مفكرون

مقطتفات من كتابات د/سيد القمني…


مقطتفات من كتابات د/سيد القمني
سلسلة مقالات أعداؤك ياوطني، تنشر تباعا .

****أعداؤك يا وطني ( 1 )****
الناظر إلي الشارع في بلادنا سيجد المسلمين وقد سلموا أدمغتهم للمشايخ بالتمام والكمال ، فلا يخطو المسلم خطوة ولا يأتي تصرفا ولا يقول قولا إلا بعد استفتاء المشايخ، فهو يسير وفق برنامج من الأوامر والنواهي، متي يصحو ومتي ينام وكيف ينام وبماذا يدعو قبل أو بعد. لان المشايخ هم حفظة كتاب الله، لذلك كل شئ عند المشايخ كامل صالح لكل مكان في مكة أو في الصين أو في المريخ ولكل زمان مضي أو لم يأت بعد.
سلم المسلمون المسئولية لمشايخهم الذين يعرفون الدروب والانفاق والمعابر السرية لدين مثقل هائل التفاصيل بما أضافوا اليه ، فأوكل المسلمون للمشايخ مسألة إيمانهم الذي يستعصي عليهم فهمه، ويجهلون فنونه مقابل الطاعة العمياء التي هي سبيل النجاة.
ومع هذا التسليم الشعبي الجارف لكل من أطلق لحيته أو من أرخت النقاب دعاة وداعيات ، فإن حال المسلمين كما ترون فضيحة بجلاجل ، فضحونا وجرسونا في العالمين، بمقابل لن يغفره لهم التاريخ وهو : عقل الناس الذي أخذوه منهم ، فقط ليعرفوهم بالله ويشيروا لهم نحو الله.. هذا هو الله ؟! أخذوا عقل الوطن مقابل أن يعرفوهم علي الله المفترض أنه ليس بحاجة إليهم لأنه فطر مخلوقاته على معرفته ، وأن الله سيقوم بالتفكير لهم نيابة عنهم ، عبر دعاته من كل لون ومذهب.
وإذا كان الدعاة يرون أن لديهم كل الحلول الربانية الجاهزة كأكمل الحلول وأكثرها نجاعة لكل شأن في الحياة، فلماذا نحن دون الأمم قبيلة الله المتخلفة التي أختارها رب السماء خيراً للأمم ؟ ؟ !!!! .
لقد كانت حلولنا مع إسلامنا مطروحة في سوق العالم عبر التاريخ ، ومع ذلك فان العالم الغربي عندما اختار لنهضته لم يختر الإسلام إنما اختار فلسفة اليونان وديمقراطيتها وفنونها، واختار قوانين الروم ودساتيرهم وفنونهم، بل ورجع لأوزيريس وعشتار وأدونيس كأفكار إنسانية …كل المعارف والفلسفات كانت مطروحة في سوق العالم للمفاضلة والاختيار، ومن بينها كان الإسلام الذي يتميز عنها جميعا لدى المسلم بكونه رباني المصدر وخاتم للديانات ، بل أنه يجُب كل ما قبله ، لكن عند الاختيار العالمي لم يختره أحد واختار الجميع غيره، أليس ذلك وحده دليل بليغ على تقصير دعاتنا تقصيراً هو جريمة عظمى بلا شبيه في ، لقد قصروا في حق العالم في أن يعرف الإسلام وقصروا في حق الناس والأوطان بالتبعية ،قصروا في تبليغ العالم بدعوة الاسلام وهو ما لايمكن مسامحتهم عليه لكونهم جلسوا إلى لايريدون سوى كرسي السلطان ينعمون بنعيمه و استطابوا الراحة بيننا واكتفوا بدعوتنا نحن للإسلام ، بعدما أسلمنا بألف واربعمائة عام.
كذلك تقوم لغة العلم كله طبيعياً كان أم انسانياً، فلسفة أم سياسة أم اقتصاد أم قانون علي التراث اليوناني والروماني ، وليس فيه من الإسلام شئ. واختار العالم الذي تقدم وارتقى قيم الوثنيين وترك القيم الربانية السامية السامقة الجليلة !! لماذا يا تري؟ ولماذا أصبحنا بين بلاد العالم من يحتاج إلي الإصلاح ؟ لماذا تخرج المظاهرات في بلادنا تطالب بالديمقراطية وحقوق الانسان، ولا تخرج في أوروبا وأمريكا مظاهرات تطالب بالشوري وبالجهاد وتعدد الزوجات ؟ أليس ذلك بعلامة بليغة أُخرى علي تقصير الدعاة رغم ما حازوه من ثقة شعوبهم وتسليمهم لهم ؟ مع ما حازوه من نجومية وأبهة اجتماعية ومنازل سلطوية ورفاة وسعادة ، وفره لهم بسطاء المسلمين الفقراء مخصوما من دخولهم المتواضعة، كي يتمكن الدعاة من نشر دين المسلمين وحمايته.؟؟ ويظل السؤال مطروحا حتى يرحلوا من بيننا ليدعوا إلى الله في البلاد غير المسلمة ، ويظل الاستنتاج بأنهم أهل دنيا وليسوا أهل دين قائماً بدوره حتى يرحلوا عنا ليدعون الوثنيين في مجاهل أفريقيا وهو أضعف الإيمان ، وربما تلحسهم هناك الثعابين أو تفترسهم الضباع الرمامة أوتقتلهم الملاريا أو الدوسونتاريا ، ويموتوا شهداء في سبيل الله عوضا عن ذبح غيرهم من أبناء الوطن ليفرشوا بدمائهم الطريق إلى الرحمان الرحيم .

#سيد_القمني
أدمن يوسف


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى