كتّاب

خسر الجنوبيون مشروع الاستقلال. خسرت الزيدية مشروع الإمامة على كل الأرض. خسر الجم…


خسر الجنوبيون مشروع الاستقلال. خسرت الزيدية مشروع الإمامة على كل الأرض. خسر الجمهوريون دولتهم (مشروعهم) الديموقراطية الموحدة. خسر عبدالملك مشروع المرشد الأعلى. ألقي هادي إلى نفاية في الحجاز. قتل علي صالح. رحل كبار الساسة مكللين بالغصة والتيه. دويلات ثلاث، جيوش ثلاثة، وثلاثة شعوب. لكل شعب ثلث نصر وثلثا هزيمة. إن لم يكن اليمن لكل الناس بالعدل والمساواة فلن يكون لأحد. ثمة حاجة لتسكين الصراع وتطبيع العلاقة بين الشعوب الثلاثة، وليترك باقي الأمر للتاريخ. الجيل الذي هد جدار برلين ورتق سماء المدينة الممزقة لم يكن هو الذي شارك في بناء السور. لا يزال ممكناً أن نتقاتل لعشر سنوات، فليس أرخص من السلاح، وربما الرجال (احترامي للجمهوريين في كل بلاد). غير أننا، ربما، لن نحصل على نتيجة مختلفة: سماء ممزقة تظلل شعوباً ثلاثة. اليمن الذي رأيناه آخر مرة في العاشر من فبراير، ٢٠١١، صار بعيد المنال. ولولا القات، سيد اللعنات، لما جمع تلك الشعوب من جامع.

———
للتذكير، تدوينة من العام ٢٠١٣:

ببساطة يا بهوات
بمنتهى البساطة يا إصلاحيون، يا حوثيون، يا جنوبيون، يا مؤتمريون، يا أفندية اليسار، يا مثقفينا القوميين، يا أعزائي اللامنتمين، أيها التائهين في المابين..

ببساطة:
إما أن نعيش في تنوع خلاق يخلق الخير العام للجميع
أو سنعيش خارج التاريخ، برابرة على حدود الحضارة لا نصنع شرائح الترانزستور بل عبدالمطلب والوحيشي..

لا نملك ترف العك البيزنطي، ولا الجدل الأفلاطوني المحض

ببساطة، إن فشلنا في إنجاز دولة قادرة على الحياة فلن نكون قادرين على الحياة
نحن نتصارع ليس لأننا نختلف حول النموذج الأفضل للدولة، كما يخيل لنا، بل لأننا نعيش خارج الدولة.

الدولة القادرة على الحياة، الجديرة بإنتاج الخير العام، هي اختراع جماعي
يشارك فيه السلفي والحوثي وشاعر قصيدة النثر. دعوني أقتبس من مايكوفيسكي:
إن قطرة عرق الفلاح
لا تقل أهمية عن قطرة حبر الشاعر.

ببساطة متناهية،
لا توجد قوى تقدمية وأخرى تقليدية
يوجد مجتمع يقع برمته خارج سياق الحضارة وأنساقها المعرفية والأخلاقية والتكنولوجية.

ببساطة متناهية،
المقاتلون الحوثيون ليسو شياطين، هم فقط يتحركون في فراغ كبير، وينصبون المتاريس
يتبادلون الشعور بالفزع مع خصومهم
وجيرانهم في هذا السديم
الإصلاحيون ليسو أبطالاً ولا أشرار
هم فقط يحاولون حراسة الجمهورية التي لم تر النور، ضد خصوم لم يروا الجمهورية يوماً ما

الحراك الجنوبي ليس ثورة، ولا فوضى
هو اختراع نبيل تعرض للسرقة والتزييف في الطريق،
ومثل كل الظواهر اليمنية أصبح خليطاً من الحق والشر والخيال

هذا البلد ملك للأكثر فقراً، فهم الذين لن يتمكنوا من الفرار عندما يتفكك المركب

علي صالح، الحوثي، البيض، الحفري، الاحمر، محسن، اليدومي، وهادي.. لديهم باب “كوريغان” السري..
فعندما كان المرضى يحتشدون أمام عيادة الدكتور كوريغان كان يهرب من باب سري، ولا يجدون له أثراً..

ببساطة، بمنتهى البساطة..

أما أن نخترع الدولة أو ننصب المتاريس
إما التنوع الخلاق أو الحرب الهوبزية
إما المستقبل، أو رياح الماضي

شخصياً لا أنتمي لجهة، ولا لحزب، ولا لقبيلة
ولا أكترث لتوزيعات إنسان ما قبل الدولة الحديثة

لدي معادلة بسيطة أقيس بها المشهد:
عندما تقول لي أمي أنها تشعر بالذعر
أدرك جيداً أن ثمة فائضاً من الخوف في البلد
يصل حتى تخوم القرى..

ببساطة متناهية،
نحن نختلف لنعيش، لنتبادل الخبز والقصائد
وهم يختلفون ليحكموا، ليصبحوا سلاطين تاريخيين، يمارسون الجنس في علب الساونا.
لكننا لم نختلف فقط، بل خضنا حروباً ضد أعداء مجهولين هم نحن. لم تنتج حروبنا سوى مزيد من الوهم، والاستيهام، والعدمية المحضة. يدلاً عن أن ننجز الدولة والمجتمع الحديث فإننا سورنا قبائلنا بالمتاريس.

يخرج المواطن في المكلا، يحدث ذاته عن مدرسة حديثة، وجامعة جيدة السمعة، وجهاز بوليس ضارب. بعد دقائق يرفع صور البيض، الرجل الذي عاش طيلة حياته في التاريخ. وبدلاً عن أن يطالب بدولة حديثة تنجز الخير العام، يذهب في المغارة بحثاً عن سلطان جديد يخون البلد
كما فعل ألف مرة..

الحوثيون فقراء، مساكين، بلا صحة ولا تعليم، ولا مدخرات
لكن الحوثي يعيش كواحد من ملوك ما قبل التاريخ..
يدافع الإصلاحي الفقير عن الملياردير الأحمر
ثم ينام مكروباً لا يملك قرشين للغد
يدافع المؤتمريون عن صالح، وهم لا يملكون تكلفة لقاح الكبد بي لأبنائهم..

نحن ننصب المتاريس ولا يوجد أعداء سوانا.

أما اللوردات فلا يبدو أنهم منتبهون لوجودنا من الأساس.

بمنتهى البساطة،

هذا البلد لن يكون سوى للجميع، بالعدل والقسطاس
أو لن يكون لأحد

وعندما نسقط جميعاً في المنحدر
فلن ينفعنا، إذن، أننا في العذاب مشتركون.

———–

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫48 تعليقات

  1. Nada Ali
    المشكلة اختي انك تناقضين نفسك اخر كلامك يناقض أولة!!
    تقولين ان الزيود اعادوا صنعاء عاصمة اليمن الحديث وترفضين عودة صاحب منزل الا صنعاء الذي بحسب كلامك عاصمة اليمن وليست عاصمة الزيود!!
    نرجوا تحديد كلامك هل صنعاء عاصمة اليمن ام عاصمة الزيود؟؟

  2. Shawqi Hamod Alemrany
    اعتقد اننا سندخل مرحلة الصراع اليمني اليمني بعد توقف التدخلات الاقليمية في اليمن بشقيها ايران والسعودية تماما كما حدث بعد هزيمة العرب امام اسرائيل بقيادة مصر في حرب ٦٧ واتفاق ناصر والملك فيصل على وقف تدخلاتهم في اليمن الجميع كان يتوقع ان تنتهي الحرب لكن الذي حدث ان الحرب اشتعلت اكثر بين الجمهوريين والملكيين انتهت بهزيمة الامامة ثم اتفاق السلام وتثبيت الجمهورية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى