كتّابمفكرون

“الحب.. خطأ لغوي”…


“الحب.. خطأ لغوي”
هل يمكن أن يفرض الحب علي الإنسان دون ارادته الخالصة؟ السؤال قد يبدو غريبا, وأرجوك لا تتسرع وتقول لا, ودعنا نتدبر الأمر خطوة خطوة.

في الأصل الحب كما يعرفه الكثيرون هو شعور أو احساس إنساني, تشكله عاطفة وجدانية ايجابية تجاه الآخرين, وللعلم الكراهية تحمل نفس المسمي ولكنها عاطفة وجدانية سلبية, وكلاهما شعور لا يمكنك التحكم به وتوجيهه, وبالتالي فهو شعور لا يمكن فرضه عليك من الآخرين, ولا يمكن بثه وتنميته سواء بواسطة الانسان ذاته أو بواسطة الآخرين الخارجين عن دائرة الحب أو طرفيها.

“أحبوا أعداءكم” مقولة المسيح الشهيرة, هل يعني بها عاطفة الحب التي نعرفها وهو أمر ولا شك صعب؟ أم أن المقصود هو أن تسبغ علي عدوك تلك (المظاهر) المحبة تشبها بأبيكم الذي في السموات لتصير كاملا ككماله, فهي في النهاية عمل من أعمال القربي للرب كما هي الصلاة والصيام, وهي مقبولة هكذا وفي الإمكان, حيث لا يتدخل شعور الحب هنا بل هي (عمل) من أعمال العقيدة.

ولكن الأمر يصير صعبا علي الإدراك عندما يتعلق بالحديث النبوي: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”.

وهو كذلك عندما يتعلق بقول المسيح: “من أحبَّ أبًا أو أمّا أكثر منّي فلا يستحقَّني، ومن أحبَّ ابنًا أو ابنة أكثر منّي فلا يستحقّني”.

كيف يمكن فرض هذا الشعور إن لم ينبع ذاتيا؟ وهل اذا آمن الانسان بالله ورسله بعقله ولم يجد هذا الشعور داخله لا يكون مؤمنا؟

ان هناك درجة وجدانية بين الحب والكراهية يتعادل فيها الشعور ولا يميل الي أي طرف منهما, ولكنها لا تمنع مشاعر أخري (غير الحب) كالتقدير والإجلال والتعظيم والتبجيل والاحترام والتوقير والتفخيم, وكلها مشاعر قابلة للتكوّن بفعل العقل والتدبر والاقتناع والاعتقاد.

أخيرا, أظن أننا نستخدم هذه الكلمة (الحب) في مواضع كثيرة دون تدقيق بعيدا عن معناها الحقيقي حتي صارت خطأً لغويا شائعا من قديم الزمان.
(إعادة نشر)
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى