قضايا المرأة

هاوا تيام هاوا تيام Awa Thiam هي عالمة اجتماع، ومنظرة نسوية، من السينغال، وعضو …


📌هاوا تيام

هاوا تيام Awa Thiam هي عالمة اجتماع، ومنظرة نسوية، من السينغال، وعضو مؤسس في مجموعة النساء السود منذ عام 1978، والمعروف أنها واحدة من أهم المجموعات النسوية السوداء في فرنسا. ومؤسسة لرابطة الغاء الختان 1979، تركز أعمالها النسوية على تقاطع الأبوية والعنصرية والطبقية والاستعمار في حياة النساء الافريقيات، كما أنها من أولى المنظرات النسويات في افريقيا اللواتي فككن أنواع العنف الأبوي كالختان والتعدد من منظور علم الاجتماع النسوي.

يعتبر كتابها La Parole aux négresses أو النساء السود يتحدثن: النسوية والاضطهاد في افريقيا السوداء” 1978، كتاب تأسيسي للنسوية الأفريقية، لأنه الأول من نوعه الذي قام بإجراء تحليل سوسيولوجي ونسوي تقاطعي لاضطهاد النساء الأفريقيات في كل من مالي وغينيا وغانا ونيجيريا وساحل العاج، والسنغال.

يمثل عمل هاوا ريادة نسوية افريقية، وبعيدًا عن الأدب الاستعماري الذي يحاول التعبير بفوقية وعنصرية وتنميط عن واقع الأفارقة، فتحت امرأة أفريقية الباب للافريقيات للتحدث بكلماتهن البسيطة والمعترف بها، عن قضاياهن ومشاعرهن والأنظمة التي أبقتهن على الهامش. ومهد الطريق لقدر كبير من الإنتاج النسوي ليس فقط في السنغال، ولكن أيضًا في إفريقيا الناطقة بالفرنسية، حول القضايا التي تؤثر على النساء الافريقيات.

تستخدم النساء الأفريقيات في كتاب La Parole aux négresses كلماتهن الخاصة للتعبير عن حقائقهن وتجاربهن خارج التصنيف الأبوي الذي صورهن كتابعات مختبئات وراء المواقد والأبواب المغلقة والأسر المهينة، يُتحدث عنهن وإليهن عبر الرجال: الأب، الزوج ، الأخ … لأن هؤلاء هم من يقررون مصير النساء ويدفعونهم إلى الصمت القسري.

من خلال تناول صورة النساء في المجتمع الأبوي تفكك هاوا تيام العنف الأبوي مثل العنف الجسدي والجنـــ-سي، والختان، والطلاق، والتعدد، وتقوم باستخدام تحليل تقاطعي في مقاربة هذا العنف في حياة النساء الافريقيات من خلال اضاءة الاضطهادات المزدوجة للجندر والطبقة والعرق والاستعمار.

تقدم هاوا تيام، في كتابها، تأريخًا للاضطهاد الذي تعيش فيه النساء الأفريقيات. من خلال ممارسة التقاطعية قبل وضعها كمفهوم أكاديمي، فتجربة هاوا النسوية نبعت من واقعها كإمرأة افريقية عاشت تأثير أنظمة قمع متداخلة (الاستعمار، الأبوية، العنصرية، ودول مابعد الاستعمار العسكرية)، أبرزت من خلالها بقوة وبدون اعتذار أو تراتبية تأثير النظام الأبوي وما أنتجه من عنف في حياة النساء الافريقيات، دون أن تتجاوز تأثير الاستعمار الذي خصصت له الفصل الثالث من الكتاب بعنوان “المرأة والثورة” وسردت فيه مساهمة النساء الافريقيات في الكفاح ضد الاستعمار مع اضاءة العنف الذي أنتجه في حيواتهن وأشارت إلى العنصرية والطبقية المتأصلة في الاستعمار وكيف أنها بالاضافة إلى الذكورية، أنتجت واقعًا من الاضطهاد والعنف والفقر في حياة الشعوب الافريقية وحياة النساء الافريقيات بشكل خاص، وجادلت بأنه من الضروري محاربة أنظمة القهر هذه في وقت واحد وعدم إعطاء الأولوية لأي منها.

لكن تحليلها لإخضاع النساء الأفريقيات لأنظمة متشابكة من الاضطهاد – الجندر والعنصرية والطبقة والاستعمار – لم يتم الاعتراف به. رغم أنها كانت أول باحثة تنتج تحليلًا لوضع المرأة الأفريقية يتجاوز التعارض الثنائي للتقاليد / الاستعمار والحداثة وألقت الضوء على كيفية سيادة النظام الأبوي في كلا الهيكلين. وهذا يعيدنا إلى سيادة نظم الاستعمار والعنصرية في الأكاديميا نفسها، فالنسويات الافريقيات داخل افريقيا نادراً ماتعطى أهمية لانتاجاتهن المعرفية، بل هنالك اصرار على قراءتهن عبر الآخر الذي غالبًا مايحوز سلطة عليهن، لاتزال نظريات وسرديات هاوا تيام تغيب في الأوساط النسوية وهو تغييب تناولته في كتابها عندما انتقدت ممارسات النسوية البيضاء وعنصريتها بقولها “في الحقيقة، إن النساء السود يجدن أنفسهن متجاهلات من قبل نفس النساء (النسويات البيض) اللائي يزعمن أنهن يناضلن من أجل تحرير جميع النساء” .

تعد أعمال هاوا تيام ركيزة أساسية لعملنا النسوي كإفريقيات، فهي تحرضنا على النسوية التحررية التي تنبع من تجاربنا وتحررنا بإيدينا وبأصواتنا، تلك النسوية التي تأبى أن ترضخ لسرديات الاستعمار ونظمه وتراتبيته، وترفض أيضًا أن تبقى وقودًا لمجتمعاتنا الأبوية، النسوية التي لا تفاضل في القضايا لكنها تغرس أظفار من نار في قلب مختلف أنظمة الاضطهاد لتدميها وتصنع مستقبلًا نحوز فيه تحرر افريقيا من كل أشكال القمع.






يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى