كتّابمفكرون

دعم رغيف الخبز أو دعم بعض المواد الغذائية كان له أسبابه…


دعم رغيف الخبز أو دعم بعض المواد الغذائية كان له أسبابه التاريخية فقد بدأت الحصص التموينية عام 1941 في الحرب العالمية وتوقفت بعد الحرب، ثم أعادته ثورة يوليو، وكان كل الخبز مدعما، أنا نفسي عاصرته بسعر 5 مليم للرغيف.

وتدرج سعره الي أن وصل الي 5 قروش وكانت قفزه في سعره وكعادة الحكومات كلها تم ذلك بطريقة ملتوية بإدعاء بقاء السعر كما هو (قرشان) وإضافة رغيف محسن سمي حينها بالخبز الطباقي بسعر (5 قروش)، ثم اختفي الخبز غير الطباقي.

وفي هذا العصر أضيف أولا علي بطاقات التموين لتقليل نسبة المستفيدين ثم تم إنقاص وزنه.

ولا يجوز أن نحسب ميزانية الدعم بأعداد المليارات من الجنيهات لنكشف إرتفاعها، فالميزانية العامة قد تضاعفت هي الأخري بعد أن ارتفعت الضرائب وأضيفت ضريبة القيمة المضافة وارتفعت قيمة رسوم الخدمات الحكومية بشكل كبير.

الفكرة أن أسباب دعم الرغيف ما زالت باقية، فمستوي المعيشة مازال منخفضا والسياسات المالية التي أدت الي طفرة ارتفاع الأسعار العالية جدا وبصرف النظر عن صحتها أو عدم صحتها قد أضافت الملايين الي طبقة الفقراء، واذا كانت ثورة يوليو قد دعمت الخبز دعما للفقراء، فالفقراء لم تقل نسبتهم بل زادت.

وهكذا فالمفروض أن يتم الغاء الدعم نهائيا، في ظل سياسة الإقتصاد الحر الذي تنتهجها الدولة، ولكن بشرط أن تقوم الحكومة بأداء دورها كاملا غير منقوصا بوضع وتطبيق سياسة عادلة للأجور في كافة المجالات، خاصة في القطاع الخاص، بما يحقق توازنا جيدا بين الأجور وتكاليف المعيشة.

ثم يأتي الدور الإجتماعي للدولة والذي يجب أن يكون دعما نقديا مؤقتا للمحتاجين والعاطلين ومن هم تحت مستوي الفقر حتي يزول السبب، كما يحدث في كل دول العالم المتقدم التي تنتهج الإقتصاد الحر.

وهكذا يكون رفع سعر الرغيف المدعم دون إجراء إصلاح حقيقي لمنظومة الأجور في ظل الإقتصاد الحر خطأ لا يقل عن خطأ بقاء الدعم.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى