قضايا المرأة

هل أكتب عن زينب وهي تودع أخيها ؟…


هل أكتب عن زينب وهي تودع أخيها ؟
قامت تعد له الجواد وهي تقول: ما أجلدني، ما أقسى قلبي، أي أخت تعد ﻷخيها جواد المنية. ركب وسار قاصدا الميدان. نادته، التفت وراءه، قالت: أخي انزل من على ظهر فرسك. نزل. قبلته في نحره. شمته في صدره. التفتت إلى ناحية المدينة وحدثت أمها، قالت: حين دنت الوفاة من أمنا دعتني إليها وقبلتني في نحري، وشمتني في صدري، وقالت لي: يا زينب إن رأيت أخاك وحيدا فريدا في أرض يقال لها كربلاء فقبليه في نحره فإنه موضع السيوف، وشميه في صدره فإنه موضع حوافر الخيل.
مضى في طريقه. قصد النهر ليروي عطشه. مد الجواد رأسه ليشرب. رفع رأسه من الماء كأنه يقول يا سيدي لا أشرب حتى تشرب أنت. لم يشرب ولا شرب الجواد. أصابوه في كبده، ثم رموه في نحره. مال من على ظهر الجواد ليسقط، فمال الجواد معه. مال على الناحية الأخرى، فمال الجواد معه، قال انزلني، بسط الجواد قوائمه وأنزله على الأرض. وضع يده تحت نحره حتى امتلأت دما ثم رمى به إلى السماء، فلم تعد منه قطرة. ملأها ثانية ورماها ناحية المعسكر. ملأها ثالثة فخضب بها وجهه ولحيته وهو يقول: هكذا أكون مخضبا بدمي، غريبا مظلوما مغصوبا على حقي إلى أن ألقى الله وأشكوهم إلى جدي.
انطلق الجواد إلى المخيم، سمعته زينب، فقالت لسكينة: يا سكينة هذا أبوك قد أقبل فاخرجي له، فلما رأت سكينة الجواد مخزيا والسرج ملويا مخضبا بالدماء خاليا من أبيها صرخت: “يا مهر حسين وين حسين ولى ؟”.
خرجت زينب للبحث عن أخيها بين الشهداء والقتلى، وجدته ينزف على الطف. وضعت رأسه في حجرها وهي تصيح: أخي بحق أبينا كلمني. لم يجبها. أخي بحق جدنا كلمني. لم يجبها. أخي بحق أمنا كلمني. فتح عينيه وأجابها بصوت ضعيف: زينب ماذا تريدين ؟!

#رضوى_عاشور

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

آيات عبد الدايم (AyAt Hassan)

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى