كتّاب

يدخل نجيب سرور كلية الحقوق جامعة القاهرة، ولكنه يتركها…


يدخل نجيب سرور كلية الحقوق جامعة القاهرة، ولكنه يتركها ليلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية مع صديقه المقرب كرم مطاوع، ولكنه قبل أن يتخرج سنة 56 كان حديث المجتمع الثقافى.
كانت هناك ندوة فى ” رابطة الأدب الحديث بالقاهرة” ويدخل الشاب الفلاح الوسيم نجيب سرور الندوة دون دعوة، بل وبجرأة يحسد عليها يصعد للمنصة ويلقى قصيدته ” الحذاء”، التى تجد لها صدى فى نفس صلاح عبد الصبور ضيف الندوة الشهرية، ويصبح إسم الطالب سرور معروفا لبعض المثقفين، فمايكاد يتخرج حتى يعين فى العام نفسه فى المسرح الشعبى مخرج وممثل…….
ويبدو أنه فى تلك الفترة قد انضم للمنظمة الشيوعية الأشهر فى مصر ” حدتو”.!!!
وتبدأ الدنيا فى الإبتسام بعد عبوس، ويخرج ويمثل مسرحية ” شجر الزيتون”، وفى نهاية العام نفسه -58- يسافر فى بعثة إلى روسيا لدراسة الإخراج المسرحى، وتبدأ المعاناه.
هنا عايز بس أوضح للأصدقاء إن شخصية سرور مثيرة جدا لدرجة إنى وسط عشرات المراجع اللى بتتكلم عنه، مافيش اتنين متفقين، ومستحيل تقرب بين القصص دى، مثلا حادثة شهيرة جدا زى موته، هل مات سكران ف صندوق زبالة؟ هل مات فى مستشفى المجانين؟ هل مات عند فلاح طيب أخده من الصندوق واستضافه؟ لا دة كان عنده شقة اوضة وصالة اشتراها قبل تلات سنين ومات فيها، لا عند اخوه الكبير، لأ اخوه ندل وكان مقاطعه…………..إلخ.
فى روسيا طلبة البعثة تشتكى للدولة المصرية من نجيب وتتهمه بأنه شيوعى، فى حين إن الشيوعيين هناك غير مرحبين به لأنه مرضى عنه من الدولة ومبعوث لمصر، يخطب نجيب فى جامعة موسكو خطبة طويلة مهاجما النظام الدكتاتورى المصرى، وفورا يتم شطبه من البعثة على نفقة الدولة وإلغاء جواز سفره، ليصبح شريد وبلاوطن، وهنا يتأكد الشيوعيين أنه منهم على الأرجح، وتتكفل جماعة ما بالإنفاق على بعثته بعيد عن الدولة المصرية……………..
سنة 61 يتزوج الشاب الوسيم من طالبة كلية الآداب الجميلة ساشا كورساكوفا، وفى يناير 61 ينجب إبنه الأول الذى يطلق عليه إسم ” شهدى”، وطبعا المقصود هو شهدى عطية المناضل اليسارى الشهير الذى مات من التعذيب فى السجون المصرية وأثار ضجة واسعة وأزمة بين مصر والكتلة الشيوعية، يعنى إعتراف رسمى من الرجل بأنه شيوعى.!!
بعد فترة يعيشها الشاب فى قلق يعلن أنه هدف للمخابرات الإسرائيلية التى تسعى لقتله، و ويرسل لوالده رساله يطالبه بتشريح جثته لو وصلت القاهرة، وينتقل من موسكو إلى المجر ولكن الوساوس تلاحقه، وكذلك الديون برغم عمله فى الإذاعة المجرية، ويرسل إستغاثة لأصدقائه فى القاهرة، وبالفعل يطالب البعض بعودته.
فى 5 يوليو 64 ينشر رجاء النقاش رجاء للحكومة المصرية بعودة سرور – تائبا- عن أفكاره، وبالفعل يرجع ولكن …………إلى السجن الحربى حيث يتعرض لأبشع أنواع العذاب من الصفع والركل والتعليق من خلف والكهربا، ويشك- ساخرا- من أن يكون قد تعرض للإغتصاب بعد تخديره، وهو ماحرمه من متعة الدلال ………………………..


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫13 تعليقات

  1. جهد مشكور حول هذه الشخصية الثريةو المثيرة للجدل، لكن مازلت أريد معرفة سراختيارسرور لهذا الاسلوب ولهذه المفردات في شعره، بعيدا عن أي وجهة نظرأخلاقية، بل من وجهةفنية، فالكثيرمن شعره لم ولن يصل لأن يكون شعرا يقرأه العامة بسبب اختياره لهذا الأسلوب الصادم…تحياتي

  2. طبعا تلك نهاية متوقعه لكل من يحارب الظلام ولكن واضح ان تلك كانت أقوى منه ونشكرك لانك اقمته من الموت لكي ما نعرف تاريخنا القديم والمتعم عليه

  3. انا مقرتلوش غير الاميات…وقبلها مكنتش اعرف معاناته ولا حياته بس لما قريتها حسيت جدا انها صرخه واحد فاقد الامل في كل حاجة والصراحة القصيده جميلة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى