كتّاب

كتبت توكل كرمان مقالة في واشنطون بوست ضد الحرب في اليمن ختمتها بجملة: كفاية تعني…


كتبت توكل كرمان مقالة في واشنطون بوست ضد الحرب في اليمن ختمتها بجملة: كفاية تعني كفاية. قالت إن هذه الجملة هي ما ينبغي أن تسمعه السعودية من العالم الحر. في نقاشي معها البارحة قلت لها إني أتفق مع جزء كبير مما جاء في مقالتها، غير أن الأسئلة الصعبة لا تزال غير قابلة للحل. فمثلاً: هل سيؤدي خروج السعودية من الحرب إلى خروج الحوثي من صنعاء؟
وهل سيفكك الحوثيون مملكتهم إذا ما توقفت الغارات الجوية؟ هل السلام جزء من الحرب أم من السياسة؟ إذا كان جزءا من الحرب فبالمقدور إنجازه، أي إيقافها.

السلام مع النظريات الدينية النهائية، كالولاية، لا يمكن أن يفضي إلى السياسة وإلا عنى مطالبتها بتفكيك ذاتها والتخلي عن كونها هي. السلام الذي يعني توقف الحروب شيء، والسلام الذي يعني إزالة أسباب اشتعالها شيء الآخر. لا يزال الشكل الثاني من السلام صعب المنال..

كيف يمكن دمج نظرية دينية قاطعة مثل “الولاية” في مشروع دنيوي حاسم مثل “دستور مدني”، بحيث يؤدي ذلك الدمج إلى حياة مستقرة بلا خنادق ولا خوف؟

في العام 2004 كان الحوثيون في جبال صعدة، في 2014 كانوا في القصر الجمهوري في عدن وصنعاء .. حدث كل هذا ولم يكن هناك من غارات جوية سعودية. لا بد وأن أصل المشكلة هناك في الأعلى، هناك حيث ينبع النهر. أسفل التيار، حيث تجري الحرب ويغير التحالف بمقاتلاته، يمكن مشاهدة الشكل الأخير للمعضلة لا حقيقتها الجوهرية. عاقب صالح اليمنيين بما اعتقد أنهم يستحقونه كناكري جميل، وكان يعلم جيداً خطورة ووحشية ذلك العقاب الذي اختاره، فالجماعات الدينية الجهادية إذا لم تربح كل شيء فهي مستعدة للتضحية بكل شيء. بعد 17 عام من الحرب في أفغانستان يعجز كل العالم عن الإتيان بطالبان وحكومة أفغانستان إلى طاولة واحدة رغم أن الخصميين ينتميان إلى المذهب الديني نفسه.

إن إبعاد طرف من أطراف الحرب الهجينة لا يضمن إيقاف الحرب. الحوثيون جماعة دينية تستند كلياً إلى نظرية بدائية/ أحادية في السياسة، تقول تلك النظرية إنهم جاؤوا ومعهم الملك، وهذا الملك الذي جاؤا به هو الحق والحقيقة. إن الحوار معهم ينظر إليه من قبلهم كما لو أن أحداً يطلب منهم أولاً التخلي عن الحق والحقيقة، ثانياً أن يبصقوا في وجه الإله الذي منحهم كل ذلك النصر وأن يهينوا إرادته المنتصرة “هو الله” .

هذه الحرب لن تستمر إلى الأبد ولم يعد ممكناً تحملها ولا الدفاع عنها أخلاقياً ولكن شرحها ممكن وطبيعي. العزيزة كرمان طرحت أسئلة صلبة مثل: إذا كان التحالف قد ساعد في تحرير 80% من الأرض فلماذا لا يزال الرئيس في المنفى؟ وإذا كانت مهمة التحالف هي إعادة الشرعية فلماذا خلق كل تلك الميليشيات في الأراضي المحررة؟

الحق أقول لكم،
ليس مستحيلاً إيقاف هذه الحرب، لكن سلاماً يجرد الحوثيين من صنعاء ويدفعهم إلى التخلي عن السلاح لا يزال مستحيلاً. كما أن أي سلام لا يفعل ذلك فلن يكون سوى هدنة، ولن يفضي إلى إنتاج دولة كما نعرفها.

لإحلال السياسة مطرح الحرب لا بد من دمج هاتين المعادلتين “الديموقراطية والولاية” في صيغة واحدة قابلة للحياة. تلك مهمة ليس بمقدور أحد إنجازها في الوقت الراهن ولا لاحقاً. الحق أن إحداهما لا بد وأن تحل مطرح الأخرى أو تعيش على أطرافها.

حسناً، لننس شأن السياسة الآن ودعونا لا نتحدث عن الديموقراطية: لتتوقف الحرب أولاً. نعم لنوقف تلك الحرب، ولتتحدث الأطراف. من يدري..

ولننس هذه الحقيقة، أو ما اعتقدت خلال الأعوام الماضية إنها حقيقة:
إذا رأيت الحوثيين فإن أمامك خيارين، أما أن تدحرهم أو تفر منهم، ولكن لا تحاول الحديث إليهم فلن تفهم شيئاً.

ولنجرب الحديث هذه المرة، فقد جربنا كل شيء..

وأياً كان ما نستطيع قوله حول الحوثيين فهم في نهاية المطاف عملنا السيء..

وما ربك بظلام للعباد.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫26 تعليقات

  1. بالفعل.. ”إذا رأيت الحوثيين فإن أمامك خيارين، إما أن تدحرهم أو تفر منهم، و لكن لا تحاول الحديث إليهم فلن تفهم شيئًا“.

  2. انا متأكد ان تؤكل لو قرأت منشورك والمعلقين بيانبها ضميرها ويمكن تتوب من البيعه و الولاء لقطر وحتى وان كان تدعي الوطنيه زيفا .. طعنتها في مكمن يا دكتور

  3. دكتور Marwan Al-Ghafory
    ايش ردت عليك توكل
    الكل اصبح يلاحظ موقفها تغير من الحوثيين اصبحت زي قناة الجزيره لا تتحدث سوأ عن جرائم التحالف وكأن الحوثي يزرع الورد

  4. توكل لا يعنيها الحوثيين ولا صنعاء ، تخوض صراع قطر مع السعودية والإمارات لا أكثر وانسحاب السعودية يعني انتصار قطر وهذا المهم بالنسبة لها وليس في بالها أي شيء .. الحوثيين هم الآن رأس حربة الممون القطري لتوكل ولا يعنيها سوى راحة الممون .

  5. للاسف هذا الواقع المعاش معهم
    فالتعايش يعني ان تكون زنبيلا تتلقى وتستجيب لكل مايأمر به
    فهو الوصي والولي والحاكم بامر الله كما يدعي
    بل، ان الدين لا ياتي ولا يفهم الا عن طريقه
    فهو القرين والناطق للقران
    وهو ابن النبي، كما يزعم بالرغم ان النبي لا، عقب، له من الذكور
    فالدعوة الى وقف الحرب، وخروج التحالف
    مع هذه الجماعة الدينية الموغلة في نظريات الاصطفاء والتأله على اليمنيين
    لن يكون الا شرر قادم لحرب اقسى واعم

  6. كما اسلفت سابقا. اكرر توكل مشبوبة بالعاطفة لقطر ومدفوعة بالنكاية للمملكة على سبيل المثال نأخذ تساؤلا من تساؤلاتها (الصلبة) كما وصفتها.. تقول العزيزة توكل “إذا كان التحالف قد ساعد في تحرير 80% من الارض…. فلماذا لايزال الرئيس في المنفى”
    هنا عليها ان تطرح الإجابة التالية عن تساؤلها وهل ايقاف الحرب سيجلب السلام أو سيعيد الرئيس للوطن؟

    توكل تمارس نوع من المداهنة السياسية، أو بالأصح تمرر مغالطة على الوعي… فبدلاً من تسليط اللوم على عجز الرئيس وشرعيته وحكومته عن الخذلان باعتباره المسؤول الأول عنه… ذهبت توكل للوم المملكة وذلك لتصفية حساباتها الإخوانية معها … وعوضا عن ان تلوم الحوثة كونها جماعة ارهابية شنت حربا بربرية.وتسببت في معاناة اليمنيين راحت تدين مواجة التحالف للعدون الحوثي على الشعب.

  7. هذه الصورة تلخص إلي اين يريدون عودتنا .ولا يمكن يقبلوا بالسلام ،والسلام معناه إبادة كل من يختلف معهم ، لا ديمقراطية ولاهم يحزنون .هم سادة البلاد وعليك تقبيل الركب .هذا مايريدونه.
    وإلا كلنا مع السلام ومن منا يريد الحرب ،ولكن السلام العادل وليس الاستسلام ،بالأمس مازلوا يفجروا بيوت المواطنين في محافظة تعز .
    بغض النظر عن موقفنا من التحالف والسعوديه بالذات إلا أن مصيرنا واحد ومشترك.
    للأسف الارتهان للآخرين يغير المبادئ.

  8. حسب متابعتي للحرب ..
    فإذا واجه اليمنيون مصيرهم فإنهم سيدحرون الحوثيين وسينتصرون عليهم بزمن أقل ومواجهات أوسع …

    لقد أدى تدخل دول التحالف بصميم القرار السياسي والسيادي والعسكري والاقتصادي اليمني إلى تعامل الأطراف اليمنية مع الحرب باعتبارها شأنا خليجيا لا علاقة لليمنيين بها ..والاشتغال العسكري ميدانيا يتم بناء على هذه القناعة ..

    وحينما ترك أبناء تعز يواجهون مصيرهم . تم دحر التحالف الانقلابي بعدد ضئيل من مقاتلي المقاومة لا يتعدون 5000 ألف فرد ..بينما تعجز تعز عن استكمال النصر اليوم بعدد من المقاتلين يتجاوزون 40 الف فرد ..

  9. الحل في مجلس رئاسي و حكومة محترمه تبني الأرض المحررة بجيش واحد و تحرر الأرض الغير محررة بجيشها اليمني الموحد .. على الخليج الخروج من اليمن عسكريا و يبقى دعم تلك الحكومة بالمال و السلاح و الموقف هو المطلوب منهم فقط.

    يتركوا الشأن و القرار للمشردين الهاربين من صنعاء في مأرب و تعز و عدن و البيضاء و دمت و الحديدة.. هم وحدهم فقط من يعرفون كيف يكون إحلال السلام مطرح الحرب و بطريقتهم الخاصة.

  10. توكل ما يهمها هو تصفية حسابات مع التحالف مة لقطر فقط اصيبت بالكبر والغرور انصحها يا دكتور قول لها الفهلوة مش مليح ؛

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى