هذه قصة خياليه، وأى تشابه فى الأسماء هو من محض الصدفه….

هذه قصة خياليه، وأى تشابه فى الأسماء هو من محض الصدفه.

دعونا نتخيل أن مصر رأف بها الزمان، وتحنن عليها ذو الصولجان، فأصبحت مثل بلاد الأمريكان، فيها من الأحزاب إثنان، حزب الأفندية وحزب الأعيان. ودعونا نتخيل أنه ترشح عن حزب الأعيان تاجر عقارات إسمه دنقل طرمبه، له فى أرجاء البلاد أملاك وممتلكات، منها برج طرمبه، و بناية طرمبه، وعمارة طرمبه؛ وفنادق وكازينوهات طرمبه للسياحه والقمار.

وتخيل أن المعلم طرمبه كان رجلاً يعشق الملذات، تزوج من تحيه كاريوكا وهند رستم ونجوى فؤاد، واحدة وراء الأخرى؛ يتباهى بأن النساء يسمحن له بتقفيشهن لأنه غنى ومشهور. وكان قبل ترشيحه متهماً فى عدة قضايا نصْب، منها إنشاء جامعه وهميه، وشركه لتسويق شَربة الحاج محمود، وفى فضائح جنسيه وماليه عديده، منها علاقه مع عاهرة من باب اللوق إسمها عواصف. وكانت تلك العلاقة فى أوجها بينما زوجته مشغولة بطفلهما الرضيع بقلظ.

لكن قطاعاً واسعا من العامة آمن بالمعلم طرمبه، وإعتبروا أن ثراءه وبياضه وصفار شعره وحلاوة نسائه كلها من علامات رضاء الله. ناهيك عن طوله وعرضه وزنهرة وجهه. وأفتى رجال الدين أن السماء ذاتها قد إختارته، وبأن كون الإنسان سوقياً أو كذاباً أو نصاباً أو “بتاع نسوان” لا يُنقص من تأهيله للرئاسة. وكسب دنقل بأصوات أقل من منافسته أبله فضيلة، وفرح أنصاره ولبسوا طواقى خضراء مكتوب عليها ‘خللى مصر ترجع زي زمان’.

وكان أول إنجازات الرئيس دنقل هو تعيين إبنته فيونكه مستشارة للشئون السياسيه، (وكانت قبل ذلك بائعة أزياء)؛ وتعيين زوجها جردل مستشاراً للشئون الخارجيه، (وكان قبل ذلك بائع شقق)؛ وتعيين محمود شكوكو وزيراً للإقتصاد (وهو كوميدى ميت من زمان). وتحمس أمثاله من السماسرة والمضاربين، فإنتعشت البورصه وإزدهرت الأسواق، مما أدى إلى مزيد من شغف الناس به، حتى طالب بعضهم أن يبقى رئيساً مدى الحياه.

وهكذا إذا شطح الخيال صار أقرب إلى واقع الحال. والسلام ختام وبعوده الأيام.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات