مكونات الذكاء معروفة. من ضمنها الطلاقة اللغوية والمعرفة…

مكونات الذكاء معروفة. من ضمنها الطلاقة اللغوية والمعرفة العامة وقوة الذاكرة والقدرة على التفكير المنطقي والتفكير المجرد. ويُقاس الذكاء بواسطة إختبار معتمد معترف به يسمى IQ test. نتيجة هذا الإختبار درجة رقمية تتراوح بين صفر وحوالى ١٦٠. متوسط الدرجات عموماً هو ١٠٠، وتقع درجات أغلبية الناس بين ٨٥ و ١١٥. القلة الذين يحصلون على درجات أعلى من ١١٥ يعتبرون أذكياء، أما من يحصلون على درجة أقل من ٨٥ فيعتبرون محدودى الذكاء.

بعض الأشخاص يرفضون الإفصاح عن نتائج إختباراتهم، لا سيما إذا لم تكن مدعاة للفخر. ومن بين أولئك الرئيس ترامب الذى يحتفظ بنتيجة إختباره سراً دفيناً، ويهدد الجهات التى تعرفها إذا أفصحت عنها. لكن الخبراء يستطيعون تخمين نتيجة ترامب من تحليل أحاديثه وسلوكه فى المؤتمرات الصحفية. فهم يحسبون، على سبيل المثال، نسبة الكلمات التى تحتوى على مقطعين أو أكثر، ويحللون قدرة المتحدث على التعميم والتمييز، وقدرته على الربط بين السبب والنتيجة، وغير ذلك من عناصر المنطق.

وبناء على هذا التحليل إستنبط المختصون أن معدل ذكاء ترامب حوالى ٨٧، أي أعلى قليلاً من الغبي، لكنه تحت المتوسط بكثير. والسؤال الذى يتطرق إلى الذهن هو كيف إستطاع شخص بهذه القدرة المحدودة أن يصبح ثرياً، وأن يدير حملة إنتخابية فعالة، وأن يسيطر على عقول ٧٠ مليون مواطن؟

تفسير ذلك أن الإختبار المذكور يقيس ما نسميه بالذكاء الأكاديمى، أي القدرة على الدراسة وتعلم المهن المبنية على المعرفة، (مثل الهندسة والطب والمحاماة إلخ). لكن هناك أنواع أخرى من الذكاء مثل الذكاء الشوارعى الذى نجده عند النشالين والنصّابين وقارئات البخت ولاعبى الثلاث ورقات. كما أن هناك عوامل أخرى غير الذكاء تساهم فى النجاح السوقي، منها قوة الإرادة وتقبل المخاطرة وإمتلاك رأس مال فى بداية الحياة.

أما تملك عقول الملايين من البسطاء فهو ليس نتيجة لقدرات ترامب الذهنية، بل لأنه يجسد ميولاً أخلاقية شائعة بينهم، مثل الطمع وعبادة المال وتصديق الأوهام والعنصرية والهوس الدينى وغير ذلك.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات