هذه ساعات مباركة….

هذه ساعات مباركة.

مثل هذه الليلة، قبل 61 عاماً، داس اليمنيون على الإمامة بشخوصها، فكرتها، كتبها، تاريخها ومقدّسها.

لم يضع السلال قدمه على صدر ابن حميد الدين، بل على الإمام، كل إمام، وأيّ إمام. على الإمام بتاريخه الطويل من مرّان إلى الكوفة.
على الكاهن بظلّه الممتد من القرن الرابع عشر وحتى الأول الهجري.
وعلى آكل السحت أيّاً كان شكل عمامته.

في هذه الليلة فجّر اليمنيون مصنع الخرافة،
وعلمونا:
أن كل فاشية إلى زوال،
وأنه لا حدود لقوة المستضعفين،
وأن الأرض لمن يحبّها أكثر،
وأن الاستقلال يخرج من فوّهات البنادق والثقة بالتاريخ.

في هذه الليلة غيّر الهاشميون أسماءهم،
زعموا أنهم من بلادنا.

لم تكن معركة مع الكاهن التافه ابن حميد الدين، بل مع ألف عام من الدجل والعنف والاسترقاق. مع سلالة عامرة بالوهم والطغيان، سلالة سوداء من جهاتها الأربع.

كاهن آل حميد الدين لم يكن سوى رأس جبل الجليد. ها نحن نرى غواصة آل البيت وقد خرجت من المياه العميقة مرة أخرى. وإليها هبّت الغواصات الصغرى، تلك التي دفنت نفسها داخل نظامنا السياسي والثقافي لزمن.

في مثل هذا اليوم قال اليمنيون إن النصر ممكن على الدوام، كما الهزيمة. وأن الكلمة الأخيرة لابن الأرض.

هذا يوم مهيب، فيه أذل آباؤنا مشعوذي نهج البلاغة، استخرجوهم من بلاعات الكتب وجعلوا منهم عبرة.

على مرّ التاريخ، وهذا ما سنراه في أزمنتنا الحديثة، يراكم مشعوذو الولاية عناصر الفناء الثلاثة: اللصوصية، العنف، والعزلة. يعززونها بعوامل لا-استقرار ثلاثة: الخرافة، الطبقية، الاستعلاء. هذه خلطة عاجلة للفناء.

سلالة طارئة، على عجَل، إن كسبت معركة فلن تكسب الحرب، ولم تكن قط حبيبة التاريخ ولا محظيته.

هذه ليلة كعبها عالي، اصعدوا إلى ذروتها وقولوا. قولوا، ولا تسألوا ما نقول. عدوا آل البيت، العدو، بالماضي. عدوهم بالمستقبل. عدوهم بالأبناء والأحفاد، بكل ما لا يُرى الآن وسيأتي غداً.

كل عام وأنتم بخير

مروان الغفوري

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات