كتّاب

كـمسيحي أؤمن أن العِلم والطب هما مِن أهم وأعظم مُعجزات ونِعم…


كـمسيحي أؤمن أن العِلم والطب هما مِن أهم وأعظم مُعجزات ونِعم الله على البشر، ولا أحد عاقل يقدر أن ينكِر دور العِلم وأهميته في خدمة وراحة البشرية والإنسانية، فإن مرَضَ أحد سيذهب إلى الطبيب فورًا لا إلى أبونا القديس فلان، وإن تعرض أحد لحادثة سيذهب فورًا إلى المُستشفى لا إلى الكنيسة أو الدير، هذا ما يقوله العقل والمنطق وهذا ما نُرجحه ونقول به دائمًا، ولا أحد مِن آباء الكنيسة قال عكس ذلك، بالعكس مَن يمرض مِنهم يذهب ليُعالج في أفخم وأرقى المُستشفيات العالمية! ، لا يُمكِن تجد بمَن يقول نحن لا يلزمنا الطب أو الدواء في شيء ونتظر المُعجزات! ، نحن يا عزيزي لا نؤمن بالغيبيـات التي تُهلِك الإنسان وتُغيّب عقله معها، المُعجزة هي حالة إستثنائية يفعلها الله لهدف ما وليست هي حالة مُعممة للجميع، نحن مع الآخذ بالأسباب، والآخذ بالوسائل والإمكانات المُتاحة التي نؤمن أنها رحمةً مِن الله أيضًا، ووجود المُعجزات داخل الكنائس لا تلغي عمل الطب أو الدواء أو العلاج أبدًا ولا يُمكِن أن يحلِوا مكانه ويصبحوا بديلًا له إطلاقًا، فنؤمن أن الله يستخدم كل الأشياء لصالحنا فيما هو خير ونافع لنا، والمُعجزة بلا شك لها هدف ولا تحدُث مُعجزة بإرادة إنسان لأجل الإستعراض أو للتباهي أو لإثبات صحة الإيمان أو ما شبه ذلك.. نهائيًا، وإنما هي رسالة مُطمئنة مِن الله لنا أنه معنا في كل وقت وفي كل زمن وقادر على فعل القوات والعجائب كما وعد وقال لنا مِن قبل، فالله صادق وأمين جدًا في وعوده لنا وهو هو أمس واليوم وإلى الأبد.

إن عجز الطب على علاج بعض الحالات لا يُمكِن أن أقول أن الطب كله فاشل ولا آخذ به لأنه غير قادر على إيجاد حل وعلاج، وأيضًا وبنفس المنطق إن حدثت مُعجزة لا يُمكِن أن أقول أنا سأتبع وأنتظر المُعجزات لأن المُعجزة هي التي عالجتني والطب لا، هذا فكر خاطئ ومرفوض تمامًا عندنا،
فلا يُمكِن أن أقول أن الطب يقف في طريق المُعجزات أو أن المُعجزات تقف في طريق الطلب؛ لأن كلاهما مِن الله.
ولكن في أحيان كثيرة قد يقف العِلم عاجزًا عن معرفة أمور كثيرة جدًا جدًا لا يعرف لها علاجًا أو حتى سببًا، فهنا يتدخل الله بقوته التي تفوق العقول ويفعل مُعجزة ليُعرِّف الجميع أيضًا أنه حي وموجود ولا يعثُر عليه أمر، وأن الطب أو العِلم مهما تقدما أو تطورا إلا أنهما سيظلان في إحتياج دائم لعمل الله، فدائمًا حينما يُغلق أمامنا باب الطب ونفقد الأمل ونيأس أول شيء يخطر بأذهاننا ونقوله: ” يا رب ” ، فلا غنى عن الله ولا غنى عن الطب أيضًا ولكن الله أولًا قبل أي شيء.

المُعجزة..
لا يُمكِن لعاقل مهما كان أو مهما بلغ علمه أن يُحاول إخضاع المُعجزة الإلهية لعقله وفكره ومنطقه البشري المحدود؛ فالمُعجزة ليست ضد العقل ولكنها فوق العقل، وليست ضد المنطق لكنها فوق المنطق، لأننا في منطقنا وعقلنا إيمان تام وثابت بأن الله موجود وقادر على كُل شيء ولا يعثُر عليه أمر، والله أعماله وقوته غير محدودة فلا يُمكِن لإنسان فكره محدود أن يُدرِك ويستعب ويستنتج ما حدث؛ لأنه فوق عقله وفكره وجميع توقعاته، والمُعجزة أي شيء مُعجِز شيء نعجز عن فهمه أو وصفه أو استيعابه مِن الأساس، الله يعمل مِن خلال كُل شيء، يعمل بالطب والأطباء، ويعمل أيضًا بقديسيه وأصفياءه، وأعمال الله لا تُحد، خارجة عن حدود الطبيعة والزمان والمكان وأي شيء مادي ملموس، فرجاء ألا يُرهِق أحد نفسه وعقله في التفكير في أمر فوق العقل مثل هذا، ومَن يؤمن بالمعجزات وبعمل وقوة الله له كل الاحترام والتقدير، وأيضًا مَن لا يؤمن بحدوثها ويؤمن بالعِلم الغير قادر على كُل شيء فقط له كل التقدير والاحترام، دعونا ننشغل في أمور تفيد وتنفع أنفسنا ومجتمعاتنا، فإيمانك بالمُعجزات لن يُزيدك أو ينقص مِنك شيء والعكس صحيح، والشيء الأهم عندي بعيدًا عن أي عنصرية أو طائفية أو أي فكر علمي وفلسفي هو أن الشخص كان قعيد عاجز لا يقدر أن يتحرك، أخيرًا قام ومشي بل وجري كالأطفال أمام العالم كُله، دعونا نفرح مِن أجل شفاء إنسان كان متألم وتحرر مِن آلامه وأتعابه أيًا كانت طريقة الشفاء والتعافي، بوركتم جميعًا.

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫2 تعليقات

  1. كُل واحد عامل فيها العالم الذري إللي مافيش منه ويقولك إلا العلم إلا الطب إلا مش عارف إيه..
    مالك يا ابني
    إللي يشوفك كدا يقول أبوك وأمك من وكالة ناسا
    ويقول عليك بتخصب اليورانيوم
    وبتخترع الذرة..

    أهدى على نفسك شوية يا حبيبي محدش جيه جمب العلم ولا الطب.. عندك أهم صاغ سليم!!!!

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى