كتّاب

الرواية الغربية، وإسرائيل مشروع غربي، تلغي نفسها بالتقطير. أمر مريب حقاً ما ينشر…


الرواية الغربية، وإسرائيل مشروع غربي، تلغي نفسها بالتقطير. أمر مريب حقاً ما ينشر. إجمالي قتلى إسرائيل ١٣٠٠، بحسب سلطات الكيان. لا تحديث حقيقي منذ يومين على الأقل. ما يلفت الانتباه أن أرقاماً موازية تذاع على نحو يومي: قوائم يومية بقتلى الجيش. صاروا بالمئات. الجيش يعترف بالتدريج بطبيعة القتلى.

من المفترض أن الجيش قد أمسك بزمام الأمر، وأنه سيطر على خساراته وما من مواجهات مباشرة. القوائم اليومية لقتلاه من أين تأتي؟ اعتراف متأخر، بالتقطير، بالكارثة التي حلت عليه؟ إسرائيل ذاهبة لتبديل قائمة مكان أخرى، راقبوا التحديث اليومي. رواية الأطفال، النساء، والمدنيين عدّت كما أريد لها، وحدت الغرب على كلمة واحدة، سترت فضيحة الجيش، وأعطت نظام تل أبيب الفاشي المشروعية المبتغاة. آن الأوان للإفراج عن الأسماء الحقيقية للقتلى داخل هذا الضجيج، بالتقطير حتى لا يعدّ أحدٌ وراءنا.
لا صور لقتلى الحفل. لا دلائل على قتل الأطفال واغتصاب النساء. المرأة الإسرائيلية التي قالت على وسائل إعلام بلادها إن المقاومين حملوا أطفالها على الأكتاف إلى أن تجاوزت الخطر، ناسفة أطنان من البروباغاندا الغربية، عاد إعلام أوروبا ليقول: انظروا لمنسوب “الذكورية” المقززة، نشعر بالصدمة العميقة.

الآن تنهار القائمة كلها. لقد كانت معركة عسكرية، إذن، اكتشف الغرب فيها أنه هش، وأن تقنياته العسكرية لا تصلح لكل المعارك. سيكون لذلك صدى على المسرح الدولي غير المستقر. إرادة الردع مركزية هنا، لا ينبغي التهاون إزاءها.

أراد أن يقول لباقي العالم إنه موحد على قلب رجل واحد، فأميركا قبضتها مليئة بحروب قادمة في مناطق مختلفة من العالم، وستأخذ معها النيتو في تلك المغامرات. الجبهة الفلبينية- الصينية لاهبة، سلسلة من الجزر بين البلدين تدعي كل منهما ملكيتها. مواضع أخرى لا تقل سخونة. رسالة واحدة ستخرج من غزة: الغرب على قلب رجل واحد، حدث ذلك إزاء أوكرانيا، وسنريكم ذلك دائماً حين يتعلق الأمر بترتيب الجهات على سلم القوى.

مقابل ذلك يخلقون عالما بوتينيّاً، يمنع ظهور أي رواية غير ما تردده السلطة. في باريس وبرلين – من يصدق – تتلقى الصحف صيغاً مرجعية لتغطية ما يجري، تقريراً وتحليلاً. إهدار إجرامي للحق في المعرفة.

نقاشاتنا مع الإنسان الأوروبي العادي تنتهي بأن يكيل السباب لحكومته التي تبيع له ربع الحقيقة وتلغي حقه في المعرفة. تشعره بلاهته وسذاجته، التي يكتشفها معنا، أنه وقع في الفخ، وتزيد من توجسه حيال كل ما يجري.

يبدو الإنسان الغربي أول ضحايا “التحكم بحرية القول”، فمن شأن هذه السياسة أن تمنع الوصول إلى الحقائق، وتساعد الأنظمة على تمرير تخيلاتها، وتعزيز مصالحها كما لو أنها مصالح جماهيرها.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫26 تعليقات

  1. كلام كامل الدسم ..
    عندما يرى الانسان العادي كمية الاصطفاف اللا مدروس والاستعداد للتضحية لمساندة الجلاد ضد الضحيه يشعر ان شمس الغرب وأمريكا تغيب وبسرعة كبيره ..

  2. روعه يالدوك الشجاع. فلتظل صمصمام وتنويري عملاق. بعد ساعه من الان سيكون حوار للنخبه الاعلاميه الالمانيه على ARD ومما لا شك سنسمع صوت أحدهم يقول كفايه تضليل وكفايه استحمار وكفايه استخفاف بالتاريخ

  3. الملاحظ هنا في “اسرائيل” إنه لا إحصائية إطلاقا لعدد القتلى من الأطفال والنساء.. يبدو أنه ان الأرقام ستكون خاذلة للإعلام الغربي والبروباغندا الصهيونية.

  4. يحسب للاعلام العربي ان استطاع ان يوصل نصف الحقيقه للاعلام الغربي وما يعيشه من تيه تجاه الحقيقه
    ولن نقصر بما نستطيع ان نعمله
    بكل الوسائل
    رياضي فني ادبي
    حتماً ستنقلب عليهم وسيكون الشرق الوسط خالي من سموم الغرب

  5. هناك بروبجاندا غير مسبوقة مراسلة السي إن إن قالت ان المقاومة قطعت رأس اربعين طفل وبعد ذالك اعتذرت على تويتر لكنك لاتستطيع ان تقنع الشارع الغربي بأن الأمر كذبة… البيت الأبيض تحدث عن قطع رؤوس الأطفال وعند مطالبته بالصور تراجع وقال انه سمع في الأخبار …ومع ذالك لاتستطيع ان تقنع عشرين بالمية من الغرب بأن الموضوع كذبة إسرائيلية وفشل عسكري اسرائيلي هناك مغناطيس في أذان الغرب يساعد الإسرائيليين في نشر أكاذيبهم هناك هذا المغناطيس هو الإسلام فوبيا

  6. الانسان بطبيعة الحال مجبول على تصديق اول معلومة تصل له ويصعب عليه تغيرها بمعلومة جديده حتى وان كانت الحقيقة الدامغه، لكن ما يحدث الان في الاوساط الغربية شئ جميل جداً فقد بدء الناس يعرفون حجم الاكاذيب اللتي عاشوا فيها عقود مضت وراحوا يبحثون ويفتشون عن مصداقية كل الثوابت اللتي نقشت في عقولهم منذوا عهد الحروب الكونية.

  7. نعم السلاح النووي والبوارج والصواريخ العابر للقارات لن تكون لها أي قيمة فيشنج اما الرجال أصحاب الأرض المدججين بالإيمان بقضيتهم

  8. اللوبي الصهيووني مهيمن علل الغرب حكومات ونخب واعلام واقتصاد قد يكون الغرب هو من زرع إسرائييل لكن لا احد يستطيع إنكار ان الصهيوونية أصبحت تحكم الغرب كما يحكم الهاشميين وال البيت العالم العربي والإسلامي .

  9. لكن أوروبا هي العالم الاول هل من المعقول الا توجد مصادر اخرى للمعرفة غير التي تريدها الحكومة؟
    ام أن الإنسان الأوروبي لا يسمع الا ما تريده حكومته

  10. منذ اكثر من عشر سنوات أعرف المان يتابعون الاخبار من صفحات على الانترنت اسمها الاعلام البديل، يقولون أن الإعلام الرسمي في القنوات والجرائد المعروفة كله موجه وغير نزيه ويكذب ويسوق الرأي العام لما يريد، وصفحات الإعلام البديل تتحدث بشكل موازي عن كل حدث وتبين فيه بعض الحقائق التي يخفيها الإعلام الرسمي وهكذا…صحيح انها بلد الحريات والديمقراطية لكن صناعة الرأي العام تجاه القضايا مازال موجه وبعد ذلك لكل فرد حرية في التعبير وطبعا كفرد وإن قلت الحقيقة تأثيرك أقل على الرأي العام

  11. إن كنت قادر على نقل هذة الرؤية الجميلة للإعلام الأوربي أو على الأقل الألماني فلا تتأخر
    إن كنت لا تستطيع نشر مقالات في صحف المانيا فافتح صفحة فيس بوك او X باللغة الألمانية
    اتمنى ذلك

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى