيل اين المفر

الحلقه الاولي :

مــصطفى مــحمودــاليمن

لاحظت ان بعض المثقفون الخليجيون متحمسون للتطبيع مع اسرائيل وهم بلاشك انعكاس لرغبات وتوجهات قياداتهم السياسيه ، تحت مبرر الوقوف في وجه النفوذ
الايراني ، ويرون فيه ايضاً توافق المصالح الوطنيه لدولهم بحيث ستؤهل لهم ثرواتهم، وهي كذلك للفلسطينيين ؛

هذا المنطق يتجاهل معطيات النظام الاقليمي ويهمل حقيقة ان العلاقات الاقليمية بين الدول تحكمها معادلات محددة تشكل طرفيها تراكمات التاريخ ومعطيات الجغرافيا بشكل رئيسي ، وهي بالتالي ليست في حساباتها الختامية ثمرة نزوات او قرارات يتخذها القادة وفقاً لقناعات ذاتية ، ولن تغيرها رشوة تدفع هنا او هناك ، والثروة المالية ليست قوة بذاتها ؛ هذه القواعد من الدقة والحساسية بحيث ينجم عن اي خرق او تحد غير مناسب لها كارثة قد تعيد صياغة النظام الاقليمي برمته ، ولصالح الذين يفهمونه ويعملون وفق قوعده

ينظر الايرانيون والاسرائيليون ، وهما حليفان سابقان ، الى بعضهما باعتبارهما متنافسين او متزاحمين رئيسيين
على الهيمنة والنفوذ في الاقليم ،
فطبيعة الرؤية المتبادلة بين الطرفين تحكم تفاصيلها المعطيات القائمة فعلاً على الارض خلال هذه المرحلة ، وهي معطيات تقود الى تقارب غريب في الستراتيجيات الاقليمية للطرفين ، وهي تتمثل في الحراك الشعبي العربي الذي من شأنه زعزعة استقرار الانظمة القائمة [ في بلدان يتطابق فيها مفهوم الدولة بمفهوم النظام السياسي ] في ظل تداعيات فشل تجارب الانظمة القومية السابقة وانحسار الخيارات مع اغراء مايوصف بنجاحات الاسلام السياسي في ايران وتركيا

{ التجربتين الايرانية والتركية تجربتين قوميتين وفق مفهوم للقومية يلعب الدين فيه عاملاً مركزياً على شاكلة المفهوم الصهيوني لليهودية كقومية } ؛ هذا الحراك تستثمر فيه ايران بشكل كبير من خلال توظيف نفوذها المعنوي والمذهبي في اوساط الأقليات الشيعية المنتشرة في منطقه الخليج بالطرق والاساليب التي نعرفها ، بدءاً من تشكيل التنظيمات المسلحة الى المزايدة في القضية الفلسطينية ، بينما تستثمره اسرائيل من خلال فتح قنوات اتصال سرية ومعلنة مع الانظمة الخليجيه في سعي محموم لكسب شرعية عجزت عن استصدارها من الفلسطينيين ، وهي بذلك تسعى تحديداً الى تنحية قضية احتلال الاراضي ، واعادة صياغة الاولويات العربية
فتستثمر الخطر الايراني ونفوذه المتزايد الذي قد يصل حد تهديد وجود دول الخليج وأنظمتها الحاكمة،

ما تلك الانظمة فانها تتوقع ان تجد في العلاقة مع اسرائيل ضمانة متعددة التشعبات بدءاً من ضمان رضا واشنطن وحتى تسهيل امتلاك وسائل فعالة للسيطرة على الحراك الشعبي بواسطة تقنيات التجسس الالكترونية التي يمكن استخدامها لاستهداف القيادات السياسية المعارضة ، مروراً بالتبادل الأمني على مستوى المعلومات والتعامل الاستخباراتي السري المشترك لمتابعة وإعاقة أنشطة ايران النووية والاقليمية .
يتبع،،،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى