كتّاب

أمجد سيجري | لا مخرج ….. الجحيم هو الآخرون . . مسرحية "لا مخرج " حسب

لا مخرج ….. الجحيم هو الآخرون
.
.

مسرحية "لا مخرج " حسب الترجمات الإنكليزية "No exit" والعنوان الأصلي بالفرنسية "Huis Clos" " خلف الأبواب المغلقة " هي واحدة من أجمل مسرحيات الكاتب والفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر.
يتناول سارتر من خلال عمله هذا مسألة العلاقة مع الآخرين وتحديد فكرة الجحيم بالوجود الإنساني والعلاقات الإجتماعية المتعلقة بهذا الوجود بالتالي هي ترجمة لفكره وفلسفته حول الكينونة " الوجودية " و العدمية .

– ماذا يحدث في الجحيم ؟

– بنى سارتر الجحيم في نصه المسرحي بشكل مشابه جدا للعالم الحقيقي حيث يصف هذا الجحيم بقاعة امبراطورية لا تحتوي اية نوافذ أو مرايا فقط باب واحد بالإضافة لإحتوائها على مدفأة موضع باعلها تمثال برونزي بالإضافة الى ثلاثة مقاعد بألوان مختلفة ( ازرق سماوي – احمر بنفسجي – اخضر ) و سكين فتح الرسائل اي بإختصار اقتصرت موجودات هذا الجحيم على المحتويات اليومية العادية التي تستخدم في الحياة باستمرار ولا تسبب إنقطاع في الحياة فلا وجود لآثاث انقطاع الحياة العادية كالسرير مثلاً .
الشخصيات هم :
1-جوزيف غارسين : وهو صحفي فار من الجيش خلال الحرب يتصف بالضعف والقسوة والخيانة تسبب ضعفه و فراره من الجيش بإعدامه رمياً بالرصاص توفي ب 12 طلقة بصدره مما تسبب بوفاة زوجته النقيض له " المخلصة " ومن خلال الأحداث يتضح انه كان يخون زوجته في منزله وأنها كانت تحضر له ولعشيقته القهوة الصباحية دون ان يظهر منه تجاهها أدنى درجات التعاطف.

2- إيناس سِرانو : وهي موظفة بريدية مثلية قاسية صريحة تقر بخطأها وبدون خجل تتصف بقوة التأثير على الأراء كان خطيئتها بأغواء زوجة إبن عمها الذي عرف بذلك فإنتحر بالتالي تسببت بقتله و ظلت تلقي اللوم على نفسها أمام زوجته بالتالي فتحت الزوجة الغاز عليهما وهما نائمتان وماتتا…

3- استيل ريجولت : وهي إمرأة شابة جميلة من النبلاء تزوجت رجلاً مُسن كان طبيباً من اجل ثروته كما كانت على علاقة بشاب أصغر منها بدافع التسلية لكنها حملت منه وانجبت طفلاً " بنتاً " قتلته برميه بالبحيرة مما يسبب بإنتحار والد الطفل وماتت بالتهاب رئوي.

4- الخادم : اراه عزرائيل الحكاية لم يصفه سارتر بهذا الوصف وجعله مبهم ولم يوضح لنا الكثير عن تفاصيل عمله انما بين فقط ان له إجازه يقضيها في طابق عمه رئيس الخدم وجوده .

تبدأ المسرحية بدخول الخادم مع بطل المسرحية جوزيف غارسين الى قاعة الجحيم يكتشف غارسين بسرعة أن هذا الجحيم له مظهر الحياة العادية ثم تأتي إيناس الشخصية الثانية التي تدخل إلى الجحيم أخيراً تأتي الشابة الجميلة إستيل يغلق عليهم باب الغرفة يتوقع ابطال الحكاية أنه بعد إجتماعهم سيتم تعذيبهم بأدوات الجلد والحرق والشواء الأبدية التي وعدت بها الأديان لكن الحقيقة كانت في عكس توقعاتهم ويدور حوار بينهم فنجد جوزيف يراوغ ويقول انه قد تم إعدامه بسبب كونه من دعاة الـ///ــلام ولا يحب الحرب وإستيل تقول انها تزوجت شخصاً عجوزاً من أجل ماله وكلها اسباب لا تستدعي الجحيم فتكون المجابهة من إيناس التي تعترض وتوضح لها انه لا داعي للمراوغة فانتم في الجحيم ومن المؤكد انكم هنا لفعلةٍ تحاولون إخفائها وان و عليهم الإعتراف بجرائمهم اللاخلاقية التي يخفونها.
عموماً يفهم جوزيف فكرة الجحيم الذي وضع فيه وفهم ان كل إثنين هما جلادان للثالث فيقرروا الصمت لكن لم يجدي الصمت نفعاً فيبدأون بالحوار ويعترفون بجرائهم اللاخلاقية وتدور حوارات بينهم وكل شخص يحقق في الجرائم الأخلاقية للآخر مما يزيد الجحيم جحيماً نتيجة هذا الجدال يغضب جوزيف ويطلب ان تفتح البوابة في ذروة التشنج فتفتح البوابة والمثير انهم لا يخرجون منها ويمكن أن نقول عدم خروجهم هو الخوف من المجهول أو من خلال ارتفاع حرارة الغرفة الذي طرأ عليها نتيجة فتح الباب فيقررون إغلاقه بالتالي دلالة على رفضهم تغير الواقع الذي وجدوا فيه او كانوا عليه بالتالي يتضح أنهم غير نادمين على مافعلوا و لو منحوا حياة اخرى لعاودوا فعلتهم فتنتهي المسرحية بمقولة جوزيف العبثية:
حسناً فل نتابع…..

نلاحظ ان سارتر لم يختر الشخصيات من مركز الوجودية السارتية لكن من خلال الحوار والمنولوجات بين رغبة شخصياته في النروع نحو مركز هذه الوجودية وذلك عن طريق حرية الإختيار .
بالنسبة لسارتر الألم الذي نشعر به عندما نواجه الحياة بكلياتها و الهم النفسي والضجر المستمر المرافق لها والممثل لفكرة الوجودية وكذلك الرهبة من العدم المنتظر هو شيء يسميه سارتر "الغثيان" هو إختيار ذاتي بالتالي ولمقاومة هذا "الغثيان" يجب على الإنسان أن يستخدم حريته – حرية الفكر والاختيار والعمل وظهرت هذه النقطة في إتخاذ القرار بالخروج او عدمه من الجحيم بغض النظر عن الدلالات النفسية لكل شخصية .
إذا صحيح أن مسرحية للامخرج اختارت لشخوصها نهاية عبثية وذلك عن طريق الأستمرار في اللاجدوى لكن اوجدت منفذاً للخروج من هذه اللاجدوى وهذا الخروج يتطلب قرار وشجاعة.

فهل تمتلك هذه الشجاعة بتغير واقعك ؟

http://www.m.ahewar.org/s.asp…
مع تحياتي أمجد سيجري
نص المسرحية رابط مباشر في أول تعليق


أمجد سيجري | كاتب وناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى