كتّاب

ما تبقى لتعز من خيارات


ما تبقى لتعز من خيارات
مروان الغفوري
—————

تقع تعز في الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب اليمني. إلى الشمال من تعز تعيش سلاسل قبلية ممتدة حتى الحدود السعودية. داخل تلك السلسلة القبلية تشكل الحروب، بالاستناد إلى ما يقوله التاريخ حتى الأمس، الحرفة اليدوية الأكثر متانة. حتى إن الرجل لا يغدو رجلا كاملاً ما لم تكن “رائحته بارود”. وقد اختبر الجيش المصري في ستينيات القرن الماضي، والجيش السعودي خلال العامين الماضيين، ما معنى أن تخوض قتالاً ضد أناس تشكل الحرب إغواءهم التاريخي.

إلى الجنوب من تعز ثمة سلسلة أخرى من القبيلة، وحواضر تهيمن عليها القبيلة باستمرار، أو تهدد استقرارها. في الحقبة الانجليزية شكلت الحامية البريطانية حائطاً ضد اختراق القبيلة الجنوبية لعدن، مفسحة المجال للحرفيين والتجار القادمين من تعز لمنح عدن الدم الساخن الذي تحتاجه تلك المدينة الأعجوبة.

المزاج الانفصالي المتصاعد في جنوب اليمن، سياسياً وشعبوياً، يشكل تهديداً وجودياً لتعز. فتعز محافظة كبيرة، يشكل سكانها ما يقرب من ١٧٪ من اليمنيين، وهي بحاجة إلى الأسواق والموانئ والمطارات والأحزاب. ولا يمكن لمحافظة مدنية الطابع، بحجم سكاني بالغ الضخامة، أن تعيش خارج أبواب الجنوب وأمام السلسلة القبلية الرهيبة إلى الشمال دون أن تختنق أو تتفكك إلى ظواهر عنف متناسلة، إرهابية أو مافوية أو خليط من الاثنتين.

وبخلاف عدن، التي لا تزال عرضة لهيمنة التشكيلات القبلية المنحدرة من الضالع وأبين، فلم تعد تعز جزءاً من أي قبيلة، ولا تحت تهديدها، لكنها مرشحة للتفكك على طريقتها. لقد توطدت فيها الحواضر المدنية خلال مراحل متتالية من الجهد الاجتماعي الجماعي. فقبل ربع قرن انتهت عملية تمدين طويلة في عدن بقتال مرير على الهوية “القبلية”. بينما انتهت محاولات ربع قرن لـ “قبيَلَة” تعز بانفجار ثورة ١١ فبراير.

تنتمي تعز جغرافياً إلى الجنوب، وسياسياً إلى الشمال. لكنها محافظة تموضع نفسها ـ حتى على مستوى الخطاب الشعبي اليومي ـ داخل دالة اليمن، وتضر بها تقسيمات الجغرافيا كما تخنقها النتائج البدائية للسياسة. فهي تهاجر شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً داخل اليمن، حتى إن الأجيال الجديدة من المهاجرين التعزيين إلى جزيرة سقطرى أصبحوا يتحدثون السقطرية. ثمة ديناميكية دائمة في تعز، في عاصمتها، مدنها الصغيرة المتباعدة، كما في ريفها.

وعلى الدوام تربي الأسرة أبناءها على اكتساب الجدارة الحرفية والاحترافية حتى يصيروا قادرين على الهجرة إلى مدن أخرى والمنافسة هناك. فهي تفيض إلى خارجها باستمرار، وتخلق إنساناً صالحاً ليكون إنسان مدينة أخرى. شاهدت المُكلا نهاية تسعينيات القرن الماضي وهي تصبح، شيئاً فشيئاً، مدينة تعزية. ورأيت مظاهرة صغيرة في المدينة كان أحد قادتها الشعبويين يصرخ عبر مكبر صوت: سيظل الشمالي شمالياً والجنوبي جنوبياً حتى قيام الساعة. لكن التعزي في المكلا، آنذاك كما هو الآن، يتحرك خارج تلك التقسيمات، فهو صاحب حرفة يبحث لمهارته عن مشترٍ، ويصبو لتحويل معرفته إلى مادة.

في العام ٢٠٠٧ رفعت حوالي ٢٧١ شخصية جنوبية رسالة إلى الرئيس السابق صالح، كما نشرتها صحيفة الأيام ذلك الحين. كانت الرسالة تتحدث عن السطو على ٤٢ ألف قطعة أرض في المنطقة الممتدة من لحج إلى عدن. تقول الرسالة “ناهيك عن الأراضي الواسعة التي نُهبت في حضرموت وشبوة”. بعد ذلك قالت لجنة شكلها صالح، برئاسة باصرة، إن واحداً من كل ثلاثة ممن نهبوا الأرض في الجنوب هو جنوبي. لقد أدت الحرب التي خاضها “كل الشمال، وثلاثة أرباع الجنوب” ضد الجنوب، بحسب تعبير عيدروس النقيب، إلى وضع في الجنوب تصبح فيه تعز هي أكبر الخاسرين.

في الجنوب يجري الحديث عن البرابرة الشماليين، المهوسيين بسرقة الأراضي والموانئ. على الأرض، في الشوارع والمؤسسات، لا تجد أولئك الشماليين البرابرة، فقط يمكنك رؤية حرفيين تعزيين يحملون مهارة تزيد أو تقل على أكتافهم، غير معنيين بذلك المستوى من الصراع. وبطريقة ما فإن على أولئك الحرفيين المُحايدين أن يدفعوا الثمن نيابة عن البرابرة.

قبل عشرة أعوام نشر ياسر العواضي مقالاً على مأرب برس قال فيه إنه التقى في فندق عدن شيوخاً من عمران، قالوا إنهم متواجدون في المدينة لتسوية خلافاتهم البينية حول أراضي ثمينة في عدن. فاللصوص، الذين تسببوا في صناعة الأزمة على ذلك النحو المأساوي، كانوا وسيبقون خارج دائرة الضوء. وفي أفضل الأحوال كان ممكناً رؤيتهم لدقائق بسيطة في بهو فندق عدن، أو فنادق أخرى خارج الحدود. ففي مقابلة أجرتها المجلة الشهرية الكندية “فايس”، المتخصصة في شؤون الجنس والعنف والمخدرات، مع تاجر جنس أوكراني يعمل في دبي قال الرجل للمجلة إن شيخاً يمنياً طلب إلى جناحه الكبير في الفندق ثلاثين امرأة أفريقية ومقداراً من الفياغرا “كافٍ لقتل فيل”، طبقاً لكلمات التاجر. على الحرفي التعزي أن يدفع الضريبة نيابة عن أولئك التايكونات البرابرة، وأن يطرد خارج أرض الجنوب بوصفه “دحباشياً” يسرق اللقمة والأرض، وأن تدفع قبائل الشمال المزيد من رجالها لقتاله بوصفه داعشياً، كما تقول التعبئة الهاشمية/ العفاشية في الشمال.

كانت ثورة ١١ فبراير اختراعاً تعزياً، في الأساس، وبقيت كذلك فيما بعد عندما ذهب الآخرون يتساءلون عن جدواها، وقد حدث كل هذا الخراب في السنوات التي تلتها. فلا يمكن للمحافظة الكبيرة أن تعيش بملايينها الديناميكية سوى ضمن دولة يسودها القانون وتبقى أبواب كل مدنها مفتوحة. المحافظة الكبيرة بحاجة إلى وطن كبير تعيش بداخله، وكانت ١١ فبراير اقتراحاً جماهيرياً كبيراً سرعان ما التحق به قطاع واسع من اليمن، بما في ذلك جزء من القبيلة.

استطاع الحوثي، مدعوماً بطبقة واسعة من الهاشمية المدينية، إنعاش المذهب الزيدي في الشمال. صعد الحوثي بالمذهب لدرجة جعلت منه مذهباً محارباً أو مستعداً لخوض الحرب متى ما أذن له سيد هاشمي. عمل الحوثيون على استبدال المناسبات الجمهورية بمناسبات مذهبية، واستطاعوا تفريغ الجمهورية لصالح المذهب، وكان صالح معيناً لهم في ذلك. فالجمهورية جزء من المذهب، وليست مهيمنة عليه، في تقدير صالح للجمهورية. هذه الصورة المتبقية من الجمهورية سيتعذر على تعز أن تكون جزءاً منها. وبعزلها عن الجنوب فإن شكلاً متوتراً من العلاقة، ربما تكون الطائفية إحدى محركاتها، هي ما سيطبع اتصال تعز بالجمهورية في الشمال. ستتورط تعز في علاقة استنزافية مع الشمال، بشكل ما.

ولأن الجنوب مرشح لأن ينزلق إلى قبيلة أو جمهورية خوف، فإن نظاماً فاشوياً في الجنوب، ملامحه آخذة في الظهور، سيغلق كل الأبواب في وجه تعز، غير عابئ بشيء. سيبقى الشمال متجهاً إجبارياً أمام تعز، ولكنه شمال آخر، مفرغ من القضايا المركزية التي خاضت الحركة الوطنية صراعاً لأجلها.

يشكل انفصال اليمن تهديداً مصيرياً لتعز، على نحو خاص. ولا يمكن لتعز أن تقف على قدميها ما لم تكن مستندة إلى عدن، وما حولها. فقد بنَتْ تعز لنفسها عمقاً هناك على مدى مئات السنين، حتى إن محكية محلية مشتركة طبعت تلك العلاقة.

المزاج الانفصالي المتنامي في الجنوب، والطابع المذهبي الآخذ في التمدد شمالاً يضعان تعز في عزلة، ويطبقان عليها الحصار. ينكر الجنوب يمنيته، ويحول الحوثي شمال اليمن إلى مذهب. وفي الفالق بينهما تقف تعز، تقاتل بمرارة دفاعاً عن اليمن الذي تعرفه.

مدونات الجزيرة

ما تبقى لتعز من خيارات

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫25 تعليقات

  1. والله أبناء تعز لو يلتموا ويدقوا الحوثي حجار بس بيخرجوه حافي القدمين .. نحنا في عدن في الحرب كنا على قلب رجل واحد وهكذا انتصرنا .. اما تعز للأسف الشديد فيها مناطق بحالها متحوثه مش اﻻ افراد !! اجتمعوا ستنتصروا

  2. مصيبه ابناء. تعز وانت منهم في خدمة مطلع مباشر وغير مباشر وما يحدث اليوم تعز من انقسامات كلها في نفس الاتجاه ولاء عفاشي وولاء احمري وولاء حوثي كلكم لاتخرجون عن هذا المثلث اما تعز حقيقة لها الله وحده والمساكين من ابنائها،نعيب زماننا والعيب فينا ومالزماننا عيب سوانا

  3. حقيقة مؤلمة
    عرفت الداء والدواء
    وان كان الداء مؤلم
    والدواء شبه منعدم
    ولكن هذا قدر وضريبة المدينة التي تسبق الكل بالتمدن لتواكب الحاضر
    وخيارات الحل احلاهما مر
    أما أن نتمذهب وعندها سنجيد النحيب والبكاء أكثر منهم
    أو أن نتمنطق ونشكل أكبر منطقة لتكتل الإجرام والعصابات
    وعندها سيتاذا الكل شمال وجنوب

  4. المفروض ان تتبنى تعز المشروع الوطني وتدافع عنه، لا ان تكون جزء من مشاريع اخرى وساحة للحرب وتصفية الحسابات بين احزاب وقبائل شمال الشمال
    انتم مثقفين تعز اكثر من خان تعز، بدلا من ان تدفعوا عن مدينتكم وعن الجمهورية، اصبح معظمكم ادوات في يد الاصلاح والدنبوع والحوثي وعفاش

  5. اذن ماهو مشروع تعز بين هولاء
    تعز تقاتل عن الجمهوريه هذه كذبه يتداولها ساده المعبد الصنعاني تعز خذلها الجميع وتتألم لحالها شنت قبيله النكف (حاشد)عليها حررب ضروس بالامس كانت حاشد كما يزعم احد مشايخها انه ليس خائف من احد وهذه قبيلته الجنوبيين اطلقو على الشماليين برابره لم يقصدوا ابنا تعز هم يقصدون الاسر الاقطاعيه بالهضبه واتمنى كنت تذكر احد منهم في منشورك مايحدث في تعز حاليا” من بلطجه وقتل الابرياء والاستحواذ على مؤسسات الدوله هذه صفه دخيله على تعز اتى بها خريجين مدرسه الهضبه تعز لديها ميناء المخا ولو استثمر بعيدا” عن الاسر الإقطاعية شمال الشمال لاصبحت تعز ثاني عاصمه اقتصاديه بعد عدن
    السؤال ما هو مشروع تعز تعز لايوجد من يمثلها تابعه فقط لتنظيرات الحركات المتطرفه اتفق مع سعيد ثابت في منشوره هذا اثناء حوار الكويت

  6. مقال جميل لكنه أغفل عن قصد النبرة الطائفية التي تنبعث روائحها من أفواه الكثير من أبناء تعز
    تعز ﻻ يمكن ان ينكر عاقل فضلها على اليمن قاطبة بيد ان مناطقيتها ضد كل ما هو من (مطلع) او ضد كل ما هو (زيدي) يسبب للمدافعين عنها حرجا كبيرا.

  7. ما يحصل في تعز انها الان كالنار تأكل بعضها . وخيار تعز الوحيد ان تضع السلاح وتحارب بالكلمة والعمل وان تجعل لنفسها استراتيجية خاصة لان الحوثي او غيره على علم انهم لن يستطيعوا حكم تعز مذهبيا وهذا واضح حتى ايّام حكم الأئمة فكانت تعز شافعية ولَم يتجراء الأئمة على فرض المذهب الزيدي عليها مابالك بالوضع الان في عصر التكنولوجيا . فيجب ان تكتب ماذا يجب على قيادات تعز عمله وماذا يجب على القاعدة الجماهيرية من التفاف حول المخلصين وفرض خياراتهم على ارض الواقع

  8. الله عليك يادكتور ظلمت الكتاب والمحللين بعدك.. أنا أفدي الحالمة التي أنجبت خيالك الواسع وجبل صبر الذي رشد فيه كل هذه القدرة التحليلية العميقة.. سيحسدونك يا تعز كيف لا ومنك الغفوري وأمثاله من المبدعين. ولك الله يا تعز المعركة الوطنية الدائمة التي لا تنتهي..

  9. الا تعتقد كي تخرج تعز من المأزق يجب البحث بشكل جدي عن استراتيجيات اخرى قد تكون مجنونة على المدى القريب ولكنها على المدى البعيد قد تصبح فعالة، خذ مثلا الاستراتيجية التي اتبعتها هونج كنج مثلا، ضلت في البداية قلقة من موضوع الخروج من تحت التنين الكبير، لكنها رمت خوفها بعيدا، وهي كما ترى، أيضا سنغافورة، لها قصة مشابهة، في المجمل يجب التفكير باستراتيجيات غير مألوفة. هرمنا

  10. يجب على تعز الاتحاد مع بقية المحافظات الشماليه ومحاربة الانفصاليين وهذا لن يستغرق كثيراً وبهذا نحافظ على وحدة اليمن وهذا حل اضطراري وليس مرغوب فيه

  11. ماذا تقصد بهذا الجزائية

    المزاج الانفصالي المتصاعد في جنوب اليمن، سياسياً وشعبوياً، يشكل تهديداً وجودياً لتعز. فتعز محافظة كبيرة، يشكل سكانها ما يقرب من ١٧٪ من اليمنيين، وهي بحاجة إلى الأسواق والموانئ والمطارات والأحزاب. ولا يمكن لمحافظة مدنية الطابع، بحجم سكاني بالغ الضخامة، أن تعيش خارج أبواب الجنوب وأمام السلسلة القبلية الرهيبة إلى الشمال دون أن تختنق أو تتفكك إلى ظواهر عنف متناسلة، إرهابية أو مافوية أو خليط من الاثنتين.

  12. ماذا تقصد بهذه

    المزاج الانفصالي المتصاعد في جنوب اليمن، سياسياً وشعبوياً، يشكل تهديداً وجودياً لتعز..!!
    _________________

    الجنوب لا يريد الإضرار بتعز ولا بغيرها ، الجنوب يريد ان يعيش بعيدا عن برابرة الشمال وإن وجد لدينا برابرة في الجنوب فسيسهل تربيتهم ، لماذا تفسرون انفصال الجنوب هو تهديدا وجوديا لتعز ؟ ما هذا الفكر الداعشي الي طفح دون فتح الغطاء ؟ ثم من قال لك اننا سنمنع حرفيي تعز وعمالها من دخول الجنوب في حال انفصلنا ؟!

  13. قبل ان تحمل مشرط التشريح
    لتعز، كان الاولى بك تعرية ماسآة
    تعز..
    تعز محاصره من احمر سنحان
    ومن الداخل محاصره من احمر
    عمران، وهم من يقتلو سكانها..
    الهروب من حالة تعز اليوم الكارثه،
    وتصوير الاوضاع فيها وكانها مجرد مشكله لسكانها الباحثين عن سوق عماله في محافظات اليمن، هذا تبسيط غير صحيح..
    تعز تقصف وتدمر اليوم والان وليس للجنوب يد بذلك، كما رددت انت بمقالك الذي صورت فيه المشكله ب”فوبيا الانفصال”..
    الفرص التاريخيه لاتتكرر
    وتعز دنت لها الفرصه من اوسع ابوابها ان تحمل سيف الرفض بوجه المستبد الزيدي “وهذه وحدها الحقيقه وليست الهروب للوهم ومعاداة جنوب لم يعتدي عليهم”..
    ان ضاعت الفرصه، ستعود، تعز، لطاعة الشيخ الصغير لمائة عام اخرى

  14. يعني تشتوا عدن حديقة خلفية لتعز … هههههه أبناء عدن أنفسهم مش محصلين و ضائف في عدن و أنت تشارع على أهلك أصحابك تعز أن عدن يجب أن تبقى سوق لتعز … هذي قدها دعوة للاحتلال … هذي مجنانة مثقفي تعز.
    إلا هجعوا و خلوكم من عدن وخلوها منكم و تفرغوا للحوثيين بدل ما يلهفوكم

  15. تعزالامس ليست تعزاليوم فاليوم هي تمثل غزوان وسرحان وجامل كل الانحطاطيين والسفله الذين يمسكونها من خاصرتها ورقبتها بغرض إبقائها مستعمره لمصالح ونزوات اسيادهم تعز أصبحت مرتع للمتشردين من الساسه

  16. تعز لها الفضل في النهضه وحركة السوق الجنوبي في كل المجالات عمال مستثمرين طلاب ودكاترة..ووالخ لكن بالامس في عدن نسال عن البنك وصرف عمله يجيبني الموظف ويقول روح انت وارجع تعز!!

  17. من المفرح لي أن أشهدك يادكتور وأنت تناقش الوضع اليمني، وخصوصاَ التعزي بشكل جدي.
    التحليل الذي سقته صائب في نتائجه ولكن لايكفي تعديد النتائج لحل المشكلة.
    البعد الجمهوري في جنوب شبة الجزيرة العربي هو وجود مُهدد لكامل المحيط الملكي, وإذا نظرنا للأمور بهذه الطريقة نستطيع تفسير استدامة الحرب وعدم حسمها، وأن نفسّر تنامي الوجود الإنفصالي السياسي في الجنوب.
    من دعم الإمام بحرب الجمهورية واستضافه بعد هزيمته هو نفسه الطرف الذي يريد إعادته بصورة أو بأخرى.
    المتآمل في الواقع يكتشف مدى عمق وخبث هذه المؤامره، أنا لا أدّعي أن كل ماحصل في اليمن هو نتيجة التآمر الإقليمي، ولكن من الغباء أيضاً الفشل في تحديد نوع وحجم المعركة التي تخوضها الجمهورية اليوم خصوصاً في جبهته المشتعلة تعز.
    وبخصوص تنآمي التيار المذهبي في الشمال فعلى الجميع أن يعلم خطأ هذا، إن الحركة البهلوانية الذي يقوم بها المذهب اليوم إنما هي رقصة الديك المذبوح.
    ومن الغباء الإعتقاد بأن اليمن الجمهوري سُيهزم أمام المشروع الإمامي الحقير, ومن الغباء أيضاً أن تُهزم اليمن الجمهورية أمام اليمن المشطّره.
    هناك حركة تغيير حصلت في اليمن ولن تتوقف، وعلى جميع من يعول على هذه الإرهاصات في إسقاط اليمن الجمهوري الموحد أن يتذكر أن الثورة الفرنسية التي كانت في محيطها الملكي خاضت مثل هكذا إرهاصات ولكنها لم تهزم، ولم يحدث قط أن أُعيدت جمهورية إلى مملكة.
    مايعول عليه الوسط الخليجي هو أن تقام دولتين جمهوريتين متناحرتين مؤدية بذلك إلى تأخير الوهج الجمهوري في الخليج نفسه.
    اليمن الجمهوري يُحارب، سوريا الجمهوريه تُحارب, العراق الجمهوري يُحارب, مصر الجمهورية تُحارب, أيضاً ليبيا الجمهورية تُحارب، والإستقرار وحده من نصيب الممالك.
    وكأني أرى الخارطة الأوروبية أمامي ولا استطيع تخيل إلّا ذات النتيجة التي حصلت هناك.

  18. الدنبوع العظيم( الرائي) جاب الحل من بدري من زمان ..الفيدرالية هي الحل ..
    قالها وراح يكمل نومه ومنتظر لما اليمنيين يكملوا مشارعيهم الفقاعية..ويرجعوا بالاخير6 يطبقوا كلامه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى