كتّابمفكرون

“من تمنطق تزندق”…


“من تمنطق تزندق”

كل الأحداث تشير الي أننا في دولة دينية متطرفة، لا مواطنة ولا حرية دينية ولا يحزنون، عنف ضد الآخر، وحبس للمتنورين بحجة ازدراء الأديان، ويبدو إن النظام مرتاح لهذه الحالة، أو من الجائز أنها تحقق له ميزة لا نعلمها.

ويبدو أيضا إننا كنّا سذّجا حين صدقنا حكاية الثورة الدينية التي انتهت الي لا شيء بتحدي واضح من الأزهر وشيوخ الغبرة، ليس للرئيس فقط ولكن لكل مطالب تطور الحياة، ومقاومة التخلف والحكم الديني والوصاية الدينية.

هذا تدمير للمجتمع وقيادته الي مزيد من التطرف والعنف، وهو يتنافى تماما مع كل ادعاءات النهضة والمستقبل الأفضل، والدليل على ذلك هو المعدل المتنامي لأعداد المهددين بحجة ازدراء الأديان.

كما أن اقتصار المحاكمات على ازدراء الدين الإسلامي فقط دون النظر لهذا الحجم الكبير من الاستهتار والاستخفاف والعنف الذي يوجه للديانات والمواطنين من الطوائف الأخرى، يؤكد دون شك أننا نواجه حكما دينيا إسلاميا بكل ما يحمله ذلك من طائفية وتطرف.

مشكلتنا الرئيسية أننا ابتلينا برجال دين لا يرغبوا ولا يفهموا حاجة المجتمع للتطور وأهمية أن يعم السلام والطمأنينة وحقوق المواطنة لكافة المواطنين دون النظر لأديانهم وطوائفهم، وكل اهتمامهم ينصب في فرض ما حفظوه من التراث القديم، فهو الذي يعطيهم القيمة ومن خلالها يحفظون لقمة عيشهم وتجارتهم، رغم أنهم لو اجتهدوا بشكل مخلص دون إخلال ليساهموا في نهضة المجتمع وإحلال السلم والأمن سيجنون قيمة حقيقية، وسيدين لهم المجتمع بالعرفان والشكر، ولكنهم لا يعقلون.

مصيبة أخري أصابتنا في عقول نواب الشعب المفترض أنهم نخبة مختارة لحماية المجتمع، وهم الذين يرفضون إلغاء قانون ازدراء الأديان، في تجسيد واضح لكم التخلف الذي سيطر علي العقل الجمعي لغالبية الناس بسبب منعهم لقرون طويلة من إعمال عقولهم بحجة أن من تمنطق تزندق، مما يحدثنا بأن معركة التنوير هي معركة شرسة وطويلة ولكنها في قناعتي ستنتصر بحكم التطور الطبيعي للأمور.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى