مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: عجز الوعي في تفعيل المنطق لا اعتقد بوجود انسان


دروس في المنطق:

   عجز الوعي في تفعيل المنطق     

لا اعتقد بوجود انسان بكامل وعيه لا يستطيع التمييز بين ما هو منطقي وغير منطقي وما هو صحيح او خطأ مهما كانت افكاره وتوجهاته, فمعظم المتنورين خرجوا عن دائرة العرف والتقاليد والتبعية التي يخضع لها من الطفولة ولكن تطور الوعي عن طريق القرأة والثقافة الشخصية تجعل المرء يخرج عن هذه الدائرة ليكون فكره مستقل ويستطيع ان يميز الامور والاحداث بطريقة منطقية واقعية خارج عن وصايا البيئة التي تربى فيها وقد تكون مخالفة تماماُ لما هو مألوف عليه.

ما لاحظته مؤخراُ في شبكات التواصل الإجتماعي بوجود عدة حالات لبعض الشخصيات المحسوبة على المثقفين والاكاديميين والمتنوريين والواعين فكرياُ انهم يخرجون عن الواقع ويبتعدون عن المنطق فقط من اجل إرضاء فكرة معينة لديهم قد تكون مبنية على العاطفية او على آمال لتحقيق هدف معين او بسبب العنصرية المتراكمة في العقل الباطني ناتجة عن وراثة إجتماعية او حدث سلبي او بسبب ضغط إجتماعي او فردي يسمى بالانكليزية (Peer Pressure).

تمر البشرية او الكثير من شعوب العالم هذه الايام بوباء قاتل يهدد بأنهيار الإقتصاد العالمي وتغيرات شبه جذرية بدأت بالظهور في النمط الإقتصادي والبنية التحيتة الإجتماعية ومنها العلاقات الإجتماعية, ومعظم رؤساء دول العالم المتحضرة والعلمانية قاموا بالخطوات اللازمة حسب توجيهات المؤسسات العلمية الصحية للوقاية او لإحتواء هذا الوباء القاتل واستطاعوا بالحد من الإصابات والوفايات وهم لا يزالون يعملون جل جهدهم في حفظ الارواح من الهلاك. المشكلة التي يواجها المواطن الامريكي هي وجود شخص في البيت الابيض لا يفهم شيئ ولا يهمه شيئ غير مصلحته الشخصية وتزمته فيما يعتقده وما تخدم مصلحته الشخصية بدون ان يصغي بنصائح مستشاريه وهذه كارثة حلت على امريكا وعلى المواطن الامريكي وعلى الدستور والقوانين ولهذا نجد الكثير من المستشاريين والمسؤولين الكبار في الوزارات استقالوا او إقيلوا بسبب عدم التوافق مع هذا "الرئيس" وعدم قدرتهم في التعامل مع غبائه المطلق.

بعيداُ عن انتهاك الدستور والقوانين العامة وخرق حرمة البيت الابيض وندخل في موضوع ازمة وباء فايروس الكرونا وتقاعسه في التحرك على إحتواء الفايروس لاكثر من شهرين وعدم الإلتزام بنصائح العلماء الطبيين بطريقة إحتواء او التخفيف من حدة الفايروس وطرد المسؤولين في المؤسسات الصحية الفدرالية لانهم تحدثوا عن خطر تفشي الوباء في نفس الوقت الذي كان ترامب يتحدث في مؤتمرات صحفية بزوال الوباء بأيام قليلة وتارة يدعي بأن الوباء وهم من مكيدة الديمقراطيين لإسقاطه من الحكم.

لست طبيباُ ولا لي معرفة في الطب غير ما أقرأه وابحث عنه حين اصيب بمرض معين, ولكني قرأت الكثير عن هذا الفايروس لاسبابا شخصية ومنها ضعف رئتي المستهلكة بسبب التدخين, وانا في قائمة المرشحين بالموت المحتوم إذا اصبت بالفيروس, ومن خلال إطلاعي على الفيرسو كرونا ادركت بوجود عدة طرق لإحتواء الفايروس او الحد منه الى ان يكتشف القاح, وهناك ثلاثة طرق رئيسية يجب ان تعمل بها لإحتواء الفيروس وهيه عزلة الفرد او العائلة في المسكن والحضر من الخروج لفترة قد تطول لاكثر من شهر وإجراء التحاليل بإستمرار وعلى الجميع وتدوين التواجد والاماكن والاسماء والالتزام بقانون لبس القفازات الصحية والاقنعة, طبعاُ بالإضافة الى غسل اليد المتواصل وتعقيمها دوماُ

بهذه الحالة يتم عزل المصابين عن المجتمع ومعالجتهم وفي نفس الوقت يبقى الغير مصابين في حالة إنعزال حفظاُ على صحتهم وعدم إصابتهم الى ان يقضي على الوباء, وهذه الطرق هي بالاصل إرشادات من قبل عامة الاطباء وبمختلف خبراتهم ومواقعهم والرئيسين السابقين التزموا بإرشادات المسؤولين الاطباء واعطوهم كامل الصلاحية لاخذ القرارات وعدم التدخل الى ان قضوا على واء سارز وانفلونزا الخنازير H1N1.

ولكن مع الاسف يوجد في البيت الابيض رئيس غبي وكما سلفنا في الاعلى بأنه يتخذ قراراته حسب مصلحته ولا يهتم لإرشادات الاطباء الباحثين المسؤولين في اللجنة التي شكلها هو بنفسه بسبب الضغط الهائل الذي كان عليه, وبالرغم من الإصابات المرتفعة جداُ التي سجلت في امريكا وعدد الوفايات التي تفوق المئة والعشرين الف مواطن امريكي, يعود هذا الغبي ترامب لم يلتقي باللجنة الصحية لاكثر من ثلاثة اسابيع ويرشد المسؤولين بالتخفيف من التحاليل لعدم كشف المزيد من الإصابات حتى لا تؤثر على سوق الاموال المالية, وقام ايضاُ بتقويض الاموال المخصصة لمراكز التحليل ومعالجة الفيروس وطالب حكام الولايات بفتح الاسواق والاعمال وإعادة العمال والموظفين للدوائر لفتح الإقتصاد فقط من اجل ان يتحسن الاقتصاد وترتفع فرص إنتخابه لولاية اخرى ولا يهمه إرتفاع الإصابات مرة اخرى وزيادة عدد الوفيات.

لنعود لما اسلفنا في البداية عن اتباعه الذين يعبدونه بشكل "عبادة الخالق لمخلوقه"وتجدهم لا أبالي بما يحدث وكأن الأمر لا يهمهم, وقسم منهم يذهب ابعد من ذلك بحيث يقوم بالتهجم على خصمه المرشح الديمقراطي لشيطنته زوراُ وباطلاُ من اجل نصرة سيده, والمصيبة ان من هؤلاء الجوقة دكاتره ومهندسين واصحاب شهادات جامعية تطغي على عقولهم العاطفية بحيث يبعد او ينعدم المنطق من فكرهم كلياُ, فهم مجموعة منقسمة بعدة فئات وكل فئة لها دوافع واسباب خاصة فمنهم يؤيد ترامب بسبب موقفه ضد المـ///ــلمين كما يدعي ترامب لدغدغة عاطفية من يكره المـ///ــلمين وفئة اخر يحب ويعبد ترامب لانه ضد السود ومع المنظمات العنصرية البيضاء وقسم اخر انساق وراء الوهم بانه سيسقط إيران وينقذ العراق من قبضتها وأخرين من المـ///ــلمين السنة يؤيدون ترامب بدافع ما قاله القرضاوي عن نصرة الروم ضد "الروافض" وفئة اخرى من وراثة الخنوع والخشوع لما هو سادي وطاغي, فجميعهم لا يهتمون لما يحدث من إصابات وموتى ولا تهتز لهم شعره من جسدهم, وكأنما ضميهرهم خامد او يخمد حين يخص الامر سيدهم ترامب.

  Mazzin Haddad, 06/27/2020 Michigan / USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى