كتّابمفكرون

إنّ الهالة المدّعاة للمملكة السعودية، ما هي الا لحظة كنقطة…


إنّ الهالة المدّعاة للمملكة السعودية، ما هي الا لحظة كنقطة في بحر التاريخ، وأن الأهمية التي تكتسبها ليست الا الفائض الإقتصادي لاحتياطي البترول، وأن تلك الأهمية وهذا التأثير سينفذ بنفاذ هذا الاحتياطي.

سيذكر التاريخ أن جلّ إهتمام هذه المملكة في حقبة البترول ومحاولاتها المضنية لإكتساب أيّ قيمة، لم تري له طريقا الا عبر إقصاء مصر، والإستيلاء علي دورها الريادي في المنطقة، الذي تكوّن بفعل عراقتها وحضارتها وتاريخها الضارب في الزمن ورجالها الأذكياء.

هذه المملكة التي قامت كصنيعة للمخابرات البريطانية، والصهيونية العالمية ودعمتها القوي الإستعمارية في العالم، كانت ولا زالت هي السلاح الرئيسي ضمن أسلحة أخري للقوي العالمية، توجه نيرانها للنيل من مجتمع مصر الحضارة، في كافة أوجهها الإقتصادية والدينية والثقافية والفنية وحتي الرياضية، مستخدمة المال الذي تفجّر في آبارها دون جهد بشري، تحارب به مصر، وتستغله أسوأ إستغلال.

متشحات السواد واللحي والجلابيب البيضاء القصيرة في الشوارع, وهذه الأفواه الصارخة بالعنف والتطرف والطائفية والتحريم والتجهيل في منابر المساجد والمنابر الإعلامية ليست الا نتاج المال الوهابي السعودي،
الإرهاب والقتل والدماء والرؤوس المتطايرة وقيادة المجتمعات الي الإضطراب والتخلف ليست الا نتاج المال الوهابي السعودي.

إنحسار الثقافة والمثقفين واعتزال الأدب وندرة الأدباء ليس الا نتيجة لإنصراف المجتمع الي الثقافة الوهابية المستحدثة والمعبأة علي الشرائط والكتب المنتجة بالمال الوهابي السعودي.

إغتصاب التراث الفني والسينمائي وشرائه وتخزينه وندرة عرضه علي القنوات الوهابية يتم بواسطة المال الوهابي السعودي.

احتكار السوق الغنائي والموسيقي وحصار وإهمال الإنتاج المصري الجديد لصالح الإنتاج الخليجي حتي أصبح نادرا يتم بواسطة المال الوهابي السعودي.

دعم التفاهة والهبوط والإنحدار ممثل في مهرجي المهرجانات، والسيارات والسيوف الذهبية ويروج لها قنوات سعودية وإعلامي رقيع يتم بواسطة المال الوهابي السعودي.

محاولات اختراق الرياضة المصرية والسيطرة عليها والتأثير علي أندية القمة المنافسة علي البطولات تمت بواسطة زكيبة المال الوهابي السعودي.

لو عدنا بالتاريخ 70 – 80 عاما فقط ستري الصورة واضحة كالشمس، لم يكن هناك بترول ولا فائض ولا أموال وهابية سعودية، وكانت مصر تزدهر باعتدال دينها وانتشار ثقافتها وسيادة فنونها، وريادتها في كافة المجالات.

ثم أبحث عن كيف تدهور الحال, ستجد أنها مؤامرة سعودية ينفذها ثري سعودي مثل ترك آل الشيخ أو شركة سعودية مثل روتانا يملكها ثري سعودي, أو دور نشر سعودية أو ممولة سعوديا بواسطة أثرياء سعوديين أو جمعيات إسلامية توزع الأموال والهبات يديرها أثرياء سعوديين.

هذا الإعرابي المتخلف الذي لا يصنع شيئا وفجأة صار مكدسا بالمال يظن أنه يستطيع أن يشتري حضارة ومدنية وثقافة وفنون وريادة بأمواله، ويمعن في الغباء والتباهي وشهوة الشراء، غير مدرك لحقيقة أن البترول سينضب يوما ما.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى