كتّاب

هذا الكاذب المُدلِس يُحاول جاهدًا تصدير فكرة أن نصوص العهد…


هذا الكاذب المُدلِس يُحاول جاهدًا تصدير فكرة أن نصوص العهد القديم هي السبب في كُل الأحداث التي تحصل هذه الأيام بين إسرائيل وشعب فلسطين، وهذا الأخ لا يعرف أن يُفرِق بين الدين والأنظمة السياسية لأنه جاهل لا يفقه أي شيء في الحياة سوى جمع الأموال وإرضاء أسياده فقط، ونسي هذا التاجر الكبير باسم الدين وباسم تلك القضية الحساسة التي نتألم مِن أجلها كثيرًا أن العهد القديم هو جُزء أساسي قائم عليه الإيمان المسيحي، فهو مِن تمام إيماننا كمسيحيـين، فالذي يُريد أن يقوله ويُوصله لأتباعه المُغيبين هو: أن الكتاب المقدس به تعاليم إرهاب وعنف ودموية إلخ..

عزيزي مُعاذ،،
– لماذا تصر على الكذب والتدليس، ألا تستحي وتخجل مِن أفعالك الرخيصة هذه التي ليست في مصلحة أحد؟!

– ألم تقرأ الوصايا العشر التي مِن بينها : ” لا تقتُل ” ؟!

– أليس مِن تمام إيمانك الإيمان بكافة الكُتب السماوية السابقة التي مِن بينها ” التوراة ” ؟!

– هل قرأت نص واحد في الكتاب المقدس يأمر بالقتل لأي مُخالف لا يتبع دين بني إسرائيل؟!

– هل خرج شخص مِن هذا الكيان الغاشم الذي لا يعرف دين أو إنسانية، وقال: إنه يفعل هذا بناءًا على تعاليم دينه؟!

– لماذا تُسقِط جهلك وقصور وضيق وخلل عقلك وعدم وسوء فهمك على الكتاب المقدس الذي هو أنفاس الله الخارجة منه لتُعطي الحياة والبركة لقرأها والعامل بها؟!

– هل سمعت في يوم عن مسيحي واحد قام بأعمال إرهابية وعنف وهلاك مُستندًا لأي نص مِن العهدين؟!

– هل فهمت مِن هذا النص أن القتل هو وصية إلهية؟!

– لو الأفعال الإجرامية والإرهابية تُنسب للدين، لماذا إذًا تصرخ وتصيح وتقول أن داعش لا تُمثل الإسلام والإسلام منها براء مع أنها تقتل وتذبح وتُفجر باسم إله الإسلام عكس هؤلاء الإسرائليون الذين لا ينسبون أفعالهم لله مثلهم؟!
هل تتجزأ المبادئ وتكيل بمكيالين!!

في الحقيقة يا سيدي الفاضل،،
اليهودية والمسيحية كديانتين لا يوجد بهما نصوص تستبِح الدماء، لكن المُشكلة في فهمك أنت وطريقة تفكيرك المحدودة التي تُريد أن تُقحِم الدين في أي شيء.

الدين شيء والسياسة شيء آخر!
شخص ما منسوب لدين مُعين أراد الدمار والخراب والإستعمار لشعوب أخرى .. هل هذا الفعل يُنسب للدين أم لفعاله؟! ، الأهداف والأطماع والتوسعات البشرية الأنانية الدنيئة تجعل الإنسان يدوس على دينه برجليه في سبيل تحقيق وفرض قوته وذاته على الآخر مهما كان الثمن.

– فأرجوك كُن مُنصفًا وأمينًا في إيصال المعلومة ولا تجعل كرهك وحقدك لكلمة الله المقدسة يجعلك تفعل أفعال ضد دينك الذي تعتنقه كالكذب والإفتراء والتدليس وغيرهم..

أما بالنسبة لحروب العهد القديم التي تلجأ لها أنت وأمثالك كي توهموا أتباعكم كذبًا أنه كتاب دموي ووحشي ماليء بالقتال والحروب وسفك الدماء.. دعني أقول لك الآتي:

– نصوص الكتاب المقدس التي يأمر الله فيها بالقتل والإبادة مُحددة وليس عامة وأمر لجميع الناس، فهي نصوص كانت في زمن مُعين وظروف معينة وأهداف معينة لفئة مُعينة، ولا يُمكِن إستخدام نص منهم للقتل والإعتداء والتعدي على الآخر وحقوقه أبدًا، وهذا لم نراه إطلاقًا أن شخص إستخدم هذه النصوص التي لها سياق مُعين يتجاوزه هؤلاء المُدلسين، وَقتل وحارب ودمر وهلاك باسمها أو بسببها، وهذا يعني أن الجميع يعرف ويُدرك جيدًا ظروفها وتوقيتاتها وأهدافها.

– هذه الحروب لم تكُن أبدًا بسبب نشر اليهودية.. إطلاقًا، ولم تكُن بسبب الإستيلاء على أراضي الغير، ولم تكُن مِن أجل الإغتنام والأطماع وفرض القوة وآخذ السبايا والنساء، ولم تكُن مِن أجل غريزة الإنتقام وحب الدموية والشر، ولم تكُن مِن أجل السرقة والنهب أو لأي سبب مادي أرضي.

– كانت هذه الحروب هدفها هو إقتلاع الشر والفساد والخطية مِن الأرض كي تتطهر مِن فواحشها وشرورها التي صعدت أمام الله وأثارت غضبه، ولم تكُن هذه الحروب وليدة لحظة أو في يوم وليلة فقد سبق الله هذه الحروب إرسال أنبياء وأبرار كي يتوبوا عن شرورهم التي تعدت على الله كثيرًا وهو كان يمهلهم أزمنة كثيرة جدًا كي يرجعوا ولكن لا جدوى، فكان لابد مِن تأديب الله القاضي والديان العادل.

– أعطى لهم الله عشرات بل مئات السنوات كي يرجعوا ولكن لا، على العكس كانوا يُعاندون ويتمادون في شرورهم يوم بعد يوم، ولنا في قصة طوفان نوح عبرة، نوح الذي دعى قومه سنين كثيرة ولكن لم يتعظوا وكانت نهايتهم الهلاك.

– الله إلهنا ليس إله شر ودماء بل إله حُب وبذل وطول أناة، وهو هو أمس واليوم وإلى الأبد لا يتغير أبدًا، وإله العهد القديم هو ذاته الله المُعلن في العهد الجديد، ولكن الله مثلما هو إله حنون ومُحِب هكذا أيضًا يغضب ويغار على خلقته التي صنعها بيديه، ومثلما هو رحيم ولكنه أيضًا عادل.

وهذا الموضوع المُثار حول حروب العهد القديم ودموية إلهه موضوع ليس بصغير ولا يُمكِن أن يُختذل في سطور بسيطة ولكنه موضوع عميق جدًا كُتِبَ فيه مُجلدات وشروحات وتفاسير وآراء كثيرة جدًا مِن المُمكِن تناولها في مرات أخرى إن أراد الرب، ولكن كان واجب توضيح وكشف حقيقة هؤلاء المُدلسين الكذبة الحاقدين على كتابنا المقدس الذي فيه خلاصنا وحياتنا، كتابنا المقدس فوق مستوى الشبهات والنقد والطعن فهو كتاب من روح الله القدوس الذي أعلن لنا ذاته ورأيناه بوضوح شديد في العهد الجديد ” عهد النعمة ” ، الكتاب المقدس هو كتاب إعلان قصة الحب الإلهي بين الله والإنسان الذي كان يبحث عنه دائمًا ويفتقده بالأنبياء والآباء الأبرار الذين يُخبرون الناس عنه وعن حبه وخلاصه لهم.

لم تزال كلمة الرب تنمو وتكثر وتثبت وتعتز في بيعة الله المقدسة، دُمنا مُرشَدين ومحفوظين بكلمة الله الحية. آمين.

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

تعليق واحد

  1. أكبر وأطول مقال كتبته..
    وده جزء بسيط مِن الرد مش كله كمان..
    لازم أكشف كذبه وتدليسه على الكتاب المقدس وإيمانا المسيحي الحق الذي وجدنا فيه الراحة والحياة والخلاص.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى