كتّاب

“فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ،…


“فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”
(1كو18:1)

مِن وأنا صُغير لما كُنت بشوف بعض الإخوة المُتطرفين مُتظاهرين وعاملين مشاكل وقلق وخراب الدنيا والآخرة، علشان الصليب مايترفعش فوق قبة الكنيسة، كنت ببقى مستغرب جدًا ومش فاهم ليه دا كُله بيحصل؟! وهما إيه إللي مخليهم يوصلوا للمرحلة دي؟! والصليب بيعملهم إيه أصلًا؟!

بالإضافة إلى إن مُمكِن جيران في شارع يتخانقوا مع بعض علشان لمؤاخذا صليب باين في بلكونة واحد مسيحي أو محفور في رسمة قدام البيت أو العمارة..

برضه مش لاقي تفسير منطقي لكُل البلاوي إللي شوفتها بدري مِن عُمري دي، دا طبعًا لا أنسى إللي شوفته أنا وكُل مسيحي مِن أول أولى إبتدائي، مِن أول وريني إيدك كدا؟! وإيه علامة ذائد دي بضحك وسخرية؟! إلخ..

الحمد لله كبرت وفهمت وأتعمقت في دراسة إيماني كويس..

عرفت وأدركت وفهمت وآمنت إن الصليب دا أكبر قوة لينا في الوجود وأقوى من أي سلاح أرضي اخر، وبيُمثل خطر كبير جدًا على الشيطان ومملكته وأتباعه، ليه بقا؟!
أقولك يا سيدي إن الصليب دا هو إللي خلى الشيطان مُداس تحت الأقدام ومسحوق، علامة هزيمته وإنكساره وخزيه، لا سلطان له أو قوة علينا أبدًا مِن بعد الخلاص الذي تم على عود الصليب مِن قبل فادينا ومُخلصنا الصالح يسوع المسيح، الصليب أكتر حاجة ترعبه وتحرقه ولا يحتملعا وتجعله بلا قيمة ودليل على كلامي شوفوا أي شخص عليه روح نجس أول لما الصليب يلمسه إيه إللي بيحصله؟!

طيب كدا عرفنا إن الشيطان مش بيطيق الصليب علشان هو علامة خلصنا ونجاتنا وسبب تصالحنا مع الله مرة أخرى وهو رغبته الوحيدة هلاكنا معاه للأبد في الهاوية..

يعمل إيه بقى؟!!

أقولك أنا يا سيدي.. بسيطة جدًا
لو في عدد كبير مؤمن بالصليب وحتة الخشبة دي وعارف قيمتها كويس جدًا .. فبرضه في ناس تانية كتير غير مؤمنة لا بالمسيح ولا بالتجسد ولا الفداء أو الصلب ..
يعمل إيه في نفوس الناس دي؟!

يحقَّر الصليب في عيونهم ويجعله مجرد خشبة عادية بلا قيمة بالعكس يحتقروا إللي مؤمن بيه ويسخروا منه كمان ..
علشان كدا بولس الرسول قال عنه أنه بالنسبة للهالكين جهل ولا شيء أما عندنا نحن المُخلصين الذي نلنا الصليب بواسطة مَن صُلِب عليه هو قوة الله..

فكان لازم الشيطان إللي بيحارب الله دايمًا وعايز يكبّر مملكته ويزيد أتباعه، لازم يضِل الناس عن الطريق الخلاص بأقصى ما عنده.. لأن الصليب بالنسبة لنا شيء عظيم جدًا ورمز نفتخر ونعتز به ونكرمه طوال أيامنا على الأرض، فبيخلي الهالكين يحتقروننا بجهل لأنهم بكُل تأكيد لا يعلموا قيمة هذه الخشبة التي لا يقدر أن يحتملها الشيطان وأتباعه وتجعلهم مسحوقين تحت أقدامنا باسم المسيح الفادي المُخلِّص الذي فدانا وأعطانا الحياة بدمه.

الصليب علامة خلاصنا، وبغير صليب لا يكون لأحد خلاص أو نجاة أو حياة أبدية، فبالصليب صُلِحنا ورجعنا مرة أخرى إلى الفردوس، بالصليب تمت المُصالحة الكِبرى وتم إيفاء الدين للعدل الإلهي عنا بواسطة كلمة الله المتجسد يسوع المسيح، بالصليب نلنا الخيرات والبركات والنعيم الأبدي، بالصليب تحررنا مِن قيود وأسر إبليس وصررنا أحرارًا بدم إلهنا القدوس المسفوك عنا، بالصليب رجعنا إلى حضن الآب السماوي، بالصليب أصبح لنا نصيب وميراث في ملكوت الله.

الصليب حياتنا وفخرنا وقوتنا وعزاءنا.

ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

كُل لحظة وأنتم مشمولين بنعمة ربنا وإلهنا ومُخلصنا يسوع المسيح مُتمتعين بخلاصه الأبدي الذي تم على عود الصليب.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى