حقوقيون

هند قطران | من صفحة النسوية #حرية_التعبير_خط_أحمر آمنة الشرقي، فتاة

هند قطران


من صفحة النسوية

#حريةالتعبيرخط_أحمر
آمنة الشرقي، فتاة تونسية شاركت سلسلة من الآيات التي تحاكي أسلوب القرآن بعنوان "سورة كورونا" من تأليف مواطن جزائري اسمه جيلو، مما أثار غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي العربية من المـ///ــلمين المتشددين، وانهال على آمنة تهديدات بالقتل وشتائم وحملات تتهمها بازدراء الأديان وتحريف القرآن، علماً أنها أوضحت أن "سورة كورونا لم تكن تشويها للقرآن لأنها لا تتضمن أي إشارات إلى الدين أو الله"، خضعت آمنة للتحقيق الأولي من قبل السلطات التونسية، وذكرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم الإفراج عنها من حجز الشرطة بعد تدخل البروفيسورة إيناس طرابلسي، وسيتم المتابعة لاحقاً حتى إجراء الحكم.

وعند مشاركة الفتاة الجزائرية سناء بن ديمراد لتلك القصيدة، عمت تهديدات القتل والاغتصاب حسابها، وقامت الحملات الشرسة ضدها، وتم إغلاق حسابها على فيسبوك في 2 أيار 2020، إلا أن العديد من الأشخاص قاموا باستخدام حسابات وهمية تحمل اسم وصور سناء للتشهير بها وزيادة اشتعال نيران الغضب ضدها، رغم أن مانشرته سناء في الحقيقة لا يتعدى كونه قصيدة شعرية تحاكي الأسلوب القرآني ولا تمس الذات الإلهية بشيء ولا تسخر من الديانة الإـ///ــلامية.

وفي هذا السياق، كتبت الدكتورة والباحثة في اللغة العربية واللسانيات ألفة يوسف: " #أولاً، تاريخ العرب يعج بتوظيف أسلوب القرآن، وهذه بلاغة لغوية متداولة بين الكتاب القدامى والمحدثين دون أي إشكال.. #ثانياً، حتى من المنظور الفقهي المنغلق، وإذا افترضنا أن الفتاة تستهزئ، وذاك حقها، فإن صريح القرآن يؤكد أنه "إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره"…لم يطلب أحد لا سجن الناس ولا الاعتداء عليهم.

#ثالثًا، من منظور فلسفي، المعتقد لا يمكن أن يعتدى عليه، وهو المجال الجوهري للحرية، يمكن أن تؤمن بما تشاء كما تشاء، وحتى إن أحرقوك وسحلوك وذبحوك، وبعضهم يفعل، فلن يمكنهم الولوج إلى مجال الحرية فيك، ذاك جوهرك، لا يبدله أحد ولا يعتدي عليه أحد، لأن لا أحد له عليه سلطان إلا نفسك.

#رابعًا، من منظور نفسي، المنزعجون من الموقف أو الوجود أو التعامل المختلف هم أضعف الناس إيماناً، مهما يكن ما يؤمنون به. إنهم إذ يرون إمكانًا مختلفًا يفزعون من إمكان خطأ تمثلاتهم، ولا يطمئنهم إلا أن يكون الناس جميعًا منمطين متشابهين، ولن يطمئنوا لأن الكون هو الاختلاف، بل أساس الخلق هو الاختلاف، "ولذلك خلقهم".

#خامساً، من منظور اجتماعي، في واقع الأمر لا أحد تعنيه معتقدات الناس ومواقفهم، المهم في هذه البلاد أن لا يعبر عنها.. المهم أن لا تخرج إلى العلن…المهم أن نحافظ على وهم النمط الوحيد الوهمي، نحن شعب عربي مـ///ــلم الخ..

#سادساً، من منظور سياسي، تدخّل السلطة في مسائل الضمير والتعبير يفتح الباب على مصراعيه للتأويل والزج بالناس في السجون بسبب ودون سبب، فالشرعية السياسية هي أيضا مقدسة لدى البعض، أليس أنها تدعوهم إلى تهديد المحتجين السلميين بالإعدام؟".

وكتبت الناشطة Milord Barzotti: "لماذا إذن أصبحت الجزائر سجنا لمواطنيها يكفي أن يشاركوا قصيدة شعرية في موقع افتراضي ليتعرض عالمهم لخطر الإنهيار و نطالب برجمهم و إعدامهم رغم أن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لا تطبق لا عقوبة الرجم ولا الإعدام ؟؟ لماذا أصبح شعبنا يستبيح حياة الآخرين و يهدر دمائهم بهذا الاستخفاف و هذه السهولة ؟ أليست حُرمة حرّيّة المعتقَد، وحُرمة حرّيّة الرّأي مكفولة في المادة 42 من الدستور الجزائري ؟؟ والا تنص المادة 41 من نفس الدستور: (يعاقب القانون على المخالفات المرتكَبة ضدّ الحقوق والحرّيّات، وعلى كلّ ما يمسّ ـ///ــلامة الإنسان البدنيّة والمعنويّة)؟ "، أضافت:" يجب على السلطات المعنية و المجتمع المدني في الجزائر أن يتحرك فوراً للتنديد بهذه التجاوزات الخطيرة و هذا التعدي الجبان على الحريات الشخصية و الـ///ــلامة الجسدية و النفسية للأفراد لكي لا تُعم الفوضى و تتحول ساحات المواقع الافتراضية في الجزائر إلى ساحات تتجول فيها سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مشهد يذكرنا بسنوات التسعينات قبيل اندلاع مجازر العشرية السوداء التي سقط ضحيتها 200 ألف جزائري و جزائرية".

هل الله على دراية بأن مملكته التي أقامها على الأرض امتلأت بالكراهية وحملات القتل؟ وإلى متى سيعد الغاضبين أنفسهم متحدثين ومحاسبين بالنيابة عن الله؟ أليس الأمر تطرفاً حين قيام حملات كراهية ودعوات للقتل والاغتصاب لمجرد التعبير عن حرية الرأي؟ أليس في التاريخ الإـ///ــلامي من قام بمحاكاة الأسلوب القرآني في القصائد؟ كالمتنبي والمسعدي وغيرهم؟ لماذا لم تقم الثورات ضدهم في ذلك الحين؟ أم أن قمع حرية التعبير وانتهاكها في تزايد؟ لماذا لم يثر أولئك الغاضبين على جرائم القتل وجرائم الشرف والاستغلال والأنظمة الحاكمة المستبدة؟ أم أن الاستقواء على المفكرين الحرين في طليعة أهدافهم؟

انتهاك حرية التعبير للأخرين والدعوة لقتلهم جريمة شنيعة يجب الحساب عليها، ونطالب السلطات الجزائرية بالتدخل لوضع حد للمجزرة محتملة الحدوث تجاه من يعبر عن نفسه ورأيه بحرية.
#حريةالتعبيرخط_أحمر
#النسوية



هند قطران | ناشطة حقوقية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى