كتّاب

وليد الجمر | قصة اثنين جنود يمنيين واحد من تعز و الثاني من صعدة الجندي اليمني موعود الموالي


قصة اثنين جنود يمنيين واحد من تعز و الثاني من صعدة
الجندي اليمني موعود الموالي من تعز
و زميله الجندي مملوك عبادي من صعده
في منتصف الثلاثينات من عُمرهم
لكنهم يوماً ما إفترقوا بسبب الحرب
جارت عليهم الايام و الظروف و ظلم وحوش البشر
يقاتلان يحاربان يستبسلان
الجندي مملوك عبادي قالوا له اذهب و قاتل من أجل وطنك ولك الجنه
اما الجندي موعود الموالي من اجل يزداد حماساً قالوا له حارب للدفاع عن دينك

يوم من الايام دخل الجندي موعود على قائد الكتيبة في دشمته
يستأذنه بالنزول إلى السوق
و في أثناء حديثه …
اخرج جميع القرون (مخازن الذخيره )التي بحوزته
كلها فارغه !!
الضابط يتعجب من هذا المشهد
الجندي موعود يقتلع آخر مخزن للذخيره من على بندقيته
شوف يا فندم حتى هذه فارغه
بعت كل الذخيره
لم يتبقى لي سوى طلقه واحده
هي في بندقيتي ببيت النار محشوّه

الضابط: وما هو المطلوب مني يا جندي موعود
الجندي: سيدي ماذا لو أقصد السوق ابيع البندقيه
او حتى ارهنها حتى تفرج الرواتب
الضابط: لماذا فعلت هكذا يا جندي ؟! سأعاقبك و الويل لك
الجندي : سيدي اطفالي منذُ شهرين ياكلون خبزاً (بالسحاوق)
وكلها صدقات من جيراننا المعدومين مثلنا
اطفالي يصرخون بطوننا احرقتنا جوعاً

يقوم الضابط متأثراً بالموقف
يأمر بإستدعاء بقية زملائه
تعالوا يا شباب … زميلكم في حاجه
كل واحد يساعد بقدر ما يستطيع
هيا تحركوا وكل منكم يخرج جزء من ذخيرته ،
الجنود ينظرون إلى وجوه بعضهم
و السكوت يخيّم على الجميع
يتقدم احدهم إلى الضابط ليتحدث نيابةً عن زملائه
سيدي عن اي ذخيره تتحدث
اخر خمس رصاصات بعتها قبل أربعة أشهر
وكلنا جميعاً​ لم تحتمل قلوبنا جوع أطفالنا

الضابط :
اهاااا !!!
الان فقط عرفت سبب نزولكم المتكرر إلى السوق
ما رأيكم لو نقصد السوق جميعنا والان
لكن هذه المرّه ليست لاجل بيع سلاحنا
بل سنقصد السوق لنعمل و نشقى على بطون اطفالنا
حياتهم و حياتنا اولى من موتنا بيد بعضنا من أجل الساسه و تجار الحروب

هلل الجنود فرحين بالحياة التي عادت لهم من جديد
و رحبوا بالـ///ــلام الذي سيحقن دمائهم و دماء اخوتهم في تلك الجبهات من الجانب الاخر

فجأة ً يسمعون طلقة ناريه من قريب
طلقه واحده من بندقية زميلهم
انه الجندي موعود الموالي
يطلق تلك الرصاصه الأخير المحشوه في بندقيته
يصرخ بعالي صوته
لم اعد احتاجها
لن اقتل بها أخي اليمني ما حييت

#رواية_قصيرة #وليدالمجمر


وليد الجمر | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى