كتّاب

هذه المحبة هي ثروتي ورأس مالي الكبير….



هذه المحبة هي ثروتي ورأس مالي الكبير.
لا يوجد ترف أكبر من أن تجد نفسك على الألسنة وفي القلوب البعيدة والجميلة.

جهينة التي تحفظ أغلب قصائدي كما أخبرني أبوها في رسالة مرفقة بهذا الفيديو، جهينة هذه هي الجنة التي يحلم بها العصفور، وهي الخلود الذي يتأنق فيه الشاعر.

نحن نرهق أنفسنا بانتظار النور الخطأ، الصديق الخطأ، الفرح الخطأ، لكن الأشياء الجميلة تأتي بلا انتظار، تلدها اللحظة والقدر المفاجيء، اللحظة التي تجد نفسك بها في طفل، والقدر الذي يجدك حين تفقد نفسك في الضياع.

جهينة محمد مذكور لو تعلمين يا صغيرتي كم أيقظتِ في من أسئلة، كم توهجت نجوم وكم تفتح ورد، لو تعلمين كيف كانت زخات المطر تهطل من شفتيك على شغافي، وكم أسعدني هذا الحب، وأحياني هذا الجمال.

لقد كنت مفقودا يا جهينة، أضعت نفسي في مطاردة الحزن الذي يتسرب من الأصدقاء ومن البلد، ويخنقني.. يخنقني بنباح كلب حراسة على بوابة حزب.. كنت أظنه صديقا، يخنقني بوقاحة صاحب ظل يحدثني أعواما عن حرية الرأي ونبلها، وعندما قلت رأياً لم يرقه.. رشقني بالقناع الذي كان يرتديه وصدمني بالحقيقة التي يخبيء خلفها مباديء الإنسانية ونظريات الإشتراكية وفضائل الدين وشعارات الوطنية.. لكم أتعبني غباء وتفاهة العقول المحشوة بالباذنجان الإيدلوجي، وبكتب الفلسفة والشعر والرواية، وبمدارس الحداثة الليبرالية والتجديد الإسلامي..

أنا الآن يا جهينة أرمم تصدعاتي بك، أرتاح معك، وأسخر من الحداثيين الذين ينظرون لقصائدنا البسيطة بازدراء، ويظنون أنهم يدهشون اللاشيء حين يهومون في ما لا أفهم ولا تفهمين.. أنت الآن تُعرّفِين الشعر، تعطينه جنسيته وتنصفينه من أنصاف الكتاب، وأنصاف النقاد، وأنصاف الشعراء، ومن عدمية مابعد الحداثة.
وما هو الشعر إن لم يكن ذلك المخلوق اللذي يدخل البيوت البعيدة والقلوب البسيطة بدون أن يعلم أنه يفعل.

عندنا تكبرين يا جهينة، ستكون كل القصائد قصيرة عليك..
أنت القصيدة التي كتبها الله بيده ونقطها بالضوء وتركها تمشي في أعيننا لكي يشعر أمامها الشعراء بالعجز.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى