توعية وتثقيف

يحث رجال الدين فى الطائفة الإنجيلية وعدد من الكنائس الأخرى…


يحث رجال الدين فى الطائفة الإنجيلية وعدد من الكنائس الأخرى رعيتهم على تأييد الرئيس ترامب على الرغم من مساوئه الأخلاقية الواضحة مثل الكذب والزنا والغش والتزوير وغير ذلك. ويعللون موقفهم هذا بأن الله أحياناً يختار شخصاً سيئاً لينفذ إرادته على الأرض. ويشيرون فى هذا المضمار إلى ثلاثة أشخاص بالذات ورد ذكرهم فى التوراة – يفتاح و كورش وداود. فيما يلى نبذة مختصرة عن كلٍ –
١) يفتاح (Jephtah): كان إبن عاهرة (حرفياً) وقاطع طرق وبلطجى محترف يعيش على القتل والنهب، لكنه كان قوياً باطشاً فى وقت كان فيه بنو إسرائيل مغلوبين على أمرهم . فأوحى الله إلى بنى إسرائيل أن يختاروه قائداً لينصرهم على أعداءهم. (راجع سفر القضاة أصحاح ١٢. )
٢) كورش (Cyrus): كان ملك الفرس الذى هزم بابل وأطلق سراح العبرانيين المأسورين هناك. (راجع سفر عزرا أصحاح ٤.)
٣) داود (David): وفقاً للتوراة يصعب تصور شخص أسوأ خُلقاً من داود. فقد إشتغل بقطع الطرق والبلطجة والغارات والغزوات والسبي، وخان ملكه وتحالف مع اعداء بلده وقتل أحد ضباطه ليتملك إمرأته ثم قتل إبنه البكر فى سلسلة طويلة من الجرائم السافرة. ومع ذلك يؤمن أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاثة أن الله إختاره ليعلى شأن شعبه المختار. (راجع أسفار صموئيل الثانى والملوك الاول.)

تاريخية كورش لاشك فى صحتها. وقصة يفتاح ربما لها أيضاً أساس فى الواقع. أما قصة داود فلم يجد المؤرخون ولا علماء الآثار أي دليل على صحتها على الرغم من حفريات واسعة النطاق وممولة ببذخ فى فلسطين والبلدان المجاورة. (راجع أبحاث العالم الإسرائيلى Israel Finkelstein على سبيل المثال).

لن أضيع وقتاً فى مناقشة الفكرة الأساسية، (وهي أن الله يستخدم رجالاً سيئين لتحقيق مشيئته،) لأنها وجهة نظر دينية لا علاقة لها بالعلم ولا بالتاريخ ولا بالمنطق.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫3 تعليقات

  1. براڤو تحليل جميل ووجهة نظر تستحق التأمل. ولكني اتساءل هل بالفعل يعلم مؤيدي ترامب انه فاسد وفاسق؟ اعتقادي انهم مبرمجون ولا يصدقون ما يقال عنه بل يؤمنون انه يتعرض الى حملة كاذبة من الاشاعات لتشويه صورته

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى