مفكرون

حسين الوادعي | الزعيم في الوعي العربي للقرنين الأخيرين هو الزعيم

الزعيم في الوعي العربي للقرنين الأخيرين هو الزعيم الشعبوي… عبد الناصر، القذافي، صدام، نصر الله.
وعندما يستورد العربي زعامات ليعجب بها فإنه يفكر في الخميني، جيفارا وشافيز، وجونغ ايل، واردوغان، وبوتين، وترمب!
هذه زعامات شعبوية بمعنى أنها لم تعد شعوبها بالخدمات او الاقتصاد او الحريات او الرفاه، بل رفعت شعارات ضخمة وعامه فوق الشعب وفوق الإنجاز… إسقاط الإمبريالية، تحرير فلسطين، الوحدة العربية، جنة العمال على الأرض، الثورة العالمية، عظمة الامة، انتقام المستضعفين…الخ.
لا يتعاطف العربي مع زعيم المشروع بل مع زعيم الشعار.
لهذا رفع المتظاهرون العرب صور شافيز في مظاهراتهم ولم يرفعوا صور مهاتير محمد أو لي كوان يو.. وإذا تذكروا مهاتير أو كوان لي تذكروهم بسبب أخطائهم(عدم وتعاطفهم مع الديمقراطية تحت حجة القيم الآسيوية)، بمعنى انهم يحبون الزعيم الناجح بسبب أخطائه لا بسبب انجازاته!
صورة الزعيم في وعي العربي اليوم هي استمرار لصورة الزعيم في التاريخ.. المقاتل القادم بالخيل والسيف والمجازر (خالد بن الوليد، عقبه بن نافع، محمد الفاتح).
يحتاج العربي الى زعماء يحدثونه عن إمدادات الكهرباء قبل حديثهم عن إنقاذ العالم المادي، وعن مكافحة سوء التغذية قبل إسقاط الامبريالية، وعن تحريرهم من أمراض الكلى والمسالك البولية قبل تحرير فلسطين.
ليس غريبا ان يكون قابوس الزعيم العربي الوحيد الذي قدم مشروعا ولم يقدم شعارات، لهذا لم ينتبه له العربي المتعطش للزعيم التاريخي إلا بعد وفاته.

على تويتر
[elementor-template id=”108″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى