قضايا المرأة

وذات يوم قالوا: إن الملك فؤاد مات، ولم أكن أعرف من هو الملك…


وذات يوم قالوا: إن الملك فؤاد مات، ولم أكن أعرف من هو الملك فؤاد، ولماذا مات؟! ولا كيف يموت الناس؟! ولكنه كان يوما سعيدا لأن المدرسة أغلقت أبوابها، ووضعونا في أوتوبيسات وذهبوا بنا إلى القاهرة. ووقفنا على الرصيف نرفع علما وننشد نشيدا.. ولكن عندما بدأ موكب الميت يمر من أمامنا.. تركنا العلم يسقط وكفت حناجرنا الضعيفة عن الصراخ، ورحنا نصفق ونضحك كلما مر أمامنا موكب العلماء والوزراء والجهلاء إلى آخر المواكب التي انتظمت في الجنازة.
وكان إلى جوارنا مدرسة أخرى هي مدرسة محمد على الابتدائية، وكانت مدرسة محمد علي تنافسنا في الكورة، فلما رأيناها على الرصيف طاف بخاطرنا أنها جاءت تنافسنا في الجنازة. لذلك تداولنا بسرعة لهزيمة مدرسة محمد علي والانتصار عليها.
وكان موكب ضباط الشرطة هو الذي يمر أمامنا حين تعالت هتافاتنا:” يا محني ديل العصفورة :D ، والجيزة هي المنصورة، ويا سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة “. وانفعلت مدرسة محمد علي فردت علينا، وزاط الرصيف كله، وتطورت الهتافات إلى “العبيط أهه، أهه”. وكان التابوت نفسه يمر أمامنا في تلك اللحظة ملفوفا بعلم أخضر على مدفع طويل يشبه مدافع رمضان.
وتراءى لحضرة الناظر أن يفرض نفوذه علينا فدفعنا في غيظ على الرصيف، فدفعنا الخلق الذين يقفون خلفنا إلى الشارع. واندفعنا نحن بلا مقاومة، ودفعنا حضرة الناظر معنا فسقط على الأرض وسقطنا فوقه وأصبح الأمر فوضى، وانطلقت الصفافير من كل جانب، وانطلقت فرق بلوكات النظام تهرسنا بالأحذية وتضربنا بالشوم، وقمنا جميعا نجري وسط الجنازة ونقتحم مواكب العلماء والوزراء والجهلاء ونفركشها، وأصبحت الجنازة مسخرة ومضحكة وضاع وقارها بسبب ديل العضفورة والجيزة هيه المنصورة 3:)

لـِ #محمود_السعدني
“مذكرات الولد الشقي”

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

آيات عبد الدايم (AyAt Hassan)

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى