مفكرون

نشوان معجب | العلاقة بين الخالق والخليقة هي كعلاقة الروح (أو الوعي) بالجسد، فالروح والجسد


العلاقة بين الخالق والخليقة هي كعلاقة الروح (أو الوعي) بالجسد، فالروح والجسد يشكلان شيئا واحدا في الحقيقة وهو أنت.

وكذلك الوجود له ظاهر وباطن، فظاهره الخليقة، وباطنه الوعي (أو الروح) الكلي المتغلغل في كل الخليقة كقيومٍ عليها، وذلك الوجود بشقيه (وعيا باطنا وخليقةً ظاهرة) في كل تفاصيله ومكوناته المادية والروحية الكلية والجزئية هو الله الأزلي الواحد.

والإرادة والمشيئة في سلوك الكائنات هي مسألةٌ نسبيةٌ لكل كائنٍ بحسب مرتبته وموقعه في الوجود. ولكن كل المشيئات والإرادات الحُرة المستقلة في الظاهر، هي في الأخير تخضع لمشيئة الوجود الكلية وإرادته اللتين تتمثلان في سنن الوجود ونواميسه الأزلية وفي الحكمة والغاية السرمدية المرجوة من كل تفاعلات مكوناته المختلفة ظاهريا، فكل شيءٍ يسير تحت هيمنة تلك المشيئة الأزلية (أي سنن الوجود)، ويذهب ويصب في اتجاه تحقيق الإرادة الوجودية الأزلية (أي الحكمة والغاية السرمدية) وهي التطور الدائم من الأزلية إلى السرمدية بغير توقف.

فمثلا نحن نعلم أن كريات الدم البيضاء لديك تملك وعيا وإرادةً تسير عليها في عملها دون تدخل من وعيك الظاهر، وأن كل خلية وكل ذرة وكل جسيم في جسدك له وعي خاص به لا يتحكم به وعيك الظاهر، وأن كثيرا من ردود فعلك وتصرفاتك الظاهرة وخاصة الفجائية منها تتم عن طريق وعيك الباطن دون تدخل وعيك الظاهر.

فهل أنت مجموعةٌ من الكائنات والكيانات الواعية المستقلة، أم أنك كيان ووجودٌ واحد بجسدك وروحك ووعيك ظاهرا وباطنا؟!.

فكذلك هو الله في هذا الوجود الأزلي بكل ما فيه من مشيئاتٍ وإراداتٍ واعيةٍ كليةٍ وجزئيةٍ حرةٍ ومستقلةٍ في الظاهر والباطن، فالكل في الأخير يشكل واحدا لا إله إلا هو.

#ذوالنونين

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى