كتّاب

كلما أوقد الأحبةُ نارا…


كلما أوقد الأحبةُ نارا
زادها الله في القلوب استعارا

يا أحبّاء شمسنا وذرانا
نحن لا شيء فاجعلونا كبارا

عَلِّمونا وقوفكم عَلِّمونا
راحة البال عَلِّمونا النهارا

أخرجونا من الركوع سئمنا
رغوة الليل وارتخاء السكارى

أيها الواثبون من كل جرحٍ
كالصباحات دهشةً وانبهارا

ليتنا مثلكم نكون نجوماً
وغيوماً ورقَّةً واقتدارا

ليتنا مثلكم نكون سعيراً
كلما ازداد مُستبدٌّ سُعارا

تصبح الأرض جمرةً حين نغلي
وخطانا على الدروب شَرارا

وإذا الريح أغضبتنا وقفنا
نكسر الريح لا نكون انكسارا

أيها النازفون في كل أفقٍ
كنتمُ البرق حين كنّا غبارا

كنتم الماء يوم كنا سرابا
والنبيين حين كنا حيارى

في تراب البلاد نحن اندثرنا
وشبعنا من البلاد اندثارا

أصبحتْ أرضنا يباباً وأمست
خضرة العشب في العيون اصفرارا

أجدبتْ روعة الزمان فجئتم
من علاكم سحائبا وانهمارا

تغسلون الجبال من كل رجسٍ
وتُحَلّون بالغناء البحارا

أثمرتْ هذه القلوب شموسا
في بلادي وأزهرتْ جلّنارا

أيقظتنا وطيرتنا وصارت
أنفس الثائرين فينا ثمارا

هذه ربوةٌ وهذا شهيدٌ
من هناك امتطى السماء وطارا

كل شبرٍ أراق فيه شهيدٌ
دمهُ صار كعبةً ومنارا

مثلما توجع البلاد بنيها
يوجع الأرض كل نجم توارى

إنّنا لا نَموت إلّا لأنّا
نرفض العيش رُكَّعاً أو صغارا

كلما ضاقت البلاد علينا
زاد ظلم الطغاة فيها انحسارا

أيها الطارئون ليس غريبا
أن تكونوا عبوَّةً وانفجارا

كل هذا الخراب ظلّ دخيلٍ
لم يجد غيرهُ الخراب إزارا

بربريُّون من بقايا قريشٍ
حوّلوا الأرض كلها قندهارا

نحن أهل التراب أهل السواقي
أهل هذا الهواء حيث استدارا

نحن أهل النشيد حين نغني
يصبح الرمل في الشفاه عذارى

نحن أهل السفوح والريح فيها
أهل هذي البروق تقدح نارا

أهل هذي البلاد نحن فمن ذا
لا يرى الروح صورةً وإطارا

تتجلى بنا الجبال وتعلو
في العيون الضفاف.. تعلو افتخارا

يذهب الموت بالنفوس ويبقى
دَمُنا الحرُّ للبنين ديارا

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى