كتّاب

– الدعوة الدينيـة من أي شخص مُعتنق لدين ما إلي آخر غيره لا…


– الدعوة الدينيـة من أي شخص مُعتنق لدين ما إلي آخر غيره لا يؤمن بذلك الدين أو المُعتقد، هذا قمة المحبة وأسمى درجاتها ؛ لأن ذلك يكون نابعًا من الخوف على مصيرهم الأبدي وهلاكهم وخلودهم في النار، بإعتبار الداعي يرى نفسه صاحب الدين الصحيح والحق المُطلق والباقي في كُفر وضلال ومُعتقداتهم فاسدة لن تنفعهم يوم القيامة، فـهذه الدعوة إن كانت تقوم على هذا الأساس وهذا الفكر فلا إشكال في ذلك (المحبة، الخوف) ؛ إن كانت تُقدم للناس بالصورة اللائقة بالدين، لا بالتطفل أو الإزعاج أو الفرض أو إنتهاك حرية الآخرين وعدم احترام رغبتهم في ذلك ؛ ولكن إن كانت لأهداف أخرى مثل التي نراها اليوم بشعارات وعبارات شكلية ومظهرية لا تهتم بالجوهر، والتي تهتم بكثرة الأعداد فقط ؛ وإعتبار ذلك نُصرة للإسلام والمُسلمين، فلا قيمة لها، وهنا يكون الإعتراض، فبمثل تلك الأفعال سواء بقصد أو بدون يُهان الدين ويرخص ويقل في نظر الناس ويراه البعض كـسلعة غير مرغوب فيها يرغم التاجر الناس عليها لمُجرد كسب زبائن، وهذا غير لائق أبدًا ولن يرضاه أحد.

– وما أكتشفته مؤخرًا بكُل أسف، أن من يُحاول أن يُأسلم غيره لا يكون بهدف الخوف عليه كما ذكرت ؛ لكن بهدف أن يكون غيره وسيلة لإثبات صحة إيمانه ومُعتقده، ليُثبت لنفسه أن كل البشرية خطًأ إلا هو، فهؤلاء لا ينظرون إلا على العدد فقط ولا يهتمون بأي شيء سواه، ويعتبرون أن العدد معيار لصحة ما يؤمنون به، هذا هو فكرهم المُتأصل بداخلهم، وهوسهم الأكبر وسقف طموحاتهم العالية هو تمني دخول أي أحد من المشاهير حول العالم إلي دينهم، لا أعلم ما السبب في ذلك؟ فهل دخول أحد المشاهير إلي الدين يُزيده قيمة ورفعة بالنسبة لهم؟ وهل دخول المشاهير الدين يُعّد إنتصارًا وعمل بطولي أو إنجاز يستحق الصياح؟ ثم لماذا يكون النظر دائمًا إلي المشاهير دون غيرهم إذا كانت نيتهم بالفعل الخوف عليهم من الخلود في النار؟ ولماذا دائمًا يُضايقوا المشاهير ويلحقوا بهم شائعات بإعتناقهم الإسلام؟ لماذا كل هذا الهوس والجنون الذي يُشوه الدين ويُحقره في نظر الناس؟
من يُريد أن يدعو الناس إلي الدين ذلك يكون بالأخلاق الطيبة وحُسن المُعاملة الفعلية وليس بالإدعاء فقط، وما يفعل غير ذلك لا يكون هدفه إلا الشو والنفاق والإدعاء.

– ليس كُل من يرفع أصبعه وينطق الشهادتين يصير مُسلمًا، فلا يُمكِن أن يُقال على أحد مُسلم إلا إذا أقتنع أولًا بالإسلام وثانيًا إذا تمثل بأخلاق المُسلمين، ومن يقول غير ذلك لا يفهم ولا يعرف شيء عن حقيقية وأصول الإسلام لا من قريب أو من بعيد، ومن يقول بغير ذلك فهذا عبث وجهل مُستميت، فما يحدُث في قطر من دعوة الأجانب إلي الدين الإسلامي وإدعاء اعتناقهم الدين بمُجرد حضورهم لمُحاضرة أحد الأدعياء لا تتجاوز الساعتين أو الثلاث، فهذا غير منطقي وغير معقول أبدًا ولا يقبل بذلك من كان عنده ولو ذرة من العقل، فمثلًا حينما أذهب لأشتري حذاء آخذ وقتي في المُقارنة بين جميع الأحذية حتى أختار أفضل شيء وما يليق عليَّ ويُناسبني، فكم بالأولى من اعتناق دين يؤدي إلي تحديد مصير أبدي إما في الجنة أو في النار للأبد، فالإنسان يكون في تلك الحالة يُفكِر جيدًا ويدرس ويُقارن والموضوع يآخُـذ مِن بعض الناس سنوات طويلة مِن الدراسة والبحث والمعرفة والإطلاع على الدين أو العقيدة التي يشاء إعتناقها وليس بساعات معدودة يعتنق فيها الدين بعدها مُباشرةً بكل ساذجة وسطحية، فالتعريف بأمور الدين نفسه تستغرق أيام وأيام لشرحها وفهمها جيدًا، ولكن يبدو ما نراه على مواقع السويشال المُختلفة كذب وغير حقيقي بالمرة (شائعات)، مَن علمكم إنه لكي تنصروا دينكم كما تدعون لابد من أن تكذبوا؟
حتى وإن تم تصوير بعض الأجانب وهم ينطقون الشهادتين، فهذا ليس كافيًا، فهم لا يعرفون ماذا يقولون؟ وإن قالوها فسيكون السبب وقتها هو التخلص من الزن والمُضايقة والمُطردة الذين يتعرضون لها، ليس لأجل سبب آخر.

– أخيرًا.. نصيحة أقدمها لكُل تجار الدين الذين يستغلون بساطة الكثير من المُسلمين أتباعهم الذين يُصدقوهم ويُهللوا لهم دون إدراك أو دراية كافية لكل الأبعاد، صدقوني لن تنفعكم أكاذيبكم أمام الله حينما تقفون أمامه ليسألكم، ولن تنفعكم هذه المُتاجرة بالدين وربح الملايين من وراه ؛ فالدنيا فانية وزائلة كما تقولون للناس، وأنتم بكل أسف صرتم في أعين الناس صورة ووجهة حسنة للدين فلا تشوهوها وتشوهوا الدين معها، الكذب من المُحرمات في دينكم فلا تكذبوا لأجل المصالح الشخصية وتُدلسوا على دين الله، تدعون الناس للدين وللتعريف الصحيح به وأنتم أكثر وأكبر المُشوهين له.. ببثكم خطابات التطرف والعنصرية والكراهية والبغضاء، وبفتاويكم الشاذة المُتطرفة التي تخلق الفتن في المُجتمعات والأوطان فتخرب، وبدعم الدولة الفارحين والمُهللين لها التي تدعوا فيها الغرب للإسلام وهي من منابع ومصادر تمويل الإرهاب في العالم، وهذا هو النفاق بعينه، فاتقوا الله في أنفسكم وفي دينكم وفي أتباعكم البُسطاء الذين يجعلون الجُهلاء أمثالكم عُلماء.

ولأخوتي المُسلمين لا تُصدقوا كل ما يُقال، فنحن في زمن كثُر فيه النفاق والإدعاء، وكثُر فيه المظاهر والشعارات الكاذبة، وكثُر فيه الدجل الديني والإسترزاق باسم الدين، فأعطانا الله نعمة العقل لكي نُفرق ونُميز ونختبر كل شيء،
فأياكم أن تجهلوا هذه النعمة العظيمة التي تركوها تجار الدين وصاروا وراء القطيع، أرجو أن لا يكون ما كتبته مُزعج لكم أو ثقيل عليكم، فأنا لستُ خصمًا ضدكم أو ضد دينكم في شيء، فنحن نكن لكم كل الحب والاحترام والتقدير، ولكن صدقوني هذا الموضوع سياسي بحت ولعبة سياسية قذرة تم إدخال فيه الدين للسيطرة وعدم التجرؤ على الرفض، والأيام ستُثبت لكم ذلك، دمتم بخير وسلام، وللحديث بقية..

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫3 تعليقات

  1. اه يا حويني..
    إزاي يا حبيبي دخلوا الإسلام في نص ساعة؟..
    ممكن تعرف أتباعك كده وتقنعهم إزاي؟..
    ده أنت لو هتقرأ سورة الفاتحة بس وتشرحها النص ساعة دي مش هتكفي..
    ماعنديش مشكلة انك تكدب.. لكن أكدب صح وأكدب كدبة تتصدق وتدخل العقل..

    من صفحة د.خالد منتصر
    Khaled Montaser

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى