قضايا المرأة

ينتشر في كثير من المجتمعات فِكر أن التعنيف بوجه عام أمر بديهي أساسي للحياة كنوع …


ينتشر في كثير من المجتمعات فِكر أن التعنيف بوجه عام أمر بديهي أساسي للحياة كنوع من أنواع الإصلاح والردع عن فعل شيء قد لا يبدو صحيح. ويُعَرّف العنف بصفة عامة أنه استخدام غير قانوني أي أنه لا يليق بالشكل المجتمعي الذي ينبغي أن يكون عليه، أو التهديد من أجل التسبّب بالضرر والأذى للآخرين.

و يُعرّف العنف أيضاً في علم الاجتماع على أنّه اللجوء إلى الأذى من أجل تفكيك العلاقات الأسرية؛ كالعنف ضد الزوجة، أو الزوج، أو الأبناء، أو كبار السن، سواء كان ذلك من خلال الإهمال، أو الإيذاء البدني، أو النفسي، أو العنف الأخلاقي، وفي تعريف آخر للعنف هو أيّ سلوك عدواني يُمارسه فرد، أو جماعة، أو طبقة اجتماعية معينة هدفها استغلال أو إخضاع الطرف المقابل ذي القوة غير المتكافئة سياسياً، أو اقتصادياً، أو اجتماعياً، كما يُعرف على أنّه سلب حرية الآخرين سواء حرية التعبير، أو حرية التفكير، أو حرية الرأي، ممّا يؤدّي إلى أضرار مادية، أو معنوية، أو نفسيّة.

ومن أهم ممارسات صور العنف هو العنف الأسري، وهو ما يحدث بين أفراد الأسرة الواحدة، وهو سلوك يُراد به إثارة الخوف، أو التسبب بالأذى سوآء كان جسدي، أو نفسي، أو جنـــ-سي دون التفريق بين الجنـــ-س، أو العمر، أو العرق، وتوليد شعور الإهانة في نفس الشريك، أو إيقاعه تحت أثر التهديد، أو الضرر العاطفي، أو الإكراه الجنـــ-سي، ومحاولة السيّطرة على الطرف الأضعف باستخدام الأطفال، أو أحد أفراد الأسرة كوسيّلة ضغط عاطفيّة للتّحكم بالطرف المقابل، وعادة ما يفقد ضحايا العنف الأسري ثقتهم بأنفسهم، وينتابهم الشعور بالعجز، والقلق، والاكتئاب الذي يتطلب تدخُل طبّي لعلاج هذه الآثار.

تم تصنيف العنف الأسري أنها جريمة جناية أي يُعاقب عليها القانون ويُعرض صاحبه للمسائلة القانونية وهذا يندرج ضمن قوانين العنف الأسري أو العائلي.

وللعنف الأسري عدة دوافع منها الاجتماعية وهي التي تتعلّق بالعادات والتقاليد والمعتقدات الاجتماعية؛ كحق الرجل فعل ما يشاء بأفراد أسرته، دوافع اقتصادية والتي تتمثل في: عجز الأسرة عن توفير احتياجات المعيشة؛ بسبب ضعف الموارد وتدنّي مستوى الدخل. حدوث نزاعات بين أفراد الأسرة؛ لعدم الاتفاق في كيفية إدارة موارد الأسرة. حدوث نزاعات بين الزوجين ناتجة عن كيفية إدارة راتب الزوجة، وإمكانية إضافته إلى ميزانية الأسرة. تدهور الظروف الاقتصادية لوقوع حادث مفاجىء لأحد أفراد الأسرة، أو تعرّض الأسرة لخسارة مالية غير متوقعة.

أما الدوافع الذاتية والنفسية وهي التي التي تنبع من داخل الإنسان وتدفعه نحو ممارسة العنف، ويُمكن تلخيص هذه الدوافع في صعوبة التحكّم بالغضب، وتدنّي احترام الذات، والشعور بالنقص، واضطرابات الشخصية.

يترتب الكثير على العنف الأسري ويُعد سبباً في إحداث آثار اجتماعية وأسرية سلبية نتيجة الاعتداء والتهديد، ومن أهمها: التفكك الأسري، الطلاق، العداوة الاجتماعية وجنوح الأحداث واضطراب أمن المجتمع. لذلك؛ فهناك عدة تدابير للتخلص من العنف الاسري والوقاية منه، أهمها: برامج توعية مجتمعية تحرص على إدراك ووعي الشخص- أي أن كان مرحلته العمرية- لحقوقه في المعاملة وحقوقه القانونية أيضاً ومساحته في التعامل باحترام، برامج الوقاية خلال التدخل أثناء حدوث العنف وهذا دور المبادرات التابعة للدولة، برامج الحماية خلال الرعاية اللاحقة وهي التي تهدف لإزالة الآثار النفسية السلبية عقب حدوث أي نوع من أنواع العنف الأسري.

ومن ناحية أخرى؛ كشكل من أشكال التقليل والحد من العنف الأسري، يُمكن القيام بعمل ورش العمل التأهيلية النفسية والاجتماعية أيضاً لتعريف الشخص بحقوقه وما له وتعريفه على القوانين التي تحميه وجعله مضطلع على أسباب ودوافع هذا العنف وكيفية إدراكه عند الحدوث والعلاج والتخلص منه بعد ذلك.

#العنف #العنف_الأسري


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى