كتّاب

من يُريد الوصول للـشُهرة في هذه الأيام و باسرع وقت مُمكن…


من يُريد الوصول للـشُهرة في هذه الأيام و باسرع وقت مُمكن عليه بخداع و إيهام الناس بأنه باحث و مُتخصص في مُقارنة الأديان، و يكون محتواه المُقَدم و شُغله الشاغل هو نقد المسيحية و عقائدها و النيل و السُخرية منها باسلوب جارح و قاسٍ يستفز عامة المسيحيـين؛ فيُزيد التفاعل و المُشاهدات عنده فتزيد الأرباح أيضًا بهذه الطريقة و المُتاجرة الرخيصة التي يلجأ لها هؤلاء العالة و العوطلية الذين لا عمل لهم سوى التكفير و التحقير و التقليل من الآخر و من إيمانه، أسود فقط خلف الشاشات، عبيد المال و المُشاهدات، لا ينظرون إلا إلى مصالحهم و أنفسهم فقط، و لا قيمة عندهم للوطن و المواطنة و تأثير ما يفعلونه على البلد من إحداث و إشعال فتنة بين أشقاء و أبناء الوطن الواحد، و يا ليتهم بعد كُل هذا كما يدعون (باحثـين)!، هؤلاء أسطح و أجهل مما تتخيلوا جميعًا، و لا يرتقوا إلى الدخول معهم في حوار بأكاديمية و موضوعية و نقاش راقٍ مُحترم يهدف إلى الوصول لحقيقة المسيحية و جوهر إيمانها الذين شوهوه عمدًا لإضلال الناس عن طريق الحق، كُل الذين يفعلونه هو اِقتصاص و اِجتزاء النصوص الكتابية و تحريف و تفسير و فهم تعاليم الآباء الأولين بفكرهم الضيق و المحدود جدًا، و تصدير للناس فكرة أن ما يقولوه صحيحًا و مدعم بالأدلة و البراهين من كتابنا المُقدس الذي نؤمن به، و هذا غير صحيح بالمرة، فالدراسة الموضوعية لا تأخذ آية و تترك الأخرى و لا تجتزأ و لا تُدلس و لا تُصدر للناس الشيء الذي يُريدون إيصاله فقط حتى لو كان غير الحقيقة، و كُل ما يطرحوه هؤلاء ليس بجديد علينا، فكُل ما يقومون به هو اخذ كُل تعاليم الهراطقة و المُبتدعين التي حرمتها الكنيسة و ردت على أفكارهم عشرات بل مئات المرات و ينشروها مُجددًا بشكل و أسلوب جديد يجعل المُشاهد البسيط الغير دارس أو فاهم لعقيدته جيدًا أن ينجرف وراءهم و يُصدق ما يقولوه، هؤلاء ليسوا بدارسين أو باحثين أو فاهمين حتى أي شيء عن المسيحية الحقة و كُل هدفهم إظهارنا كفرة مُشركين غير موحدين بالله حتى لو أثبتنا لهم عكس ذلك.. لم يتغيروا عن ما هُم فيه، ليس حُبًا في الدين و الدعوة و الهدايا؛ بل ما يأتٍ من وراءه من أموال طائلة و دعم بكل الطُرق و الوسائل من المُهللين الجُهلاء الذين يتبعونهم و يصدقونهم كـعميان، المسيحية ليست بمُتهم حتى نُدافع عنها، و نحن لسنا هاربين أو غير قادرين على الرد عليهم كما يدعون علينا كذبًا و إفتراءً كما يتوهمون و يُهيمـوا أتباعهم بذلك أيضًا، لكن نحن لا ندخل في مُجادلات غبية كوصف الكتاب لها، مُجادلات هدفها اِستعراض الشخص و ليس اِستعراض الدين أو الإيمان إن كانت النية صادقة في الدعوة للهداية، مُجادلات هدفها الحرب و ليس الحُب، مُجادلات هدفها الردح و الخناق و التهكم و ليس الحوار و المعرفة الحقيقية، فنحن لا نكون مثلهم بأي صورة من الصور و لا سنُحقق لهم أهدافهم الخبيثة من وراء ذلك و نسمح باختلاق فتن في الوطن، و نكون سببًا في الرد عليهم بنفس أسلوبهم و طريقتهم المُستفزة و المُهينة للدين و صاحبه قبل أي شيء، نحن لسنا كذلك، المسيح الذين يهينوه ليلًا و نهارًا من غير سبب لم يُعلمنا كذلك، فلنتبه و لا نسمح للغيرة الدينية و الحماس الزائد أن يأخذنا لدرجة التمثل بهم و بطريقتهم المُتطرفة الغير آدامية على الإطلاق، نحن لسنا بحاجة إلى أي أحد ليدعونا إلى الهُدى و النور؛ فنحن نتبع المسيح مُخلصنا الصالح و لا نُريد اخر غيره، المسيح الذي قال عن نفسه أنه نور العالم، و أنه الطريق و الحق و الحياة، و أنه القيامة و من آمن به فلو مات فسيحيا، نحن مع المسيح الذي أتى من أجل خلاص نفوسنا و إعطاءنا حياة أبدية بدمه الطاهر المسفوك عنا و ما زال يحاول الشيطان جاهدًا مُعاندًا للنهاية في إضلال البشرية عن هذا الفداء و عن هذا الفادي العظيم، و يحاول أيضًا أن يجعل الناس يروه ضعيفًا هزيلًا حقيرًا على الدوام عكس حقيقته و قوته و جبروته الغير محدود الذي بسلطان لاهوته وحده انتصر على الموت و قام و أقامنا معه و أعطى الخلاص الأبدي و المجاني لنا و لكُل من يؤمن باسمه القدوس، فلم نسمح لأحد أن يرانا و ينظر لنا بعد كل هذا على أننا لسنا في الهداية و النور و نحتاج إلى دينه أو دين غيره، نحن في الحق ذاته الذي هو الله الذي هو المسيح يسوع الكلمة المُتجسد، فليحفظنا الله و يُثبتنا في إيمانه الحق الذي اِختبرنا فيه قوته و عظمته و معجزاته و رأينا فيه العجائب إلى النفس الأخير، و ليُنجِنا من أعداءنا الخافيين و الظاهرين.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

تعليق واحد

  1. هيجرى إيه يعني لو عِشنا مع بعض اخوات و حبايب من غير ما ندور على أي حاجة تعكر محبتنا لبعض؟! ، يا سيدي أنت شايف اني غلط و محتاجة هداية هفترض حُسن النية و انك قصدك خير مش أي حاجة تانية.. طب خليني أشوف دينك فيك و بصورة حلوة و جميلة، اتكلم عن دينك براحتك لكن مش على حساب دين تاني و اتكلم من غير ما تجرح و تضايق حد، صدقني مش هيحصل حاجة، البلد مش مستحملة يا صحبي، خلينا عايشين كل واحد في حاله و في دينه و خلاص.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى