كتّابمفكرون

“وقعة الشيوخ في واقع ابن تيمية”…


“وقعة الشيوخ في واقع ابن تيمية”

بكل بساطة ستلمس الحضور الكبير لابن تيمية في الخطاب الشرعي لكل الجماعات الإرهابية، أي مسلك عنفي إرهابي غالبا ما يكون مشفوعا بفتاوي وأقوال لابن تيمية ابتداءا.

“يُسْتَتاب، فإن تاب وإلا قُتِل”

37 مجلدا لابن تيمية ستجد هذه العبارة تتكرر باضطراد، (في أكثر من 400 موضع) من معظم فتاويه، التي ينتهج فيها أراء يراها وحدها الصحيحة، وهو حكمه على كل من يخالفه الرأي، ومن ثم فهو كافر معاند ضال مرتد يجب قتله.

تأتي أيضا في توافه الأمور، مثل أكل الحيّات والعقارب، أو الجهر بالنية في الصلاة، وفي مسائل لاهوتية طالما اختلفت فيها الفرق والمذاهب.

لكل هذا، أصبح ابن تيمية المرجع الأعلى للجماعات الأصولية والجهادية التكفيرية، وأصبحت فتاويه تتصدر البيانات التليفزيونية أو المكتوبة التي تصدرها هذه الجماعات عند كل عمل إرهابي.

ولكن أتباعه يسارعون لإنكار الفتاوي أو يتحججون ببترها من سياقها، مراهنين على جهل عموم الناس، وتصديقهم للشيوخ.

ولكن مع انتشار وسائل التواصل وموسوعات المعلومات المتيسرة في (جوجل) والقدرة اليسيرة على الوصول الي كتبه وفتاواه، وتنزيلها مجانا ثم القراءة فيها، وضح كذبهم ورياءهم.

ورغم ذلك فقد أسقط في يد شيوخ الغبرة وما زالوا لا يجدون طريقا سوي الطريق القديم رغم كشفهم وكشف كذبهم، وسلكوا طريقا إضافيا بالتحجج بأن شيخهم ابن تيمية كان ضحية عصر عنيف، حيث حملات التتار والصليبيين وتنازع الفرق والطوائف الإسلامية، ما صنع واقعا عنفيا مرعبا مُحيّرا، وهو ابن هذا الواقع، ومن ثم فإن اللوم على الواقع وليس على ابن تيمية الذي لو تواجد في واقع آخر لصار (كيوت) ظريفا لطيفا متسامحا.

أنا لا أعلم علاقة الواقع الذي يتحدثون عنه، بفتاوي قتل تارك الصلاة أو آكل الثعبان والعقرب أو من ارتفع صوته بالنيّة، أو كراهية الآخر، الي آخر هذا الهراء المسمى بفتاوي ابن تيمية.

لقد امتد عمره الي أكثر من 65 عاما وأصدر 37 مجلدا، هل عايشت كلها واقع وحيد لم يتغير، وهل هو وحده من بين من يسمونهم الأئمة من واجه ظروفا صعبة؟

توبوا الي الله.. ربنا ياخدكم ويريحنا منكم.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى