كتّابمفكرون

“جمهورية العاصمة الجديدة”…


“جمهورية العاصمة الجديدة”
الذي أفهمه أن الجمهورية المصرية التي قامت في 1953 كانت قد اختطفت بواسطة الأخوان ثم أعيدت الي سابق عهدها في 30 يونيو 2013.

أما وأن يصل بكم النفاق والرياء لإعلانها جمهورية جديدة بدأت في 2014 أو تبدأ مع إفتتاح العاصمة الإدارية الجديدة فهذا سخف وعبث لا يحتمل.

إن الدولة وإن غيرت حلتها بطرق وكباري ومدن جديدة، تبقي هي الدولة المصرية والجمهورية المصرية، خاصة وأن أمورا كثيرة لم تتغير، فالفقر هو الفقر والجهل هو الجهل والمعاناة هي نفس المعاناة، والإنتاج والزراعة والصناعة لم تحدث بهم الطفرة الضخمة التي يمكن أن نستند اليها، كما حدث في الصين أو ماليزيا مثلا حتي نعتبره عصرا مغايرا، بل أن الصين وماليزيا لم يتحدثوا عن جمهوريات أو ملكيات جديدة.

ثم من هم الذين يقررون أنها جمهورية جديدة، من الذي اختلس لنفسه هذا الحق؟.

أفهم أن تكون هناك أسباب تدعونا لأن نشعر بالإختلاف ومن ثم يكون هناك عصر جديد بملامح ومقومات مختلفة تماما تدعونا لأن نراها دولة مغايرة أو جديدة.

عندما يكون لدينا دستور حديث متطور تكفل فيه الحريات المطلقة ونتحرر فيه من الوصاية الدينية علي أنشطة السياسة ونظام الحكم والأفراد، يتحقق من خلاله العدل وتحفظ الحقوق.

عندما يكون لدينا اقتصاد قوي قائم علي الإنتاج بعيدا عن الإستدانة يحقق دخلا قويا للدولة والفرد بأقل الأعباء علي المواطن الذي يمول أكثر من 70%من الموازنة.

عندما يكون الهم الأكبر لنظام الحكم هو تحقيق الحياة الكريمة حتي ولو في حدها الأدني لكل المواطنين في كافة المجالات المعيشية والتعليم والعلاج.

عندما تتوقف الوصاية المفروضة ويستطيع المواطن أن يقول رأيه الرشيد بحرية تامة دون رقيب وسيف معلق علي رقبته وفي ظل قضاء عادل بحق.

عندما يتحرر الإعلام ويصير اعلاما مفيدا للمواطن وليس للحاكم، ينشر الحقيقة والثقافة والفنون دون تملق ولا نفاق.

عندما تتحقق هذه المقومات كحد أدني، تختلف الحياة ونري انسانا مصريا جديدا يحيي حياة كريمة، انسان حر متعلم صحيح آمن علي قوت يومه وقوت أولاده.
عندها فقط تكون الحياة جديدة والمجتمع جديدا والجمهورية جديدة.
(إعادة نشر)
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى