مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: ملحدين يمينيين غير متنوريين ذكرنا في عدة مواضيع سابقة


دروس في المنطق:

ملحدين يمينيين غير متنوريين

ذكرنا في عدة مواضيع سابقة ومنشورات عن عدم الاخذ بفكرة ان جميع الملحدين متنورين او لهم صلة بالانسانية او حتى لديهم علم واسع بالثقافة العامة او الاكاديمية, فالإلحاد عبارة عن نقض فكرة وجود شيئ اسمه "إله" لعدم القناعة بوجوده سوى كانت لاسباب منطقية او علمية او مجرد وجهة نظر لقناعات مختلفة وربما هذا هو القاسم المشترك الوحيد بين جميع الملحدين ولا يوجد غير ذلك, ولهذا نجد الملحدين يختلفون مع بعضهم في الأيديولوجيات السياسية والمعتقدات الفكرية والإجتماعية وقسم منهم من اليمين المتطرف وقسم اخر من اليسار الليبرالي او اليسار الاشتراكي او ماديين في الفلسفة والعلمة.

فما نلاحظه اليوم وعلى مواقع التواصل الإجتماعي ظهور الملحدين اليمينيين وعلى ما يبدوا من منشوراتهم بانهم اكثر تطرفاُ من ايديلوجية اليمين المتطرف, فهم (الملحدين اليميينيين) يتهجمون على اليسار الليبرالي الذي بفضله تتمتع امريكا بالدستور العلماني وبفضلهم ايضاُ يتمتع المواطن الامريكي بحرية الرأي والتعبير وحقوق المواطنة والضمانات الإجتماعية والتقاعد والصحة التي يحاول اليمين إبادتها كلياُ كي تستفاد شركات العقاقير والتأمين الصحي من جني المليارات من الارباح, طبعاُ ناهيك عن إهمال البيئة والاقتباس الحراري ,والغاء القوانين (Regulation) التي تقيد المصانع بالإلتزام بالطرق السليمة (والمكلفة) في تصفية النفاية الضارة على المجتمع.

الغريب ما في الامر ان جميع هؤلاء الملحدين اليمينيين المتطرفين لهم قاسم مشترك ثاني جانباُ الى نقض وجود "الإله" هو حبهم وولائهم للأب الروحي القائد المظفر ترامب (حفظه الله وادامه), فتجد كلاً منهما يفسر ظاهرة معينة لتبييض وجهة ترامب القبيح والمعادي لكل شيئ انساني نافع للمجتمع ويطوره نحو الافضل, فمنهم من قام ينشر بعنصرية مقيتة عن تصرفات الافارقة الامريكان اثناء التظاهرات ليطغي صورة مسيئة عنهم وينعتهم بالمتخلفين حضارياُ ويثني كلامه باقاويل من "مفكرين وباحثين" إجتماعيين محاولاُ تعميم الصورة على الجميع وربما نسى او تناسى بان هؤلاء السود والصينيين هم من المساهمين الاولين في بناء امريكا وليس فقط "الرجل الابيض", لان بدون ايادي عمل العبيد لما كان بناء وازدهار.

وشخصية اخرى للطيفة ينشر عن المثليين ويدعي بانها ظاهرة مضرة للمجتمع وغير صحية وهي بالاصل مرض يشجع على وجودها اليسار الليبرالي, ثم يتحفنا بمنشور اخر يتهجم به على اليسار الليبرالي مرة اخرى ويدعي ان الإحتباس الحراري هو بسبب التزايد السكاني وربما نسى هو ايضاُ بان الكنائس تحرم الإجهاض والمـ///ــلمين يفرخون كالجرذان واليمين المتطرف وترامب نفسه ينفذ اوامر الكنيسة ويحاول ان يمنع الإجهاض ويلغي مخصصات حفظ البيئة او يستقطع منها بحاولي ستين بالمئة, وطبعاُ ارجع مناجم الفحم وبإمتيازات خاصة بتخفيف الضرائب عنها وسحب كل الدعم من الطاقة النظيفة (Clean Energy) التي عمل عليها الرئيس السابق اوباما.

اطرف ما وجدته هو لشخصية جداُ طريفة ينشر دوماُ مواضيع يستسخر بها من اليساريين الليبراليين ويدافع عن اليمين المتطرف بلا هوادة, وهو يحاول ان يطغي فكرة بعدم وجود عنصرية ضد المواطنين السود في امريكا لانهم صوتوا لأول رئيس اسود وهو براق حسين اوباما, ولعمري نسى هذا التحفة الناشر ان اليساريين الليبراليين والمتنوريين الذين يستسخر منهم دوماُ هم الذين صوتوا للرئيس الاسود وليس اليمين المتطرف الذي يقتل السود على العلن ويشنقهم على الاشجار في الخفي.

Mazzin Haddad 06/29/2020 Michigan / USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى