كتّاب

وبالإضافة لليهودية والمسيحية كانت هناك طائفة مهمة للغاية هى…


وبالإضافة لليهودية والمسيحية كانت هناك طائفة مهمة للغاية هى جماعة”الحنفاء”:

“لانستطيع أن نقول أنهم نصارى أو يهود إنما أستطيع أن أشبه دعوة هؤلاء بدعوة الذين دعوا إلى عبادة الإله رب السماء ذوى سموى، أو عبادة الرحمن فى اليمن”.!(المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد على ج 5 ص 59 ).!

هؤلاء الحنفاء كانت لهم طقوسهم التعبدية البسيطة للغاية، والتى تقترب بشكل مريب من الطقوس الإسلامية:

“الإختتان وحج مكة والإغتسال من الجنابة، واعتزال الأوثان والإيمان بإله واحد بيده الخير والشر، وأن كل مافى الكون محتوم مكتوب”.!(المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد على، ج 5 ص 290).!

“لقد نسبت إلى الحنفاء صفات مشتركة، أجمع عليها أهل الأخبار، منها أن هؤلاء لم يسجدوا لصنم، ولم يأكلوا من المذبوح للأنصاب، ولم يعاقروا الخمرة، بالإضافة إلى طقوس التعبد التأملى التى يمارسونها، بالإعتكاف فى البرارى والخلوات، كما أنهم كانوا على العموم من أصحاب الفضائل”.( الأحناف- دراسة فى الفكر الدينى التوحيدى، عماد الصباغ، ص 38 ).!

هؤلاء الحنفاء كانوا فى الواقع من الباحثين عن دين الحق وعن إله واحد فى السماء يعبدونه بلاواسطة بينه وبينهم، ويبدو أن كلا منهم كان يتوقع أن يبعثه الله رسولا، وبالتالى فقد بدأوا فى تدريب أنفسهم على السمو الروحى ونبذوا عبادة الأوثان ومنهم من ترك الخمر، وبعضهم تهود أو تنصر، وفى المجمل كانت حياتهم مثالا للزهد والطهارة.!
وللحنفاء أشعار غريبة للغاية فى وصف الله والرسل والقيامة والحساب والعقاب، تقترب بشكل عجيب من أفكار القرآن، بل أحيانا نجد نصوصا قرآنية سبق أن ذكرها الأحناف، وخاصة قس بن ساعدة الأيادى أشهر الأحناف فى الجزيرة فى ذلك الوقت.(راجع القمنى، الإسلاميات).!

ويلفت نظرنا فى تلك الفترة تزايد أعداد الحنفاء الباحثين عن الله الحقيقى:

“قس بن ساعدة الإيادى، زيد بن عمرو بن نفيل القرشى، أمية بن أبى الصلت الثقفى، سويد بن عامر المصطقلى، أسعد أبو كرب الحميرى، وكيع بن زهير الإيادى، عمر بن جندب الجهنى، عدى بن العبادى، أبو قيس صرمة، سيف بن ذى يزن الحميرى، ورقة بن نوفل القرشى، عامر بن الظرب العدوانى، عبد الطابخة بن ثعلب بن وبرة بن قضاعة، علاف بن شهاب التميمى، المتلمس بن أمية الكنانى، زهير بن أبى سلمى، خالد بن سنان العبسى، عبد الله القضاعى، عبيد الله بن الأبرص الأسدى، كعب بن لؤى بن غالب”(الأحناف- دراسة فى الفكر الدينى التوحيدى، عماد الصباغ، ص 33 ).!

هؤلاء جميعا وربما غيرهم أيضا كانوا يسعون بكل جدية لنوال الرضا الإلهى وتعيينهم فى وظيفة النبى المنتظر، فلو لم يظهر محمد فى تلك الفترة لظهر آخر وأصبح هو النبى العربى الذى طال إنتظاره وتهيأ لممارسة وظيفته عشرات الرجال.!




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫14 تعليقات

  1. ذكرت يا مولانا ان اشعارهم تقترب تشابها مع النص القرانى… ممكن حضرتك تذكر، لنا فى بوست بعض منها .. فقد قرأت فعلا نص به تشابه كبير ببعض الايات…. تحياتى

  2. صحيح اليوم حضرتك تعبت بالمنشورات الراقية .. بس كان تضيف لينا بعض اشعار الحنفاء القريبة من القران خصوصا انها في ذكر للسيد القمني .. دمت سالم

  3. الحنفاء كانت طائفة من العرب تعبد الله بطريقة ابراهيم الخليل اى تؤمن باله لكنها لم تدرك طريقه ثم انحرفت الى عبادة الاوثان والاصنام ومنهم ورقة ابن نوفل وخديجة الذين اعتنقوا النصرانية والنصرانية هى طائفة من اليهود امنوا بالمسيحية ولكنهم تمسكوا بشرائع التوراة مثل الذبائح والبخور وزيارة قدس الاقداس كما انهم امنوا بفكر الهراطقة مثل اريوس وخلقدون وغيرهم من ظهروا فى القران الرابع الميلادى ومن اشهرهم امية ابن السلط وامروء القيس وهو الايمان ان يسوع المسيح انسان زى موسى ولم يفهموا معنى كلمة الله وروح ةمنه وان الله الموجود العاقل الحى لم يؤمنوا بفكرة الثالوث العربى وهو غير المسيحى الاسرائيلى وهذا الفكر كان منتشرا فى جزيرة العرب بين نصارى نجران وهو ان الله ومريم والمسيح ثلاثة الهة وهذا الفكر لاعلاقة له بالاىمان المسيحى كما ورد فى الاناجيل والتى تلخص ان الله له القدرة على التجلى فى خلقه ليتواصل مع خلقه وما ظهر فى الشجرة لموسى وكلمه من الشجرة هو الله وتواصل مع بنى اسرائيل فى ملىء الزمان عندما تجلى فى البشر وهو الانسان يسوع المسيح الله لم يصبح انسان ولا الانسان صار الها مثل الشجرة تمام بل حل او ظهر او تجلى لان الله يتكلم من وراء حجاب وكان الحجاب هو جسد يسوع المسيح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى