كتّاب

في وقتنا هذا بكُل آسف أصبح من النادر جدًا أن يخلو عملًا…


في وقتنا هذا بكُل آسف أصبح من النادر جدًا أن يخلو عملًا مسرحيًا أو دراميًا أو سينمائيًا من التنمر و اِحتقار و تسفيه و تقليل الآخر المُختلف .. بحجة الكوميديا و الضحك!

– هل هذا هو ما يجب أن يُقدَم و يتعلمه أبنائنا؟
– هل الضحك يقوم على إيذاء و جرح مشاعر الآخر؟
– هل الكوميديا تعني الابتذال و الانحطاط و التفاهة؟
– هل أصبح التنمر شيء سائد و أساسي تقوم عليه الصناعة؟

هل ، هل ، هل .. !!

التنمر جريمة إنسانية و أخلاقية يُعاقب عليها القانون ، كل يومٍ يزداد عن ما قبله ، حتى وصل و اِخترق الأماكن التي من المُفترض أن تقاوم و ترفض ذلك مثل (المدارس ، الجامعات ، .. ) و الكثير من الأماكن الراقية ، فهل أصبح التنمر ثقافة شعب؟! التنمر إنسانيًا و دينيًا أمر منبوذ و مكروه و مُحّرم و مرفوض تمامًا لا تقبله فطرتنا السليمة السوية ، فعيب جدًا و لا يصح أو يليق بنا أن نسخر من بعضنا و نبني ضحكنا و سعادتنا الوقتية على تدمير مشاعر إنسان آخر و تسبب له عقدة دائمة من الوارد جدًا أن تجعله يكره نفسه و لا يقبلها ، و أناس كثيرين أنهوا حياتهم بسبب ذلك ، أؤمن دائمًا أن الهزار السليم العاقل هو الذي يُضحِك الطرفين و ليس طرف واحد ، و إن أضحك طرف دون الآخر فهذا يعني أن الهزار لا يسير في موضعه الصحيح ، ففضلًا نرتقي قليلًا.

اِحترام و تقبل الآخر هو ثقافة و توجه دولة بأكملها ، فلا يصح أن نطعن في تلك الدولة الجديدة و نُدمر و نهدم في الذي يُبنَى بمجهودات مُكثفة و شاقة في تغيير مفاهيم عديدة خاطئة في المُجتمع ، فنرجو من الصُناع القائمين و المسؤولين على هذه الصناعة أن يراجعوا أنفسهم و يتركوا إفلاسهم الفني و يتعلموا أن يعطوا للجمهور قيمة مُقدمة من خلال الأعمال الفنية التي تليق باسم و مكانة مصر.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫2 تعليقات

  1. هذه الأعمال سببًا أساسيًا و رئيسيًا في زيادة التنمر في المُجتمع ، حتى أصبح هذا الموضوع عادي جدًا كأنه من الطبيعي أن يحدث ، و لا يشعر الناس بأي خطأ في ذلك.

  2. يعني إيه أروح مسرح و ألقى واحد رفيع بيمهزء واحد تخين ، و واحد طويل ممهزء واحد قصير .. إيه ده .. إيه قلة الأدب و القذارة دي .. هو ده المسرح .. هي دي الكوميديا!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى