منظمات حقوقية

ريمة بوست | صاعقة رعدية وأسرة منكوبة..ما القصة؟ ريمة بوست/ايناس

ريمة بوست

صاعقة رعدية وأسرة منكوبة..ما القصة؟

ريمة بوست/ايناس علي/خاص

في غرفة ذات سقف منهار، وجدران سوداء يغطيها السخام الناتج عن إحتراق المنزل؛ تقف "أم مرام"، 29 سنة، لتروي لنا تفاصيل حادثة إحتراق المنزل بكل ما فيه إثر صاعقة رعدية، والأضرار التي لحقت بالأسرة. إذ تقول والأسى بادٍ في حديثها:"كنت جالسه اخبز والجو كان مطر قوي ورعد وبرق وفجأه سمعت صوت البرق القوي وصوت الخراب (الانهيار) فوقنا. كانت بنتي في الغرفه الثانيه وحدها. افتجعت عليها وما خرجتها إلا من تحت التراب. وهي بخير الحمدلله".

بعد ظهر يوم الخميس 23 أبريل الماضي، وبينما كانت الأمطار تهطل بغزارة على مديرية الجبين؛ ضربت صاعقة رعدية منزل المواطن علي يحيى جعمان الواقع في منطقة بيت الجعماني، ما أدى إلى سقوط وانهيار واجهة أجزائه الغربية، واحتراقه بشكل كامل. تقول زوجته"أم مرام" أن الصاعقة الرعدية تسببت بانهيار جزء كبير من المنزل ولم يتبق إلا غرفتين.

وتضيف في حديثها لـ"ريمة بوست": "احترق كل شيء بالمنزل، الاسلاك الكهربائيه وجميع المعدات والأجهزة. الثلاجة والتلفاز والهاتف والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية، إضافة إلى الأثاث الذي احترق ولم يتبقى شيء سليم سوى غرفتين في المنزل ".

"في بيتي الخارب ولا اسير عند الناس"

بعد انهيار المنزل واحتراقه، عاشت"أم مرام" وزوجها وطفلتيها معاناة شتى، إذ رفضوا الخروج من المنزل، وفضّلوا البقاء في الغرفتين المتبقيتين، رغم المخاطر التي تحيط بهم، كونهم رأوا أن البقاء في منزلهم الذي بنوه حجرا حجرا، أهون عليهم من أن يلجأوا للسكن مع أناس آخرين، حد تعبيرها: "اجلس في بيتي الخارب ولا اسير عند الناس".

وتستطرد، أن بعض زملاء زوجها أخبروه أن هناك مساعدات لمثل هذه الحوادث الطارئة، فحاول الوصول إلى الجهات المعنية، والتي بدورها أعطته تكليف بعمل خيمة ايوائية مستعجلة، وترميم الأضرار الحاصلة للمنزل. حينها نزلت لجنة صوّرت المنزل وحصرت الأضرار والاحتياجات، ثم طُلب منهم الانتظار وسيتم عمل اللازم وترميم المنزل.

بقيت الأسرة أربعة أيام في غرفة واحدة محاطة بالخطر ويتسرب مياه الأمطار إلى داخلها، على أمل أن يتحقق أحد الوعود التي قطعت لهم من جهات عديدة، رسمية وأخرى مدنية، خاصة أن المواطن موظف حكومي ولا يستلم راتبه منذ سنوات نتيجة أوضاع الحرب.

مخاطر محدقة وظروف صعبة

بدأت الأضرار في المنزل تتوسع، وأثر الهواء البارد على صحة الأسرة، خاصة مع استمرار هطول الأمطار في تلك الفترة، فخشي المواطن علي جعمان وزوجته، على صحة طفلتيهما. ولكن خشيتهم من أن تنهار بقية أجزاء المنزل كانت أشد وطأة على نفسيهما، فقررا إصلاح وترميم الأجزاء الأكثر تضررًا.

خوف الزوج على حياة أسرته، دفعه إلى توفير ما استطاع من المال، واستدانة مبالغ أخرى من بعض أصدقائه، لإصلاح وترميم الأجزاء الأكثر ضرورية والتي تساعد على بقائهم في المنزل حتى الانتهاء من شهر رمضان. وهو الأمر الذي تم بالفعل، بمساعدة بعض العمال الذين أبدوا تعاونهم من خلال عملهم بالآجل أو بشكل مجاني، كما يقول المواطن علي جعمان، 38 سنة.

ويضيف، بالرغم من أنه قام بترميم المنزل بشكل جزئي غير أن التكاليف كانت مرتفعة. بينما تشير "أم مرام"، أن وضعهم المادي لا بأس به وأنهم لايشكون همًا للناس ولكن انهيار جزء كبير من المنزل واحتراقه، أحدث الكثير من الخسائر، وأثقل كاهلهم، وزاد همومهم خصوصًا أنه ما يزال في المنزل أجزاء كثيرة لم يتم ترميمها.

وعود على قارعة الإنتظار

ومنذ انهيار واحتراق المنزل جائت العديد من الجهات لأخذ صور للمنزل والأضرار الحاصلة، ولكن لم تتلقى الأسرة شيء. حتى أن الظروف الصعبة التي عاشتها الأسرة كانت أقل وطأة عليهم من وعود لم تتحقق حتى اليوم، حد قول "أم مرام".

وتضيف أنها لم تلمس تفاعلًا حتى من أهل المنطقة التي تعيش فيها، ولم تُبذل جهودا لمساعدتهم في تجاوز محنتهم، إذ تقول: "محد جاب لنا حتى تمره نفطر"، وهو ما تعتبره خذلانًا من المجتمع، ومن الجهات الأخرى.

وتستطرد، بصوت يبدو عليه التعب: "شبعنا برد شبعنا مرض انا وعيالي واحنا منتظرين الدعم حقهم. وبطريقة لا تخلو من الاستغراب تتساءل:"مش عارفه ايش عملو بالصور اللي صوروها.. هل استخدموها لمصلحتهم الشخصية أو انهم حاولو يساعدونا وما استطاعوا؟".

لتختم حديثها، بتوجيه رسالة تتمنى أن تصل للمعنيين الذين يقدمون وعودًا وآمالًا للآخرين ويتنصلون بعد ذلك، قائلة:"هذا أمر الله ما نفعل. لكن أتمنى ان اصحاب الجهات المعنية لا يكونوا يوعدوا الناس في حال ماعندهم القدره يساعدوا. أو أقل شيء يكونوا يرجعوا خبر عشان ما نأمل منهم وننتظر".

تابعونا على منصاتنا التالية:

– فيسبوك:
https://www.facebook.com/Raimapost
– تلجرام:
https://t.me/Raimapost
– تويتر:
http://bit.ly/2OPTkFo
– واتساب:

https://chat.whatsapp.com/B52AHDq950GGI3cir9A4




اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى