مفكرون

من مهازل الصحافة المصرية فى عصر مبارك.. فى صباح يوم 26 يونيو…


من مهازل الصحافة المصرية فى عصر مبارك.. فى صباح يوم 26 يونيو 1995 توجه الرئيس الراحل حسنى مبارك الى اديس ابابا عاصمة اثيوبيا للمشاركة فى قمة الدول الافريقية. ومن عادة رئاسة الجمهورية وقتها ارسال نص خطاب الرئيس المكتوب الى الصحف قبل القاء الخطاب حتى تستعد لفرده بطريقة مناسبة واختيار العناوين. وكانت الرئاسة تشدد طبعا على الصحف ووكالة الانباء بعدم نشر حرف واحد من الخطاب قبل وقت القائه.. وهذا ما حدث بالفعل حيث كان مبارك سيلقى خطابه امام القمة بعد وصوله بوقت قليل… وكما نعرف فان مبارك تعرض لمحاولة اغتيال من احدى الجماعات الارهابية وفى لا زال فى الطريق الى القمة فقرر مبارك العودة الى المطار فورا والعودة الى القاهرة دون الانتظار لحظة واحدة فى اديس ابابا.. وهو ما حدث.. لكن المشكلة ان صحيفة الاهرام المسائى نزل الى السوق فى حدود الساعة 12 ظهرا وصفحتى الاولى كلها مخصصة “لخطاب الرئيس امام القمة الافريقية” وقالت ان الرئيس وصل بسلامة الله الى اثيوبيا وانه القى خطابا هاما امام زعماء افريقيا قال فيه كذا وكذا.. وجاء فى الصحفية ان مبارك صرح بكذا.. ثم “اضاف كذا وكذا” ثم استطرد الرئيس قائلا كذا وكذا”… حيث لم تكن اخبار محاولة الاغتيال قد وصلت الى مصر بعد مع انها كانت فى كل وكالات الانباء العالمية وقتها.. (طبعا لم يكن هناك سرعة نقل الخبر كما هو متاح الآن)..
المفروض مهنيا فى اى مكان فى العالم ان يحاسب رئيس تحرير الصحيفة التى ارتكبت هذا الخطأ المهنى الفادح حسابا عسيرا وان لم يعزل من منصبه فعلى الاقل الا يتولى اى مسئولية اخرى.. لكن رئيس تحرير الاهرام المسائى وقتها كان مرسى عطالله الذى كان يحظى بحماية صفوت الشريف شخصيا.. فما هو العقاب الذى طال مرسى عطالله؟ تم تعيينه رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة الاهرام العريقة بعد ان اقنع صفوت الشريف الرئيس مبارك بانه لا بد من مكافأته على ولائه للنظام.. وكان عمر عطالله لحظة تعيين 64 سنة وبعضة شهور فى سابقة لم تحدث قبلها ولا بعدها حيث لا يتم تعيير المسئولين فى الصحف بعد سن الستين و”لا يمد لهم بعد سن 65″.
ذكرنى هذا بالراحلة العظيمة امينة السعيد عندما “غضب السادات” على همت مصطفى فنقلها من الرئاسة وعينها رئيسة التلفزيون فقالت لى السيدة الفاضلة امينة السعيد يومها باسلوبها الساخر الجميل: “والنبى نفسى الريس يغضب علىّ”

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫2 تعليقات

  1. خرجت جريدة يوم 6 اكتوبر 1981 باخبار الاحتفال بالمنصة وقالت ان الرئيس السادات بعد العرض العسكري وضع اكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول ثم توجه الى منزله

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى