مفكرون

مها جويني | سيادة الرئيس: لقد قلت إنها ثورة الشباب والشباب يعرف ما يريد،

سيادة الرئيس: لقد قلت إنها ثورة الشباب والشباب يعرف ما يريد، ونراك اليوم تعين مستشارين من المتقاعدين لكي يساعدونك على فهم ما يريده الشباب و ها نحن نرى نتائج هذه التعيينات !!! لقد كنت أنتظر منك كما عهدناك في قطعك مع السائد أن تعين ضابطا متخرجا حديثا من الأكاديمية العسكرية كمستشار عسكري لأننا نبحث عن أفكار جديدة لا عن أفكار أسلافنا الذين ثرنا عليهم، كنت أنتظر أن أرى مدونا في خطة مستشار إعلامي أمام الحراك الكبير الذي صنعه المدونون في التغيير، كنت أنتظر أن تعين ديبلوماسيا شابا يتمرد على ثوابتنا الديبلوماسية فلا حاجة لنا بها ونحن من ثار على ماكينة السيستام وإفرازاته كنت أنتظر أن تعين شابا عاطلا عن العمل كأحد مستشاريك كرسالة لهذه الفئة من الشباب تعيد فيهم الأمل، فهم الذين آمنو بك وهم من إنتخبوك، كم وددت أن أرى واحدا من الشباب الذي ساندك في حملتك والذي جاب معك تونس شبرا شبرا كمستشار، فهم من إستمعو للشباب والمشاغل الحقيقية للشعب وكانو أكثر إلتصاقا بالواقع…سيادة الرئيس لما هبت رياح التغيير في كندا لم يتوانى رئيس الوزراء الكندي في تعيين سائق حافلة كوزير للنقل لأنه الأكثر إلماما بمشاكل ذلك القطاع، لم يتوانى عن تعيين مهاجر تحصل على الجنسية الكنديةمنذ أقل من خمسة سنوات كوزير للهجرة لأنه الوحيد الذي عايش نظام الهجرة من الداخل. لم ينقد أحدا جاستين ترودو على تعيناته الثورية ولا إنهارت حكومة كندا لأن لا أحد من الوزراء شغل منصبا حكوميا من قبل، بل إلتف الجميع حول هذا الشباب ودعمه. سيادة الرئيس لقد سقطت في أول إمتحان وخوفنا أن تنساق في بروتوكولات السيستام وأن يضعوك في القالب لأن الإطار يقتضي ذلك، سيقترحون عليك أعتى الخبراء والمستشارين والمثقفين والملمين و الفاعلين والقادرين و الفائقين و المبرزين و المؤهلين. و و و… ولكن تذكر سيادة الرئيس بأنه ليس لذلك إنتخبك 90% من شباب تونس و 3 ملايين تونسي. لقد كان لبن علي أحسن الخبراء و أكفأ المستشارين و الوزراء كل في ميدانه، كان للمرزوقي و السبسي قامات و دكاترة وأساتذة في علوم الإجتماع و السياسة و الإقتصاد… هل هناك أحد من هؤلاء الدكاترة والمختصين والمستشارين تنبأ بإنتخاب الشباب لك؟ نفس هؤلاء القامات والدكاترة و الأساتذة عجزو عن فهم لماذا إنتخبك الشباب التونسي أو حتى التنبأ به وإستشرافه وكانو مذهولين ليلة الإعلان عن نتائج الإنتخابات فلا تعينهم مستشارين ليساعدوك على فهم ما يريده هذا الشباب لأنهم لم يفهموه لمدة سنوات ولم يستشرفو حتى نتيجة انتخابات فما بالك بإستشراف مستقبل تونس ومستقبل هذا الشباب.
سيادة الرئيس الفرصة لازالت أمامك لتتدارك ما فات و ترمم بيتك الداخلي … عذرا لو كانت كلماتي قاسية لكنها ليست أشد قسوة من واقعنا المرير .
أخيرا سيدي الرئيس وددت أن أقول لك هذه الكلمات وجها لوجه لكن …….
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .


مها جويني | كاتبة وناشطة نسوية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى