مفكرون

مها جويني | khaadem essab3a mathaani

31 octobre 2015 ·

ماذا فعل محرز بن خلف بالشيعة في تونس ؟

ماذا فعل محرز بن خلف بالشيعة في تونس ؟
*************************************
قاد محرز بن خلف من جهته، في عهد باديس الصنهاجي،حملة إبادة للشيعة في تونس،ثم تلتها حملة أخرى في القيروان والمهدية،بعد اعتلاء المعز بن باديس سدة الحكم إثر مقتل أبيه،وهو لم يتجاوز الثماني سنوات،وانتشر القتل وعم النهب دور الشيعة،فلم يسلم منهم أحد تقريبا،يقول عبد العزيز المجدوب في كتابه الصراع المذهبي متحدثا عن تلك الأحداث: حيث أنزل المالكية بالشيعة الويلات،وامتحنوهم شر امتحان،وفتكوا بهم أينما وجدوهم،وكانت مجازر رهيبة عرفت لدى المؤرخين بمحنة المشارقة وكمجازاة لمحرز بن خلف على صنيعه ذلك اصدر المعز بن باديس الصنهاجي سنة 410 هجرية (ولم يتجاوز العاشرة من عمره)ظهيرا يوجب رعاية محرز بن خلف وأقاربه وجميع من ينتسب إليه.لذلك سمي بسلطان المدينة ( آفاق إـ///ــلامية العدد6 ص198/199)،وقد كانت له الكلمة الفصل فيها قبل المجزرة وبعدها .
ثم تلا تلك المجازر مجزرة أخرى تتبعت بقايا الشيعة سنة435 ه

جرية وما كان ذلك ليتم دون تحريض وتذكية ومباركة من السلطة الحاكمة،وعلى ذلك الأساس يقول ابن خلكان:إن المعز جمع أهل المغرب على التمسك بمذهب مالك وحسم مادة الخلاف في المذاهب إلى يومنا هذا، فتأمل ( كتاب وفايات الأعيان لابن خلكان ج5ص233)…
وإذا كان جمع المـ///ــلمين على مذهب ما،بتلك الطريقة البشعة من التقتيل،وعلى ذلك النحو من الإبادة فبئس الجمع،وبئس الأسلوب في إقرار مذهب،وتأليف الناس عليه بسفك الدماء التي حرم الله،وما اختلاف الشيعة عن بقية المذاهب إلا في عدد من المسائل التي لا تستوجب استباحة دمائهم.
وبعد هذا هل يمكن ان يقبل عاقل نسبة المالكية في ذلك الزمن الى الاعتدال والوسطية والتسامح؟
لم يقف محرز بن خلف عند تقتيل الشيعة في المجزرة الأولى التي وقعت سنة 407 هجرية،بل تعداها إلى إدخال اليهود إلى مدينة تونس،ومنحهم مساكن الشيعة ودورهم ،لأن اليهود قبل الواقعة كانوا يقيمون في منطقة "الملاسين" الخاصة بهم،والواقعة في المدخل الجنوب شرقي المدينة، ومن أجل إيهام الناس بصحة الإجراء،أفهمهم محرز بن خلف،أن اليهود يمثلون أهل الذمة،الذين أوصى الإـ///ــلام بحسن معاملتهم،والسماح لهم بالعيش الكريم في ظل المجتمع الإـ///ــلامي.وقد قابل اليهود صنيع محرز بن خلف فعظموا الرجل،وأجلوه في حياته وبعد وفاته،وبقوا حريصين على تعهد مقامه،وإنارة الفانوس فوق مقامه(كتيب محرز بن خلف لرشيدة الصمادحي)
وبذلك ظهر أن حقوق الشيعة عند هؤلاء،هي أقل من اليهود،ومن ذلك الإجراء تفتضح نوايا هؤلاء المجرمين،الذين ألبسوا سمات الصدق ومظاهر التقوى تصنعا وتزلفا للظلمة،بحيث بقوا على مر التاريخ دمى تحركها دعايات الظالمين،ووقود فتن يصب على وحدة الأمة وتماسكها،فيفت في عزمها،ويفرقها ويبقيها في حالة من الضعف والهوان.
و هكذا يرونه التونسين انه من من أولياء اللّه الصالحين و سلطان المدينة ..و ناصر المظلومين
و جعلوا له مزارا و مقاما ،،و كتبوا على بابه''محرز بن خلف مبيد الشيعة ''
اين انتم و دين محمد صل الله عليه و اله و سلم ؟؟؟

الابادة الجماعية للشيعة في تونس
**************************
ففي كتاب البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذارى المراكشي ج1ص269 :
كان بمدينة القيروان قوم بحومة تعرف بدرب المعلى،يتسترون بمذهب الشيعة،انصرفت العامة إليهم من فورهم فقتلوا منهم خلقا رجالا ونساء ، وانبسطت أيدي العامة على الشيعة،وانتهبت دورهم وأموالهم،وتفاقم الأمر،وانتهى إلى البلدان(تونس – المهدية – باجة – وغيرها )فيالله ويا للاـ///ــلام..فقتل منهم خلق كثير،وقتل من لم يعرف مذهبه بالشبهة لهم،ولجأ من بقي بالمهدية منهم إلى المسجد الجامع،فقتلوا به عن آخرهم رجالا ونساء… واجتمع(وحوصر) بدار محمد بن عبد الرحمان نحو ألف وخمسمائة رجل من الشيعة،فإذا خرج أحد منهم لشراء قوته قتل،حتى قتل أكثرهم. .
ويضيف ابن عذارى: في سنة 409 هجرية خرجت طائفة من الشيعة،نحو مائتي فارس بعيالهم وأطفالهم يريدون المهدية،للركوب منها إلى صقلية(فرارا من القتل)،وبعثت معهم خيل تشيعهم،فلما وصلوا إلى قرية كامل وباتوا بها،تنافر أهل المنازل عليهم فقتلوهم،وفضحوا بعض شواب النساء،ومن كان لها منهن جمال ثم قتلوهن.فيا لله ويا للاـ///ــلام..هكذا بلغ الدين بأهله، تحلل فيه الدماء المحرمة غيلة وغدرا،لأن حسب الظاهر ليس لهؤلاء القتلة مروءة ولا علم ولا كرم ولاشجاعة على المواجهة مباشرة،ولا أعتقد أن فيهم رجلا واحد أو إنسانا ما زال يحتفظ بشئ من إنسانيته ليقول لهؤلاء الغوغاء اتقوا الله،وخافوه على آخرتكم إن لم تخافوه في دنياكم.


مها جويني | كاتبة وناشطة نسوية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى