كتّاب

في ربيع العام ١٩٤٨ هاجمت عصابات الهاغانا، الصهيونية، قرية دير ياسين….


في ربيع العام ١٩٤٨ هاجمت عصابات الهاغانا، الصهيونية، قرية دير ياسين.
تقع دير ياسين على بعد ٥ كم من القدس، ويسكنها حوالي ٦٠٠ نسمة.
قتلت الهاغانا ٢٠٠ من أهل القرية وفرّ الباقون.
جريمة دير ياسين أخافت السكان العرب، وأغلبهم قرويون، فهربوا تاركين قراهم خلف ظهورهم.
تدهورت الأمور وحدثت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى بعدها بأسابيع قليلة (مايو، ١٩٤٨). قصفت المقاتلات المصرية تل أبيب، وزحفت الجيوش العربية على فلسطين. بدا أن المعركة ستحسم خلال وقت قصير، غير أن ذلك لم يحدث. انهار كل شيء وحققت الدولة الإسرائيلية، التي لم يكن عمرها قد تجاوز السبعة أشهر، أخطر انتصار في تاريخها.

حدث التهجير الأول بسبب الصدمة والرعب، بنموذج الخوف الذي قدمته دير ياسين.

أبلغ قادة إسرائيل، آنذاك، الأميركان بأنهم مدينين لمجزرة دير ياسين، فقد أفسحت لهم الطريق ووفرت عليهم عناء تهجير مسلّح

تذكرت تلك القصة البعيدة وأنا أرى كيف يتداول المحتلون، ومساندوهم، قصصاً عن “همجية” المقاومة الفلسطينية التي تقتل أطفال المستوطنات وتغتصب أمهاتهم. فروا من المستوطنات، وسيكون من الصعوبة بمكان إقناعهم بالعودة مستقبلاً. سيأتي الهمجيون بالمظلات أو من الأنفاق وسيتقتلونكم ويغتصبون أمهاتكم. كأن التاريخ يعيد نفسه ويوزع الأدوار والأوراق. على أن وحشية الهاغانا حقيقة تاريخية، وهمجية المقاومة قصة إعلامية. تعيد المقاومة الحديث عن اختراقات واستبدال مقاتلين بآخرين لليوم الخامس على التوالي. أي أن باباً ما إلى المستوطنات لا يزال مفتوحاً ولا بد من الهجرة. تتأسس فكرة نفسية تقول إن الفلسطينيين يسهرون ليل نهار من أجل اكتشاف أقصر الطرق إلى المستوطنات، ومتى ما استطاعوا فإنهم سرعان ما يهبون إلى قتل الأطفال واغتصاب الأمهات.
هكذا يجني الصهاينة على أنفسهم ويهجّرون شعبهم بأنفسهم.

الصراع الراهن غيّر إلى حد عميق في كل مجريات اللعبة، وليس أهم ما تغير أننا -بفعل الأسرى- سنشهد سجوناً إسرائيلية فارغة لأول مرة، وربما غلافاً فارغاً حول غزة. وأهم من كل هذا: ضجيج الحضور، بتعبير درويش. عودة محلقة للمسألة الفلسطينية على المسرح الدولي.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫28 تعليقات

  1. لم تعد حماس مقاومة شرعية استاذنا الكريم، بل اصبحت منظمة ارهابية في ‏نظر اغلب دول  العالم ، تفريغ سجون إسرائيل من الفلسطيين مقابل ١٥٠ اسير ، سينتهي بمصلحة اسرائيل!

  2. شكرا جزيلا لك، تبعث فينا الأمل في الوقت الذي يتدفق إلينا الإحباط واليأس من كل مكان ،
    أسأل الله العون والسداد والنصر لإخواننا الفلسطينين

  3. نسبت صحيفة واشنطن بوست إلى البيت الأبيض تراجعه عن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن رؤيته صورا لفظائع مزعومة خلال هجوم حماس. وبحسب الصحيفة فقد قال البيت الأبيض إنه “لا بايدن ولا أي مسؤول رأى صورا أو تأكد من صحة تقارير بشأن قطع إرهابيين رؤوس أطفال”
    للمزيد:Aljazeera.net

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى